الأحد 9 يونيو 2024

حرب طاحنة تنتظر السوريين الفارين من المعارك للحدود التركية

30-5-2017 | 11:28

ميادة محمد

في تقرير لها حول اللاجئين السوريين العالقين على الحدود في انتظار العودة إلى بلادهم، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الأشخاص الذين فروا من القتال ولكنهم لم يتمكنوا من دفع رسوم المهربين للذهاب إلى أماكن بعيدة جاءوا من كل المناطق بسوريا.

وأوضحت أنه يوجد ما يقرب من مليون شخص محاصرين في مقاطعة واحدة شمال غرب سوريا، ويتطلعون إلى وقف إطلاق النار الذي دام أسابيع مع وجود مخاوف وانعدام ثقة بالقوة المتقاتلة.

وقالت الصحيفة إن المناطق الشاسعة على امتداد الحدود الجنوبية التركية أصبحت الثغرة النهائية التي يلجأ إليها المتمردون، وفي الأشهر المقبلة يمكن أن يصبح التحدي الأكثر صرامة والأكثر دموية لقوات الرئيس السوري بشار الأسد سيكون السيطرة على هذه المناطق التي فقدها لصالح المتمردين بعد انتفاضة البلاد في عام 2011.

وكان هناك اتفاقا توسطت فيه روسيا وتركيا وإيران خلال الشهر الجاري، استطاع وقف الكثير من أعمال العنف في محافظة إدلب وثلاث مناطق أخرى في سوريا، ولكن إذا تم إنهاء الهدنة واستأنف القتال، فإن حدة المعارك ستكون أعلى في الشمال الغربي، على الحدود التركية التي تخضع لرقابة مشددة ،وسوف يكون ائتلاف المتمردين المرتبطين بالقاعدة متمركزين بشدة في مرمى نيران الأسد، بينما سيكون في المنتصف مئات الآلاف من المدنيين.

وذكرت الصحيفة أن الحرب التي دامت سبع سنوات تسببت في انتشار 5 ملايين لاجئ في أنحاء العالم، ولا يزال داخل سوريا عدد أكبر من الذين يريدون المغادرة.

ووفقا للصحيفة عمدت تركيا ولبنان والأردن، الذين يكافحون من أجل استيعاب اللاجئين في وقت سابق، إلى إغلاق حدودها في الغالب، وبالنسبة للحدود الشرقية فإن العبور إلى العراق سيكون رحلة محفوفة بالمخاطر عبر الأراضي التي يسيطر عليها داعش، لذلك يعيش النازحون في تدفق دائم، ويبذلون كل ما في وسعهم لتجاوز العنف وتلبية النفقات التي تتيح لهم الوصول إلى وجهتهم المقبلة.

وفي الوقت الذي تصل فيه الحرب السورية بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين إلى النهاية، ستصبح إدلب مليئة بالمسلحين الذين رفضوا الاستسلام للحكومة في أماكن أخرى من البلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أن سكان المقاطعة الحدودية تضخموا تحت صفقات توسطت فيها حكومة الأسد، حيث تم نقل المدنيين والمقاتلين شمالا من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في جميع أنحاء سوريا ليكونوا تحت سيطرة الحكومة.

ووفقا للسكان فإن الوافدين الجدد موجودين في كل مساحة، والمباني السكنية مليئة والإيجارات مرتفعة للعيش، كما يعيش العديد من العائلات في خيام، ومنازل طينية وحتى كهوف.

أما المدارس والمستشفيات والمرافق فيديرها خليط من الجماعات المتمردة والمجلس المحلية المدعومة من المعارضة، ووفقا للمحللين والدبلوماسيين فإن القوة المتصاعدة عبر المقاطعة هي حركة تحرير الشام المرتبطة بالقاعدة.

وعلى الرغم من أن المسئولين الأتراك يصرون على أن بلادهم حافظت على سياسة الباب المفتوح للمهاجرين السوريين طوال الحرب، إلا أن المدنيين يقولون أنه هناك بعض الصعوبة في عبور الحدود.

وخوفا من تسلل مقاتلي الدولة الإسلامية ،استبدلت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسوار الحدودية الواهية بأخرى خرسانية طولها 10 أقدام.

ووفقا لمنظمات حقوق الإنسان ،بما فيها منظمة هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية فإن حرس الحدود الأتراك قاموا بإطلاق النار على المدنيين الذين تم القبض عليهم وهم يعبروا بطريقة غير قانونية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا حاولت القوات الموالية للحكومة استعادة إدلب فإنها ستواجه معركة طاحنة من شأنها أن تؤدي إلى خسائر فادحة وخاصة بين المدنيين.