الجمعة 27 سبتمبر 2024

دور «نعمة السمراء» يثير الجدل حول كاملة أبو ذكري

30-5-2017 | 15:44

تعودنا من المخرجة كاملة أبو ذكري تقديمها الأعمال بحرفية وإتقان فني عالٍ، فاهتمامها بأقل التفاصيل واختيارها "ورق" ينصر قضايا أو يسلط الضوء على مشاكل إنسانية معاصرة، لن يشعر بها الشخص العادي، جعلها في خانة المخرجين المتميزين، فسهل أن تكون فنانًا ولكن لكي تكون مبدعًا، يجب أن تكون مختلفًا عن الآخرين وأن تشعر بأوجاع ومشاكل المظلومين؟، أكانت قضايا للمرأة أو تسليط الضوء مثلًا على تعرض الأقليات للظلم؟.

في رمضان 2014 قدمت لنا المخرجة كاملة أبو ذكري رائعة فتحية العسال، في مسلسل "سجن النساء" الذي لا يقل روعة عن المسرحية الأدبية، اهتمت فيه كاملة أبو ذكري بأقل التفاصيل، فأن تقنع ممثلة شرق أوسطية أن تظهر بدون مكياج يبدو كالمهمة المستحيلة، التي أدتها كاملة على أكمل وجه، وكما نقول بلغة السينما "نجمت اللي اشتغل معاها"، حتى الآن نرفع لها القبعة فإن الفن غير أنه غذاء للروح والمتعة الوحيدة لبعض الأشخاص، إلا أنه الوحيد القادر على هزيمة التطرف.

فوجئنا هذا الموسم بظهور ممثلة شابة نالت استحسان النقاد والجمهور تدعى مها نصار، وقدمتها المخرجة كاملة أبو ذكري بدور "نعمة السمراء" في مسلسلها "واحة الغروب" المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير بهاء طاهر، وكعادتها خرج لنا المسلسل حتى الآن بصورة رائعة يحمل توقيع المخرجة الموهوبة، ولكنها وقعت في خطأ قد يراه البعض بسيطًا وسيراه قليل من الناس فادحًا، حيث أنها اختارت من بلد إفريقي يتمتع معظمه أو نسبة كبيرة منه بالبشرة السمراء ممثلة بشرتها فاتحة وقامت بدهنها باللون الأسمر، الأمر الذي أعاد إلى أذهاننا عنصرية هوليود عندما كانت تختار نجوم ذو أصول أوروبية لتجسيد شخصيات تاريخية بشرتهم سمراء.

ليأتي في أذهاننا الكثير من التساؤلات منها، هل تستعين المخرجة كاملة أبو ذكري بـ"الكاستينج" في اختيار الأدوار؟ أم أن الموضوع يسير كأي شيء في مصر بـ"الحب"، لو كتبت المخرجة الكبيرة إعلان على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية عن هذا الدور وأن هناك اختبار أداء، ستجد مئات بل آلاف الفتيات "السمر" اللاتي يتقدمن إليها ويرغبن في فرصة لإثبات أنفسهن.

لماذا على صاحب البشرة السمراء أو غير الوسيم أن يعاني لكي يحصل على فرصة؟ فتأخرت نجومية الكثير بسبب هذا الأمر، والأسطورة أحمد زكي أبلغ مثال على ذلك، لماذا لا نعطي الفرصة للموهوبين؟ بل والأكثر من ذلك، فعندما يكون الدور يناسب عرقًا ما، نقوم بالتلاعب لكي يحصل عليه آخر.

ففي الفترة الماضية قامت الدنيا ولم تقعد، عندما اختير ممثل أبيض البشرة بريطاني، للعب دور مايكل جاكسون في مسلسل يتناول جزءًا من سيرة أسطورة البوب الذاتية، وعلى الرغم من أن العمل كوميدي إلا أن الكثيرين اعتبروه إهانة وعودة للعنصرية من جديد متسائلين هل اختفى الأفارقة لكي يختاروا فنانًا أبيض البشرة.

في النهاية تاريخ المخرجة كاملة أبو ذكري الذي صنعته بموهبتها الكبيرة واختياراتها الصائبة على المحك من وجهة نظري الضئيلة بسبب هذا الخطأ وعليها التوضيح والإجابة على هذه التساؤلات.