الأربعاء 26 يونيو 2024

عن أكبر مهرجان درامى أتحدث .. رمضان كريم

30-5-2017 | 09:56

بقلم : أمينة الشريف

كل عام وكل شعب مصر بخير..الشهر الكريم علي الأعتاب يدق الأبواب إلي جانب أنه شهر الصوم والعبادة والخير والتسامح والعفو والمغفرة وقراءة القرآن وكل الفضائل الكريمة إلا أن الثوب الفني أضحي يغطي أيامه ولياليه فيه تتباري الأعمال الدرامية للاستحواذ علي النسبة العظمي من المشاهدين وتتسابق شركات الإعلانات التي تحولت إلي ملح زائد يفسد الطعام لاقتناص الأعمال التي يتصور أصحاب هذه المهنة أنها الحصان الرابح للاستيلاء علي أجزاء كثيرة من الكعكة الإعلانية.

- الطريف أنه من الآن وقبل ذلك بفترة طويلة تحولت صفحات الجرائد والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي إلي ساحة للسباق والرهان علي الرابح.. انضم إلي هذه المعركة أخيراً بعض الفنانين والممثلين الذين يعلنون عن آرائهم الصريحة تجاه بعض الأعمال لتوجيه أنظار المشاهدين إليها في شهر رمضان فقط، لأن الفنان فلان الفلاني صديقه الانتيم الذي يثق فى اختياراته الفنية محتكماً غالبا إلي سوابقه الفنية الناجحة.

- ناهيك عن شركات استطلاع الآراء التي تمارس مهمتها بعد انتهاء شهر رمضان إن لم يكن قبل نهايته للإعلان مبكراً عن الأفضل والأحسن والأكثر وكل أفعل تفضيل في هذه الأعمال.

- لا شك أن «سوق رمضان العظيم» الذي اتخذ شكلاً مختلفا تماماً في السنوات الأخيرة تغاير كثيرا عما عهدناه منذ أكثر من عهد حيث تغلب فيه دراما الإثارة والاكشن والعنف والقتل والمشاهد التي لا تتناسب مع الشهر الكريم وكذلك البرامج بكل أنواعها خاصة المعنية بالطبيخ فيما غابت تماما الأعمال الدينية والتاريخية لا أعرف ولا أجد سببا يجعل قطاعات الإنتاج التابعة لماسبيرو ترفع الراية البيضاء أمام طغيان هذه النوعية من الأعمال دون الحرص والاهتمام علي المشاركة بالدراما الدينية والتاريخية التي تتفوق وتتميز بها دون غيرها في الشهر الكريم والتي كانت سمته قبل عقود سابقة، الحكومة تعلم تماما أن المنتج الخاص لن يغامر بتقديم هذه الأعمال لأنه يهدف إلي الربح السريع ولسان حالهم يقول «كده كده التاريخ موجود فى «الكتب» التي أصبحت لا تقرأ بسبب تراجع عادة القراءة ، الأمر الأكثر خطورة أن المسئولين عن إنتاج مثل هذه الأعمال الدينية والتاريخية يعلمون تماما أن الدراما التليفزيونية التي تم تقديمها في السنوات الأخيرة كانت مبعثاً أساسياً لميلاد وزيادة العنف والتطرف عند المشاهدين وليس بالضرورة أن يكون تطرفاً دينياً بل أيضا فكرياً وثقافيا واجتماعيا وإنسانياً.

- وأطالب هنا من هذا المكان العريق «الكواكب» بضرورة الاهتمام بإنتاج هذه الأعمال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ولاء وانتماء المشاهدين لهذا البلد الأصيل قبل فوات الأوان.

- أخيراً أرجو أن تكون دراما رمضان 2017 مغايرة لما سبق عرضه في السنوات القليلة الماضية لأن عيون المراقبة هذا العام أصبحت كثيرة ومتعددة سواء من مجلس النواب أو الهيئة الوطنية للإعلام أو جهاز حماية المستهلك والجهات البحثية وغيرها.

- «الفنان» هكذا كنت أخاطب الفنان الجميل محمد أبوطالب الذي قام بتصميم أغلفة الكواكب طوال أكثر من عامين غيرت من شكل المجلة تماما كأنه يرسم لوحات تشكيلية وأصبحت لا تقل جمالا عن أغلفة المجلات الأخري مصرياً وعربيا كنا نستغرق وقتاً طويلاً ونتجادل في الوصول إلي عناوين الغلاف بأقل الكلمات للحفاظ علي جمالية الصورة لم يبخل بالمشورة لأي إنسان كبيراً أو صغيراً ويقدم اقتراحات يراها تحترم أهداف ورسالة المجلة هو شيخ من شيوخ الفنانين والصحفيين لكن عندما تجلس إليه تشعر كأنه مازال يحمل قلب شاب عشرينى أو ثلاثينى، فهو مازال حتي الآن يشاهد ويتابع ويقرأ ويطلع علي كل ما هو جديد لا يجعل السنين تحول بينه وبين الابتكار والتجديد يناصر دائما مبدأ أن الإنسان لابد أن يتطور ويتابع كل ما هو جديد بهذا مازال محمد أبوطالب فناناً مبتكراً وسيظل مرفأي الأخير دائما إذا ضاقت بي السبل للحصول علي خبرته في بلاط صاحبة الجلالة .. شكراً يافنان.

    الاكثر قراءة