فضّل الله ورسوله المؤمن القوي على المؤمن الضعيف للعديد من الأسباب، ولكن قد لا يعلم البعض ما هي هذه الأسباب، ففي السطور التالية، تقدم بوابة "دار الهلال"، أسباب تفضيل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف كالآتي:
ـ العزيمة شرطٌ لِقبول التوبة، وتوفيق الله -تعالى- للعبد، كما أنها دليلٌ على حُسن الظن بالله -تعالى-.
ـ المؤمن القوي عنده العزيمة والقوة لترك المعاصي، والإقبال على الطاعات، فيُحقّق بذلك التقوى، لِقولهِ -تعالى-: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)، كما أنه يكون بعيداً عن الشيطان ووساوسه.
ـ المؤمن القويّ يقوم بنفع نفسه وغيره؛ كأهله وأُمته، والمؤمن الضعيف مُقَصّرٌ بحق نفسه وبحق غيره، وقد يكون في بعض الأحيان كاسراً للحق وأتباعه، وعاجزاً عن نُصرته، بخلاف المؤمن القوي الذي يكون ناصراً للحق وأهله.
ـ المؤمن القوي يُقدم بعزم على ما ينفعه في آخرته، ويكون قوياً في الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، كما أنه يكون قوياً في أدائه للعِبادات؛ كالصلاة، والحج، وعند أدائه للنوافل التي تكونُ زيادةً على الفرائض، وهو قويّ الصبر على المصائب التي تُصيبه، وقويّ عند جِهاده لأعدائه، أمّا المؤمن الضعيف فيكونُ مُقصراً في عباداته وطاعته لربه، ويكون مُقصراً في تركه للمُحرمات.
حديث عن القوة
ـ عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- قال: (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ)، وفيه دلالةٌ على الترغيب في أن يكون الإنسان قوياً في دينه؛ لأن وصف القوة يعود على ما سبقه وهو المؤمن، فالمؤمن قويٌ في إيمانه، أي: في إيمانه النابع من قلبه من خلال كثرة أدائه للأعمال الصالحة.
ـ المؤمن الذي يكون كذلك هو خيرٌ من المؤمن الضعيف، مع عدم نفي الخير عن المؤمن الضعيف، ولكن جاء في الحديث من باب المُفاضلة، وليحثّ المؤمن الضعيف على الحرص على زيادة قوة إيمانه، قال الله -تعالى-: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَى).
اقرأ أيضا:
نيل الكرامة في الدنيا وحين الممات ويوم القيامة.. فضل قراءة القرآن الكريم يوميا
كيف رُتبت السور في القرآن الكريم؟