على بعد خطوات من محطة مترو العتبة يقع سور الأزبكية الذي اشتهر ببيع الكتب القديمة في أكشاك صغيرة مساحتها لا تتعدى 25 مترًا، لكبار الكتاب بأسعار رمزية، إلا أن خلال السنوات الأخيرة أصبح يقوم ببيع الكتب المدرسية بعدما ارتفع أسعارها في المدارس الخاصة فمجموعة الكتب الإبتدائية تباع بسعر 60 جنيها، أي الكتاب بسعر 10 جنيهات، في حين أن الكتب في المدرسة تباع بسعر 300 جنيه، أما الكتب الخارجية تباع بسعر يبدأ من 10 جنيهات حتى 30 جنيها.
تجولت محررة بوابة "دار الهلال" داخل سور الأزبكية لاستطلاع أراء أصحاب المكتبات حول نسبة المبيعات، وأيضا من أين يحصلون على هذه الكتب، وأيضا تم استطلاع أراء أولياء الأمور المترددين على هذا السوق، وبصوت عال وقفت سيدة مع ابنها في المرحلة الإبتدائية تسأل البائع وتقول لها " عندك كتب عيل فاشل" ليرد عليها سريعا "اختاري نسخة نظيفة من مجموعة الكتب التي أمامك"، وعند سؤالها عن معنى هذا الطلب، قالت وهي تضحك "عيل فاشل" أي كلف أهله شراء الكتاب ولم يذاكر فيها.. ليكون من نصيب طالب أسرة على قد حالها مثلنا.
وأخذت السيدة تتفحص كتاب اللغة العربية سلاح التلميذ وتبحث عن أفضل نسخة غير مكتوب فيها أو تم إجابة عن الأسئلة التي بها، ويساعدها في البحث ابنها ذو الـ11 عاما، ويقول لها بصوت عالي "تعالي نبحث في مكتبة أخرى، لينادي عليها البائع سريعا "عندي نسخة مرتجع .. تخديها على 25 جنيها"، لترفض العرض وتذهب إلى مكتبة أخرى.
فيما وقفت سيدة أخرى، وسئلت عن كتب المدرسة للصف الثاني الإبتدائي لغات والتي أوضحت أن الكتب في المدرسة وصلت إلى 700 جنيه، أما في سور الأزبكية فقد بلغت 200 جنيه فقط، لذا فضلت الشراء من السور، خاصة وأنها كتب جديدة، وما يختلف عن الكتب في المدرسة هي سنة الطباعة، فكل ما يتم عرضه في سور الأزبكية طباعة 2020 -2021.
وعند سؤال يوسف محسن، أحد البائعين في سور الأزبكية، عن ما هو الفرق بين الكتب المرتجع وكتب القديمة، كشف، أن الكتب المرتجع يتم شرائها من المكتبات الكبرى بعد نهاية العام الدراسي بالطن، ويكون سعرها أعلى من الكتب القديمة بنسبة 5%، أما الكتب القديمة يتم شرائها عن طريق مزاد تقوم أحد الجمعيات الخيرية بالإعلان عنها، ويتم شراء الكتب بالطن، ويصبح بها كتب قام الطالب بالحل فيها، وأخرى نظيفة، وتتراوح سعرها من 10 جنيهات إلى 15 جنيها.
وأضاف يوسف خلال حديثه لبوابة "دار الهلال"، أنه يمتلك 2 كشك في سور الأبكية ويقوم هو والده وأخواته الرجال بالوقف فيها، فهناك من يقوم بفرز الكتب، وآخر يقوم برصها داخل المكتبة، وهناك أيضا من يقوم بجذب الزبائن للشراء، مشيرا إلى أن موسم شراء الكتب العام الجديد يبدأ في شهر أغسطس من كل عام. وعن كتب المدرسة، أوضح أن هناك شخص ما يقوم بتوريد هذه الكتب للبائعين، حيث تكون إنتاج العام الماضي، حيث يباع الكتاب بسعر 10 جنيهات.
وعن وجود حذف من المناهج أو التغير فيها، أوضح أن هذا العجز قد يحدث في بعض المواد في السنوات الدراسية المختلفة، أما هذا العام اختلفت لم يتوافر كتب الصف الرابع الإبتدائي نظرا لتغير المناهج بشكل كبير، ولكن العام المقبل ستكون متوافرة.
وفيما يخص الأسعار، أوضح أن كتاب سلاح التلميذ للمرحلة الإبتدائية يبلغ سعره نحو 10 جنيهات، أما كتب الخارجية للمرحلة الثانوية تتراوح ما بين 20 جنيها إلى 25 جنيها، وفيما يخص كتب المدارس اللغات للمرحلة الثانوية بلغ سعر المجموعة نحو 250 جنيها، كما يتوافر أيضا كتب المدارس الإزهري والدبلومات.
وعن أكثر المراحل مبيعا، أوضح أن المرحلة الثانوية خاصة كتب المدرسة والخارجية أكثر مبيعا، وذلك لارتفاع أسعارها بجانب تكاليف الدروس على أولياء الأمور، وتأتي في المرحلة الثانية كتب ثالثة إعدادي، وأخيرا كتب الإبتدائي والحضانة.
وقال إسلام عبدالله، صاحب أحد الأكشاك في سور الأزبكية، إن نسبة الإقبال ارتفعت منذ أزمة كورونا، وخاصة على كتب المرحلة الثانوية، بعدما توقفت الوزارة عن طباعة الكتب المدرسية واكتفت بالتابلت، كما أن قرار وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، بسماح الطلاب بالدخول الامتحان بكتاب المدرسة فقط الامتحانات، رفع المبيعات في سور الأزبكية، مشيرا إلى أن الأسعار بدأت من 20 جنيها لكل كتاب مدرسي.
وأضاف عبدالله خلال حديثه لبوابة "دار الهلال"، أن كثير من أولياء الأمور لديهم تخوف من توقف العام الدراسي، لذا اتجهو نحو شراء الكتب، قبل الغلق بعد ارتفاع نسبة إصابات كورونا.