نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم/الثلاثاء/ بالتعاون مع جمعية سند للفكر والعمل الشبابي الأردنية احتفالية؛ بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، تحت شعار "وتستمر المسيرة"، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة، حضوريا.
شارك في الاحتفالية السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، والسفير الأردني لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية أمجد العضايلة، وعدد من الوفود العربية، وذلك في إطار التأكيد على الدور الهام الذي يلعبه الأردن في محيطها العربي والإقليمي.
وشهدت الاحتفالية إلقاء الضوء على العديد من الأبعاد، في الحياة الأردنية، منذ تأسيسها، عبر عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية، والتي تتناول الحياة السياسية والحركة الرياضية والجانب الثقافي بالإضافة إلى الدبلوماسية والدور الدولي الذي تلعبه المملكة الأردنية الهاشمية خلال 100 عام.
كما شهدت الاحتفالية تقديم أوراق عمل الشباب الأردني في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية.
وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة - في كلمتها خلال الاحتفالية - أنه على مدار قرن من الزمن، سجل التاريخ للمملكة الأردنية الهاشمية أدواراً محورية في المنطقة العربية، مشيرة إلى الدور الكبير الذي لعبه الأردن في إنشاء جامعة الدول العربية وذلك من خلال التوقيع على الصيغة النهائية لنص "ميثاق جامعة الدول العـربية " من قبل رؤساء حكومات خمس دول عربية هي: مصر، والعراق، وشرق الأردن، وسوريا، ولبنان، والسعودية، وقد تألف الميثاق من 20 مادة حددت مقاصد الجامعة والأطر الأساسية لنظام عملها، وكان رأي اللجنة التحضيرية قد انعقد على تسمية المنظمة الوليدة " جامعة الدول العربية " بعد مناقشات مستفيضة لثلاث تسميات مقترحة، أولاها "التحالف العربي"، وثانيتها "الاتحاد العربي"، وثالثتها "الجامعة العربية".
وقالت السفيرة أبو غزالة إنه في أبريل 2021، انطلقت فعاليات تخليد ذكرى مرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، وقد أعلنت السلطات الأردنية خطة احتفالية تمتد على مدار العام الحالي في مختلف محافظات المملكة، وإعلان الحادي عشر من أبريل من كل عام يوماً وطنياً في الأردن، مشيرة إلى أن مئوية تأسيس الدولة الأردنية تعد تعبيراً عن احتفال أبناء الأردن بمناسبة مرور 100 عام على وصول الملك عبد الله الأول (رحمه الله) إلى مدينة معان جنوبي الأردن، والتي كان قد وصلها بتاريخ 21 نوفمبر 1920، ومن ثم انتقل إلى مدينة عمان، وفي عام 1946 استقل الأردن عن الانتداب البريطاني بموجب معاهدة أُبرمت في لندن، أُعلن فيها الأمير عبد الله الأول حاكماً على المملكة الأردنية الهاشمية.
وأكدت أبو غزالة أن هذه الاحتفالية تأتي في إطار الاحتفالات بمرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، بهدف تعريف الشباب العربي بالمنجزات التي حققتها الأردن خلال مئويتها الأولى.
وتوجهت السفيرة أبو غزالة بالتهنئة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني؛ بمناسبة الاحتفال بمئوية الأردن متمنية من الله العلي القدير المزيد من الازدهار والتقدم للمملكة الأردنية الهاشمية حكومةً وشعباً.
ونقلت أبو غزالة، تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وتمنياته القلبية للحفل بالنجاح والتوفيق ليكون هذا الحفل بمثابة نقطة انطلاق للشباب العربي نحو ترسيخ الانتماء والاعتزاز بالوطن العربي وتوحيد الصف للوصول لتحقيق الغاية المنشودة وهي إعداد كوادر شبابية قادرة على دفع عجلة العمل العربي المشترك للأمام ومؤهلة لقيادة دولنا العربية في المستقبل.
من جانبه، أعرب سفير الأردن لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية أمجد العضايلة، في كلمته، عن تقديره الكبير للجامعة العربية، وأمينها العام أحمد أبو الغيط لتنظيم الاحتفالية بمناسبة مرور 100عام على تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية.
وقال العضايلة: "تجمعنا اليوم مناسبةٌ أردنيةٌ عزيزةٌ وذاتُ مكانةٍ وطنيةٍ في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية ومسيرة دولتها، الممتدة على مر مئةَ عام بخطى عروبية ووطنية راسخة، حملت في محطاتها المفصلية إنجازاتٍ ماثلة يبرز الأردن اليوم فيها، بلداً متطوراً ومزدهرا ومستقرا، قدم تضحياتٍ خالدة في سبيل قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين التي نبذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية وحماية مقدساتها في المدينة المقدسة انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها"،مشيرا إلى أن الهاشميين ارتبطوا تاريخياً، جيلاً بعد جيل، بعقد شرعيّ مع تلك المقدسات، فحفظوا لها مكانتها، وقاموا على رعايتها، مستندين إلى إرثٍ ديني وتاريخي، وارتباطٍ بالنبي العربي الهاشمي محمد صلّى الله عليه وسلم.
وأضاف: "أننا نلتئم اليوم بهذه الاحتفالية في رحاب الصرح العربي العريق، وحاضنة العمل العربي المشترك، جامعة الأمة العربية، التي تَلُم وتجمع وتوفّق، ليكون هذا المقر شاهداً على احتفالية الأردن، العضو المؤسس في جامعة الدول العربية، بمرور مئة عامٍ على تأسيس دولته".
وأعرب العضايلة عن تقدير الأردن لهذا التفاعل من جامعة الدول العربية وأمانتها العامة، ممثلةً بأمينها العام أحمد أبو الغيط، لنعبّر عن اعتزازنا العميق لهذه المشاركة الشبابية العربية المقدّرة، التي تعكس صوراً من الوحدة والتآلف والتكامل والتضامن المشترك بين الشعوب العربية.
وأشار إلى أن الاحتفالية الشبابية العربية تأتي اليوم في رواق جامعة الدول العربية كأول فعاليةٍ شبابيةٍ رسميةٍ خارج حدود المملكة الأردنية الهاشمية، وبما يعكس القيمة الوطنية العزيزة لمناسبة المئوية، والحرص على اختيار الجامعة العربية لتحتضن الاحتفالية انطلاقاً من مكانتها ككيانٍ عربيٍ جامع، ومظلةٍ يلتقي تحتها الشباب العربي لمشاركة الأردن وشعبه، الذي يمثله نخبةٌ من الشابات والشباب المتميز عنوان عزة الأمة بحاضرها ومستقبلها.
وأكد أن المملكة الأردنية الهاشمية، في ثوابت دولتها ورسالة ملوكها من بني هاشم وقيم شعبها الأصيل، تأسست على الروح العربية القومية منذ أن أعلنت أول حكومة أردنية في الحادي عشر من أبريل عام 1921، فكانت موئلاً للأحرار العرب، وحملت قواتها المسلحة لقب الجيش العربي، واحتضنت أبناء الأمة العربية وما زالت ممن واجهت دولهم تحدياتٍ على مر التاريخ.
وقال العضايلة إن الأردنيين نشأوا وفي فطرتهم العروبة، وفي وجدانهم قضاياها، داعمون لأشقائهم ومناصرون لهم ومرحبون بهم انطلاقًا من أننا شعب واحد يجمعنا تاريخ وحضارة ومستقبل مشترك.
وشدد على أن الشباب الأردني اليوم، كانوا ولا يزالون على مر محطات من مسيرة البناء والتنمية في عمر الدولة الأردنية، فاعلاً رئيساً وشريكاً وطنياً في تشّييد البنيان، وتحقيق الإنجاز، وتعزيز منعة الدولة، وها هم يسهمون اليوم بالاحتفال بمئويتها.
وأضاف أن الأردن اليوم، بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يقف على عتبةٍ من مرحلةٍ جديدةٍ، متسلحاً بإرادة شعبٍ وفيًّ معطاء، ومستنداً على إرثٍ من الإنجازات الحافلة، ورافع رايته بما تحقق من تقدّمٍ مشهود، وفخوراً بمكانةٍ عربية ودوليةٍ يقدّرها له الأشقاء العرب ويشهد بها الأصدقاء من دولٍ وشعوبٍ في مختلف بقاع الأرض.
وتابع العضايلة: "لطالما رفع ملوكنا الهاشميون شعار الاستثمار بالإنسان الأردني باعتباره الثروة القيّمة، والرصيد المدّخر، ليكون "الإنسان أغلى ما نملك" و"ارفع رأسك أنت أردني" شعاراً رسّخه ملوك الأردن بشرعيتهم التاريخية والدينية في علاقتهم بشعبهم، ليثمر ذلك أجيالاً من الأردنيين نعتز بقدراتهم ونفخر بحضورهم بكل المحافل.
وأعرب العضايلة عن بالغ تقديره لمصر ، قيادة وشعبا وحكومة على مواقفها الداعمة للأردن، ومشاركتها احتفالاته بمناسباته الوطنية في عديد الفعاليات التي تم تنظيمها بالتعاون والشراكة مع السفارة الأردنية على أرض الكنانة خلال هذا العام .
ودعا الشابات والشباب العرب، لاغتنام هذه الفرصة بلقاء اليوم في أروقة جامعة الدول العربية لتعزيز فرص التواصل بينكم والالتقاء في مساحات الحوار والتشارك في الطموح لغدٍ عربيٍ أفضل، كون المستقبل بين يديكم ولكم، ترسمونه وتحددون ملامحه وتبنون صورةً له متشاركين بالأحلام ومتبادلين للأفكار والخبرات ومتسلحين بالأمل، الذي هو شعلة الانطلاق نحو كل نجاح.