الأحد 24 نوفمبر 2024

صدقية الناتو على المحك...انتقادات «ترامب» في محلها

  • 30-5-2017 | 00:45

طباعة

وصف دانييل دي بيتريس، زميل لدى معهد ديفينس برايوريتيز أول مؤتمر عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع زعماء حلف الناتو، والذي جاء بعد أشهر من تقريعه للمنظمة الأطلسية، خلال الحملة الانتخابية، بأنه محرج وغير مريح.

وكتب في مجلة ناشونال إنتريست أن مثل تلك اللقاءات يتم التحضير لها قبل أسابيع، وترسم كل مصافحة أو معانقة مع رؤساء وقادة بدقة شديدة. كما يتم التدقيق في كل كلمة يتم إلقاؤها، وكل همسة يتم التفوّه بها.

 

لحظات صعبة

وبحسب الكاتب، ولأنه من الصعب على ترامب التقيد بما كتب أمامه على الورق، هناك من يتساءل عما إذا كان كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، قد شعرا بالندم لقطعهما الرحلة إلى بروكسل.

ويلفت دي بيتريس إلى أنه، وقبيل قطع الشريط احتفالاً بافتتاح المقر الجديد لحلف الناتو، التقطت الكاميرا ترامب وهو يبعد رئيس وزراء مونتينيجرو (أحدث عضو في الناتو) من أمامه لكي يقف في مقدمة الزعماء. كما شبهت الصحافة مصافحة ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشيء أقرب إلى نسخة معاصرة من مصارعة غلادييتور.

وعندما ألقى ترامب كلمته، والتي ذكر فيها الأوروبيين والكنديين بتلكئهم عن الإيفاء بقواعد إنفاق عسكرية خاصة بالناتو أقروها قبل أكثر من عشر سنوات، بدا كأن السياسيين على المنصة يقفون في مناسبة عزاء.

 

خطاب وجيه

ويشير الكاتب إلى أنه، وبالرغم من جميع التغريدات اللافتة التي سجلت على تويتر، جاءت رسالة ترامب إلى الحلفاء، الذين اعتمدوا على الولايات المتحدة لفترة طويلة، صائبة وفي وقتها. وعندما أشار ترامب إلى أن توجهات الإنفاق العسكري الحالي "غير منصفة للشعب ولدافعي الضرائب في الولايات المتحدة"، فقد كان محقاً.

ويشير دي بيتريس إلى صعوبة تفسير السبب الذي يمنع كتلة من الدول الأغنى في العالم من زيادة ميزانياتها الدفاعية لتصل إلى نسبة 2% من إجمالي ناتجها القومي، وهو هدف يعتقد بعض الاستراتيجيين العسكريين أنه قليل جداً بالمقارنة مع مشاكل تواجهها أوروبا.

 

مطلب حق

ويرى الكاتب أنه من منطلق الحسابات الرقمية وحسب، لا يطالب ترامب بالكثير، لأن الولايات المتحدة تخصص لميزانيتها الدفاعية ما يصل إلى 3.6% من إجمالي ناتجها القومي. ولذا يمكن لدولة غنية مثل ألمانيا أن ترفع نسبة إنفاقها العسكري لتصل إلى نسبة 2%. كذلك، يلفت دي بيتريس إلى أنه ما من أحد يطالب الأوروبيين أو الكنديين ببلوغ ذلك الهدف في خلال عام أو حتى خمسة أعوام، وهو مطلب سيكون غير منطقي وربما يبدو ساذجاً. وكل ما تطلبه واشنطن هو مطالبة ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، وباقي الدول المتكاسلة بالبدء في العمل للإيفاء بوعود قدموها بأنفسهم.

ويقول الكاتب إن منتقدي نسبة الـ 2% ربما يدعون بأنها وضعت بصورة عشوائية، وأنه لا حاجة دفاعية مشروعة لها. وقد يكون هؤلاء على حق، لكنه التزام أقره حلف شمال الأطسي، ولا معنى لأية التزامات إن لم يحترمها ولم يراعها من قدموها. وقد اشتكى كل من الرئيسين السابقين جورج بوش وباراك أوباما من مماطلة الأوروبيين. ويواصل دونالد ترامب انتقاداته بنفس الطريقة، ولكن بإسلوبه الخاص.

 

مصداقية الناتو

ويرى دي بيتريس أن مصداقية الناتو كحلف وكمؤسسة تصبح على المحك، عندما يعجز أعضاؤه عن تعزيز الإرادة السياسية والإيفاء بوعود قطعوها على أنفسهم. كما، ومن الصعوبة رفض حقيقة أن الناتو كحلف لن يكون مستداماً إن كان خمسة من أعضائه هم فقط من يتحملون مسؤوليتهم الدفاعية الضرورية.

    الاكثر قراءة