الخميس 12 سبتمبر 2024

الإيكونوميست: ماكرون يستقبل بوتين بأسلوب ملكي

31-5-2017 | 09:09

كتبت: ميادة محمد
قالت مجلة الإيكونوميست تعليقا على لقاء الرئيسين الفرنسي والروسي،إنه بالنسبة لبلد جمهوري كان الترحيب بالكاد يشبه الأسلوب الملكي، فبعد 300 عام تقريبا من استضافة لويس الخامس لبطرس الأكبر في قصر فرساي ، في رحلة كانت مليئة بالروعة الإمبراطورية الفرنسية ، اختار إيمانويل ماكرون نفس المكان لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين،حيث اصطف الحراس وتم افتراش السجادة الحمراء بينما خرج بوتين من سيارته الليموزين.
وأشارت المجلة إنه إذا كانت الرمزية هنا تؤكد على العلاقات الودية ، إلا أن الاجتماع نفسه أكد على صلابة من قبل الرئيس الفرنسي البالغ من العمر 39 عاما والمبتدئ الدبلوماسي.
وبعد ساعتين من المحادثات ، وصف ماكرون اللقاء بأنه صريح ومباشر للغاية ،وهي المصطلحات الدبلوماسية الأقرب للاعتراف بأن الأمور كانت متوترة، وفي الوقت الذي كان فيه بوتين يقف بجانب نظيره الفرنسي ، وسط معرض القصر المليء باللوحات، التي تصور معارك فرنسا المجيدة، حيث حذر ماكرون من أن خطه الأحمر في سوريا سيكون استخدام الأسلحة الكيميائية ، مؤكدا أن فرنسا ستظهر القوة في مواجهة هذه الهجمات ولن تتردد في الرد.
وأضافت المجلة أن الهدف من الاجتماع في فرساي هو إعادة العلاقات الفرنسية الروسية، ففي العام الماضي قام بوتين بإلغاء رحلة إلى باريس، وكان السبب الظاهري فتح مركز ثقافي روسي جديد، لكن الحقيقة هي أن فرنسوا هولاند كان قد قلل من شأن الزيارة بعد القصف الروسي على حلب السورية، وكان الرئيس الفرنسي السابق قد ألغى بيع سفينتين حربيتين بعد أن توغل الروس في شبه جزيرة القرم.
ولذلك رأى ماكرون أن مواجهة هذه الخلافات هي وسيلة هامة لأخذ الأمور إلى الأمام.
وأشارت المجلة إلى أن ماكرون مبتدئ في الدبلوماسية العالمية ، ولم يكن أحد متأكدا مما يمكن أن يفعله،وبدأت معالم نهجه في الظهور، بعد بضعة أيام من القمة رفيعة المستوى التي عقدت الأسبوع الماضي خلال اجتماع دول حلف شمال الأطلسي وبعدها قمة مجموعة السبع في صقلية.
والأهم بالنسبة لماكرون هو الحفاظ على استقلال فرنسا الجيوستراتيجي،مع استعادة صوتها العالمى وقوتها في أوروبا، ولذلك اختار الرئيس الفرنسي برلين لأول رحلة خارجية له، حيث يريد أن تكون بلده شريكا محترما لألمانيا عن طريق إجراء عدد من الإصلاحات الاقتصادية.
لكن وفقا للصحيفة فإن ماكرون يتطلع لدور عالمي لفرنسا، من خلال قوتها العسكرية الخطيرة في أوروبا، إلا أن خبرته الدبلوماسية القليلة لا تجعل هذا الأمر مناسبا الآن ،ومع ذلك فقد أثبت خلال لقائه ببوتين أن لديه سحرا خاصا، ويحتاج إلى إثبات أنه يمكنه استخدام مهاراته السياسية بشكل جيد لتحقيق أهدافه.