السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

بعد لقاء الرئيس السيسي والسيناتور مينينديز.. خبراء: العلاقات بين مصر وأمريكا استراتيجية

  • 15-10-2021 | 02:15

الرئيس السيسى يستقبل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى

طباعة
  • حسن راشد

بعد أن استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، السيناتور "روبرت مينينديز"، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أكد خبراء أن هذا اللقاء يأتي في اطار التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز العلاقات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية. 

حيث أكد مينينديز، الأهمية الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع مصر، مثمناً المستوى المتميز للتعاون المشترك بين البلدين، ومشيراً إلى أن مصر تعد ركيزة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم العربي، فضلاً عن كونها شريكاً محورياً للولايات المتحدة في المنطقة، معرباً عن التقدير البالغ لدور مصر الناجح تحت قيادة الرئيس في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء المفاهيم والقيم النبيلة من حرية الاعتقاد والتسامح وثقافة قبول الآخر، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي تتم داخل مصر لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لصالح المواطنين.

كما جدد  تثمين الإدارة الأمريكية للجهود المصرية تجاه التهدئة في قطاع غزة واحتواء التصعيد الاخير، حيث أكد الرئيس في هذا السياق دعم مصر لمختلف الجهود الرامية لتنشيط عملية السلام واستئناف المفاوضات، وموقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، بما يفتح آفاقاً للتعايش السلمي بين جميع شعوب المنطقة.

علاقات استراتيجية

قال د. أيمن سمير، أستاذ العلوم السياسية، أن العلاقات المصرية الأمريكية هي علاقات استراتيجية حيث أن هناك حوار استراتيجي ممتد بين القاهرة وواشنطن يشمل مسارين، المسار الأول هو مسار العلاقة الثنائية بين مصر وأمريكا وكيفية تطويرها وتعزيزها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، والمسار الثاني هو القضايا الاقليمية.

وأضاف، فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين، هناك رغبة مشتركة بين مصر والولايات المتحدة في تعزيز العلاقات الثنائية فيما يؤدي إلى تحقيق مصالح الشعبين المصري والأمريكي. كما أن أكبر استثمارات الولايات المتحدة الأمريكية في مصر هي أكبر استثمارات لها في افريقيا بنسبة 33%, وهي ثاني استثماراتها في المنقطة العربية بعد الامارات.

وأشار إلى أن هناك شراكة عسكرية قوية جدا بين البلدين, أخرها ما جرى الشهر الماضي من مناورات النجم الساطع. وتوجد علاقات تجارية هامة جدا حيث أن معدل التجارات البينية بين الدولتين يصل إلى حوالى سبعة مليارات دولار منها ما يقرب من خمسة مليارات صادرات أمريكية وبايزيد عن اثنين مليار دولار كصادرات وبضائع مصرية.

كما نوه إلى أن هناك تعاون لحل القضايا الاقليمية والتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أن ادارة الرئيس بايدن تتفق مع الرؤية المصرية بضرورة قيام دولة فلسطينية وأن حل الدولتين هو الوحيد لحل القضية الفلسطينية، لذلك اتصل الرئيس بايدن بالرئيس السيسي أكثر من مرة في شهر مايو الماضي عندما نجحت مصر في وقف الحرب بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة واسرائيل. كما أن الولايات المتحدة تدعم رؤية الرئيس السيسي في حل قضايا المنطقة بالطرق السياسية والدبلوماسية وليس بالطرق الخشنة الأخرى.

رؤي مشتركة

د. جمال عبدالجواد، استاذ العلوم السياسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أهمية مصر في المنطقة خاصة بعد الدور الذي لعبته في انهاء الحرب الأخيرة بين غزة واسرائيل. وأضاف أن الدولتين لديهما رؤية مشتركة بضرورة حل القضية الفلسطينية إقامة دولة فلسطين حيث أنها السبيل الوحيد لإنهاء الصراع. كما أن الدولتين تتعاونان في ملف الارهاب وفي حل قضايا المنطقة بالطرق السلمية حتى يعم السلام.

وتابع أن الدولتين تسعيان لزيادة التبادل التجاري والاستثمار فيما بينهما بما يعود بالنفع على كلا البلدين. وأشار إلى أن مصر تسعى لتوسيط الولايات المتحدة لحل أزمة سد النهضة والضغط على الجانب الاثيوبي للاتفاق بشأن عملية ملء السد، حيث أن مصر ملتزمة بكافة الطرق السلمية للوصول إلى حل عادل يرضي كافة الأطراف.

وأشار أن إلى أن البلدين تربطهما علاقات طيبة خاصة أن مصر قد قدمت مساعدات طبية للولايات المتحدة الأمريكية خلال أزمة كورونا.

التنسيق والتشاور

وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بمينينديز في زيارته للقاهرة، مشيراً  إلى الأهمية التي توليها مصر للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا، مؤكداً متانة العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات لاسيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء تطرق إلى التطورات الراهنة على الساحة الإقليمية وما تمر به المنطقة من أزمات، حيث تم التوافق حول أهمية الإسراع في التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات، بما يحافظ على وحدة الدول ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها، مع التأكيد على الدور المصري الحيوي في هذا الصدد.

كما تم التباحث أيضاً حول مستجدات قضية سد النهضة في ضوء التنسيق القائم والمستمر بين البلدين في هذا الشأن، حيث أكد الرئيس، أهمية الالتزام بتطبيق ما ورد في البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن من امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق قانوني منصف وملزم خلال فترة وجيزة يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.