بقلم : ناصر جابر
أثارت الحلقة التى استضاف فيها عمرو أديب، يوسف زيدان استياء الكثيرين في مصر وخارجها من العالم العربي والاسلامي عندما صرح زيدان بأن القائد الاسلامي صلاح الدين الايوبي ليس كما اظهرته الدراما السينمائية في شكل المحارب الشريف الذي يسعى الى استرداد بيت المقدس من الصليبيين وجاء على لسان زيدان ان صلاح الدين احقر شخصية تاريخية فقد قتل النوبيين في مصر والفاطميين في مصر والشام واحرق اكبر مكتبة عربية واسلامية مكتبة القصر الكبير وان المخرج الراحل يوسف شاهين لم يكن محايدا ولا موفقا (على حد تعبير يوسف زيدان)في تقديم شخصية صلاح الدين في فيلم الناصر صلاح الدين حيث اظهره في صورة عكس ما كان عليها.
وقد اخطأ هذا الزيدان فقد كشف عن توجهه ضد رموزنا الاسلامية والعربية وكونه يستدل ببعض الكتب التى ألفها أعداء السنة من الشيعة فهذا ليس دليلا ولا حجة واذا كان فيلم الناصر صلاح الدين الذى انتج عام 1963 عن قصة الاديب يوسف السباعي ومعالجة درامية للاديب العالمي نجيب محفوظ وايضا محمد عبد الجواد وعبد الرحمن الشرقاوي وتم معالجته من قبل الرقابة في حينها معالجة تاريخية وحصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية ورشح في نفس عام عرضه لمهرجان موسكو السينمائي الدولي وتمت ترجمته بأكثر من لغة اجنبية.
وقد أنصف المستشرقون القائد صلاح الدين واعتبروه رمزا للحروب الاسلامية العظيمة كما قدمت السينما الامريكية فيلم مملكة السماء(Kingdom of Heaven) )عام 2005 إنتاج وإخراج ريدلي .. كما شارك في التمثيل أيضًا الممثل السوري غسان مسعود في دور صلاح الدين والممثل المصري خالد النبوي في دور الملا ودارت احداث الفيلم حول الحروب بين الصليبيين والمسلمين في محاولات استرداد المسلمين لمدينة القدس بقيادة صلاح الدين الأيوبي وقد اظهر الفيلم مدى شجاعة ونبل القائد صلاح الدين في الحروب فكيف لزيدان هذا ان يحقر من شأن القائد الذي استطاع ان يوحد كلمة العرب والمسلمين بعدل وشجاعة وان ينتصر على جيوش 11 دولة أوربية في موقعة حطين .
وحسنا فعل الراحل المخرج العبقري حسام الدين مصطفى عندما قدم من تأليف ابو العلا السلاموني المسلسل الشهير «نسر الشرق» حيث تناول شخصية صلاح الدين القائد المسلم الذي انتصر على الصليبيين وكان مثلا في العدل والرحمة .
ان ما تفوه به زيدان وكل من ردد اكاذيبه يعد خطيئة كبري، وليتهم يعلمون ان اسرائيل تنفق المليارات من اجل ان تصنع لها تاريخا وهميا ورموزا من ورق ونحن نهدم تاريخنا المضئ ونتجنى على رموزنا التى تعتبر شموعا مضيئة في تاريخنا المديد .
وانني اطالب البرلمان المصري بسن قوانين تعاقب كل من تسول له نفسه الاساءة الي اي رمز من رموزنا بالكذب والافتراء كما فعل يوسف زيدان .. أتمنى!!.