اعترف أن كارلوس كيروش المدير الفنى للمنتخب الوطنى بداياته مبشرة ونجح فى مهمته الأولى فى حصد النقاط الستة لمباراتى ليبيا واعتلاء صدارة مجموعة مصر فى تصفيات المونديال.. إلا أننى أرى أن من واجبى ألا أسير فى جوقة المهللين فى زمن الدجل الكروى الذى أصبح أكثره يهلل وقليل منه من يتناول الأمور ويحللها بمنطقية بعيدا عن شلل الراغبين فى ركوب الترند
إما بالمبالغة فى المدح أو الذم والتقطيع..
وللتوضيح فقط فإن الدجل الكروى عند البعض ينطبق على من يملكون القدرة على إيجاد أسباب للفشل وأسباب للنجاح حتى لو حدث ذلك صدفة أو قل هى نفس الأسباب ولكن بالعكس .. الأسباب و"عكوساتها" هى سر الصنعة المهم تعرف تلعب بها فى الوقت المناسب.
ومن واجبى أن أقول أن المدرب "لسه ماجابش الديب من ديله".. وعندى قناعة تامة إن هذا الرجل كان ينتظره مصيران لا ثالث لهما ففى حالة فشله فى مهمته كان أغلب المحللين سيطالبون برأسه وترحيله فورا من البلاد بعد توجيه اتهامات صريحة للجنة التى تدير الجبلاية بإهدار المال العام وما الى ذلك من اتهامات أصبحت مثل الكليشيهات المحفوظة.. أو رفعه الى عنان السماء بالحديث عن عبقرياته الكروية وقراراته الجهنمية واختياراته اللوزعية وهى النغمة السائدة حاليا.
وهذا ما اعترف به البعض تلميحا أو تصريحا عندما قالوا إن استبعاد كيروش لعدد من النجوم مثل محمد مجدى أفشة ومحمد شريف ومصطفى فتحى سلاح ذو حدين فلو نجح بدونهم رفعوه على أسنة الرماح ولو فشل كان سيلقى مصيره المحتوم بالمطالبة بترحيله فورا وبدون مناقشة.
والحمد لله انه نجا من هذه الأزمة لينجو معه المنتخب الوطنى من هذه "الزنقة" الكروية ويبدأ فى الخروج الى آفاق أرحب وطموحات اكبر على كل الأصعدة.. عربيا وأفريقيا وعالميا.. وعندما يقود كيروش المنتخب لتحقيق طموحاتنا فسوف نقولها فى ذلك الحين بعلو أصواتنا ونشهد له بانه "جاب الديب من ديله" فعلا.. وهل نحن نريد شيئا غير ذلك.. بالطبع لا.