الخميس 23 مايو 2024

بعدما تبين عدم سقوط ميكروباص الساحل.. ما العقوبة القانونية للبلاغات الكاذبة؟

ميكروباص الساحل

تحقيقات14-10-2021 | 17:06

أماني محمد

شغل حادث ميكروباص الساحل اهتمام الرأي العام المصري طوال الـ5 أيام الماضية، وسط حالة من الغموض أثيرت منذ الأحد الماضي بالتقدم ببلاغ يفيد سقوط ميكروباص من أعلى كوبري الساحل لكن في الوقت نفسه لم يتم العثور على جسم الميكروباص أو جثث للضحايا، حتى حسمت وزارة الداخلية الأمر اليوم بأنه لم يسقط أي ميكروباص من أعلى كوبري الساحل.

حيث صرح مصدر أمنى بأنه بتاريخ 10 أكتوبر الجارى، وصل الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بلاغا من أحد المواطنين، بأنه علم من أخرين رؤيتهم لشئ يسقط من أعلى كوبرى الساحل، بدائرة قسم شرطة إمبابة، ولم يتحققوا منه، مرجحين كونه سيارة ميكروباص، وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية المعنية مدعومة بكافة التجهيزات اللازمة لعمليات الإنقاذ النهرى، حيث قامت القوات بتمشيط محيط محل البلاغ، وتكثيف عمليات البحث الدقيق بنهر النيل، ولم يتم التوصل إلى أية آثار لمفقودين أو لسيارة "ميكروباص"، وقد تم العثور فقط على "غطاء سيارة كبير الحجم" بقاع نهر النيل.

باستكمال أعمال البحث والتحرى وجمع المعلومات، من خلال التقابل مع العديد من شهود العيان وفحص مواقف سيارات الأجرة "الميكروباص" التى تمر بمحل البلاغ كخط سير لها، لم يُستدل على أية سيارات مفقودة، بالإضافة إلى عدم تلقي الأجهزة الأمنية أية بلاغات تفيد غياب مواطنين أو فقدان سيارة أجرة "ميكروباص" فى ذات اليوم وحتى تاريخه، وأشار شاهد عيان "صياد" إلى أن ما سقط من أعلى الكوبرى "غطاء سيارة"، وإمعاناً فى التيقن، تم إجراء تجربة بإلقاء ذات الغطاء من أعلى الكوبرى، والتقطتها الكاميرا التى سبق وأن أُشير إلى أنها سجلت لحظة سقوط السيارة، وتبين مطابقة المشهدين.

حبس من 3 لـ7 سنوات

وفي هذا الصدد، قال اللواء رفعت عبد الحميد، الخبير الأمني، إن ميكروباص الساحل كشفت الداخلية أنه لم يسقط من الأساس وأن ما حدث هو مجرد سقوط لغطاء سيارة، وهو أمر كان متوقعا من البداية بسبب عدم وجود دلائل على سقوط الميكروباص أو جثث للضحايا أو بلاغات عن تغيب أو اختفاء أشخاص.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مقدم بلاغ سقوط ميكروباص الساحل، قد يواجه عقوبات قانونية، لأننا الآن بصدد بلاغ كاذب وإزعاج سلطات وإثارة البلبلة ومحاولة يائسة لتكدير السلم والأمن العام، مضيفا أن هذا الأمر معاقب عليه قانونا وخاصة أن هذا البلاغ الوهمي قد يؤثر في قلق للعامة وهو ما حدث بالفعل.

وأشار إلى أن العقاب حبس من 3 إلى 7 سنوات إذا ثبت أن هذا البلاغ مفبرك لصالح الغير، فمن فكر ودبر أشد خطورة ممن دفع ونفذ، موضحا "هل هذا المبلغ البلاغ الكاذب قام بذلك من نفسه أم مكلف، فهذا الأمر عامل مؤثر، لأن البلاغات الكيدية سابقة كانت على مسار ضيق لكن الآن التوسع وإعطاء سمة العلانية لمثل تلك البلاغات يجعلها ذات تأثير كبير".

وأكد أن بلاغ سقوط ميكروباص الساحل لم يكن به قرينة، وكل ما كان يقال على لسان شهود العيان وسقوط مشمع وخلافه كلها بدون دليل، موضحا أنه في مثل تلك الحالات تكون أولى الخطوات التي تقوم بها أجهزة الأمن المصرية منذ القدم وحتى الآن هي رفع بصمة "كاوتشوك" الميكروباص".

وتابع: "البلاغ قال إنه سقط ميكروباص من أعلى كوبري الساحل نتيجة اختلال عجلة القيادة، فبالتأكيد هناك بصمة للكاوتشوك على الأسفلت والرصيف، وتكون أولى خطوات أجهزة التحري هي رفع بصمة الكاوتشوك بالجبس الفرنساوي، وعمل "فورمة" وبدء مطابقتها على كل الميكروباصات العاملة في الخط، لأنهم مسجلين قياما ووصولا في محطاتهم والمواقف".

وأكد الخبير الأمني أن المواقف على مستوى الجمهورية منظمة دفتريا ومسجل على الحاسب الآلي كل التحركات، وبصمة "الكاوتشوك" ترصد كل التحركات، والقيام بهذه الخطوات يوضح أنه لا يوجد بصمة لها على التراب أو الأسفلت، موضحا أن المشرع غلظ عقوبة البلاغات الكاذبة وخاصة أن هذا البلاغ أرهق الأجهزة وأثار الرأي العام.

3 تهم في واقعة ميكروباص الساحل

فيما قال اللواء حامد العقيلي، مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية سابقا، إن الذي قدم بلاغ سقوط ميكروباص الساحل يمكن أن يحاسب بتهمة البلاغ الكاذب وإزعاج السلطات وتكدير الأمن العام، لأن الحادث أثار ردود فعل عالمية واهتمام من كل وكالات الأنباء الدولية وكان محل اهتمام الرأي العام على مدار 5 أيام.

وأوضح العقيلي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الأجهزة الأمنية بالتأكيد لديها كل بيانات وتفاصيل مقدم البلاغ، موضحا أنه في حالة سقوط أي ميكروباص أو سيارة من أعلى كوبري بالتأكيد يهرول المواطنين والصيادين إلى موقع الحادث في محاولة إنقاذه لكن هذا لم يحدث في بلاغ ميكروباص الساحل فكان الأمر مجرد تناقل رواية عن رؤية أشخاص لشيء يسقط من أعلى كوبري الساحل وأنه من المحتمل أن يكون ميكروباص.

وأشار إلى أن الميكروباص في حالة سقوطه كان سيظل في موقعه، فالأجسام الصلبة والثقيلة التي تسقط في النيل تستقر مكانها ولا تطفو، فلا يطفو إلا جثث المواطنين والحيوانات النافقة أو الأشياء خفيفة الحجم، مضيفا أن الحديد أو الأجسام الثقيلة تستقر في القاع بل تغرس فيه.

وأكد أن الاحتمال الثاني الذي رجح عدم سقوط الميكروباص كان عدم وجود أي بلاغات من الأسر باختفاء أو تغيب أي من ذويهم، وكذلك عدم اختفاء أية سيارات ميكروباص أو ما شابه، مضيفا أن عمليات البحث استمرت لنحو 5 أيام للوصول إلى المعلومة اليقينية، مع توسيع دائرة البحث حتى حسم الأمر.

 

سبب سقوط سور كوبري الساحل

وأكدت وزارة الداخلية اليوم، أنه بتكثيف جهود البحث، تبين أن سور الكوبرى فى محل البلاغ المشار إليه سبق واصطدمت به سيارة نقل، مما أدى إلى تصدعه، وفى وقت لاحق اصطدمت به إحدى مركبات "التوك توك" بذات الجزء من السور، مما أدى إلى سقوطه لضعفه.

كما أمكن لفريق البحث تحديد صاحب مركبة "التوك توك"، وعقب تقنين الإجراءات، تم ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأشار إلى قيامه عقب ذلك برفع مركبة "التوك توك" من مكان الحادث لحدوث تلفيات شديدة بها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.