لأننى على قناعة تامة بأننا نخوض حربًا ضارية وشرسة ضد الإرهاب المعولم فإننى لا أهتز مثل البعض بعد كل عملية إرهابية وحشية ولا يتغير رأيى فى الضرورات التى نحتاجها لكى نهزم هذا الإرهاب ونقضى عليه ونتخلص من شروره.
وهذا التقرير كتبته منذ عامين وقدمته فى لقاء خاص لمنتدى حوار الثقافات الذى ترعاه الهيئة القبطية الإنجيلية فى حضور عدد من الكتاب والمفكرين وقادة الفكر.. وأرى أنه يتضمن الكثير من الأفكار التى نحتاج القيام بها .. ولذلك هو يصلح للنشر اليوم بعد العملية الإرهابية الجديدة.
نحن نخوض الآن حربًا ضارية وشرسة ضد إرهاب وحشى لا يستهدف فقط إخضاعنا لإرادة الإرهاربيين وإنما يستهدف أيضا تقويض دولتنا الوطنية والقضاء على هويتنا الوطنية وفرض حكم دينى استبدادى فاشى علينا.
وإذا كانت هذه الحرب تحتاج إلى أقصى درجة من التماسك الوطنى والدعم اللامحدود لقواتنا المسلحة وتمكين قوات الأمن بالسلاح والعتاد والإمكانيات التكنولوجية، فإنها تحتاج أيضا منا إلى رؤية سياسية واضحة المعالم تجعلنا مدركين لأبعاد هذه الحرب الجديدة التى نخوضها ضد العنف والإرهاب، وكيف نمضى فى هذه الحرب بقوة وفى ذات الوقت نحافظ على مسيرة التنمية وإعادة بناء دولتنا العصرية الديمقراطية والمضى قدما فى مسيرة التحول الديمقراطى التى بدأناها، ولنعرف أيضا دور كل منا فى هذه الحرب وليس القوات المسلحة والشرطة فقط، ابتداء من المؤسسات الدينية وحتى مؤسسات المجتمع المدنى، مرورا بالمؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية.. فنحن مثلا لابد أن نعرف فى إطار هذه الرؤية كيف يمارس الإعلام حريته ويؤدى واجبه فى تبصير الرأى العام بالحقائق وكشف الأخطاء فى ظل ظروف هذه الحرب ومع مراعاة مقتضيات الأمن القومى.
ونقطة البدء هنا هى التشخيص أو التحديد الجيد والسليم لطبيعة هذه الحرب الجديدة التى نخوضها ضد العنف والإرهاب.
خصائص الإرهاب الجديد:
إن العنف والإرهاب الجديد الذى نخوض حربًا ضارية ضده الآن يختلف عن كل عنف وإرهاب واجهناه من قبل فى عصرنا الحديث، سواء فى الأربعينيات أو الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، رغم أن إرهابيى الأربعينات اغتالوا رئيس حكومة وإرهابيى الثمانينيات اغتالوا رئيس جمهورية وإرهابيى التسعينيات اعتالوا رئيس البرلمان.
١- إن الإرهاب الجديد الذى نواجهه هو إرهاب وعنف واسع يغطى أرجاء ممتدة من أرض ومدن مصر(فى الوجه البحرى والصعيد) .. بل إنه امتد ليهدد لأول مرة سيناء العزيزة التى كانت بمنأى عنه من قبل.. لقد انتشر العنف والإرهاب بطول البلاد وعرضها.. وساعد التنظيمات الإرهابية على توسيع نطاق عنفها وإرهابها أنها صار فى حوزتها أسلحة متنوعة وبكميات كبيرة وأموال غزيرة لم تنضب بعد.
٢- هو إرهاب ممنهج ومنظم وليس إرهابا عشوائيًا، كما يروج البعض خاصة هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم لنا بوصفهم منشقين عن جماعة الإخوان ومفارقين لجماعات الفكر التكفيرى، وجاء كرد فعل انتقامى على استخدام القوة أو الإفراط فى استخدامها من قبل أجهزة الدولة على غرار ما حدث فى فض اعتصامى رابعة والنهضة كما يدعون، أو الملاحقة والمطاردة الأمنية لشباب لم يتورط فى ممارسة العنف، أو لصدور أحكام بالإعدام بحق عدد ليس قليلا من قيادات الإخوان .. وحتى تلك العمليات الإرهابية التى تبدو أنها بدائية أو بسيطة فهى أيضا ليست عشوائية بل تتم بقرار مركزى من قيادة التنظيمات الإرهابية وإن كان من ينفذونها يتمتعون باستقلال يمنحهم حق اختيار توقيت التنفيذ والأهداف التى يستهدفونها.
٣- هذا الإرهاب أكثر وحشية.. فهو لا يستهدف فقط رجال الشرطة أو المسيحيين أو السائحين الأجانب، كما كان يحدث فى التسعينيات، وإنما صار يستهدف قواتنا المسلحة بغرض تصفيتها، ويستهدف المواطنين العاديين بغرض ترويعهم والانتقام منهم، كما قال قيادى إخوانى، لتأييدهم الإطاحة بحكم الإخوان.. فضلا عن أن هذا الإرهاب يتخذ الآن أشكالا وألوانا متعددة..من قتل واغتيال.. وتخريب وتدمير.. حرق وتفجير.. وبات يستخدم السيارات المفخخة، ويلجأ إلى العمليات الانتحارية.
وقد ظهرت هذه الوحشية بوضوح مثير للاستفزاز والغضب فى المشاهد المتلفزة لعمليات القتل، والتنكيل بالضحايا، والتمثيل بالجثث.
٤- لأول مرة لا يكتفى الإرهابيون الجدد الذين نواجههم بتوجيه ضرباتهم الغادرة ثم يلوذون بالفرار على غرار ما كان يحدث من قبل، وإنما صاروا يسعون إلى السيطرة على الأرض لفترة من الوقت على الأقل ورفع أعلامهم السوداء عليها، بل وإقامة كمائن تفتيش فيها.. وشجعهم أنهم جربوا ذلك فى يناير وفبراير ٢٠١١ فى رفح والشيخ زويد لفترة لا تقل عن الأسبوعين.. ورسخ لديهم ذلك كهدف لهم أن ذلك التنظيم المسئول الأول عن الهجمات الإرهابية فى سيناء )أنصار بيت المقدس( أعلن انضمامه للتنظيم الإرهابى الأكبر الآن فى العالم وهو تنظيم داعش الذى ينتهج هذا الأسلوب فى كل من العراق وسوريا ويسعى لإقامة ما يسميه)الدولة الإسلامية(.
٥- لأول مرة أيضا يستخدم الإرهابيون الذين نواجههم الآن أسلحة ومتفجرات لم يسبق أن استخدمها الإرهابيون الذين واجهناهم من قبل.. فقد صار فى حوزتهم بجانب البنادق الآلية والرشاشات أسلحة مضادة للمدرعات وأخرى مضادة للطائرات مع مدافع الجرينوف استخدموها فى هجومهم الأخير على كمائن رفح والشيخ زويد.. وهم أيضا لا يكتفون بالمتفجرات التى كانوا يستخدمونها من قبل وتوجد بكثرة فى المحاجر المصرية وإنما يستخدمون أنواعًا أكثر فتكا وغير شائعة فى مصر، مثلما حدث فى محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق واغتيال النائب العام الحالى.
٦- كما أن هذا الإرهاب الجديد الذى نواجهه هو إرهاب عابر للحدود حيث ترتبط منظماته داخل مصر بالمنظمات الإرهابية خارجها وتحديدًا بأكبر تنظيم إرهابى فى العالم داعش وتلقى دعما من التنظيم الدولى للإخوان، بل إن أحدها (اللجان النوعية للإخوان) تتلقى تعليماتها من هذا التنظيم الدولى.. والأخطر ترتبط التنظيمات الإرهابية الجديدة فى بلادنا بأجهزة مخابرات عالمية وإقليمية تقدم لها (مساعدات لوجستية) عملية اقتحام السجون المصرية ودور إيرانى مع حماس، (الدور التركى مع التنظيم الدولى للإخوان).
٧- أيضا هذا الإرهاب يستخدم على نطاق واسع التكنولوجيا ولا يعتمد على وسائل وأدوات تقليدية مثلما كان حادثا فى التسعينيات، ويستغل ثورة الاتصالات فى ترتيب اتصالات آمنة بعيدًا عن عيون رجال الأمن بين قيادة تنظيماته وكوادرها وأعضائها وبين خلاياها المختلفة، وبين التنظيمات الإرهابية بعضها البعض للتنسيق بينها.. كما يستخدم التكنولوجيا فى تفجيراته وعملياته (التفجير عن بعد.(
٨- كما أن هذا الإرهاب يستخدم الإعلام المرئى والمقروء والإلكترونى كسلاح أساسى لمنظماته، وبرع فى استخدام تقنيات عالية مثلما بدا واضحا فى عمليات القتل والذبح والحرق التى تقوم بها داعش فى العراق وليبيا وكان آخرها عملية ذبح ٢١ مصريًا فى ليبيا، ومثلما فعلت منظمة أنصار بيت المقدس فى سيناء فى خطف وقتل جنود لنا، وفعلت أيضا فى عمليتها الأخيرة عندما أطلقت موجات من الشائعات حول قتل عشرات من جنودنا وأسر بعض منهم والاستيلاء على مواقع فى الشيخ زويد، وساعد على انتشار هذه الشائعات انسياق أجهزة إعلامنا لها بالترديد والترويج فى ظل تأخر صدور بيانات عسكرية.
٩- كذلك الإرهاب الجديد الذى نواجهه تمتلك تنظيماته قدرة على إغواء مزيد من الشباب بل والشابات وتجند أعدادا جديدة منهم وبذلك تعوض خسارتها بشكل دائم فى البشر والأعضاء.. وقد منحتها السنة التى حكم فيها الإخوان البلاد فرصة هائلة فى هذا الصدد لأنه وفر لهم تأمينًا من الملاحقة الأمنية، أما اعتصاما رابعة والنهضة فقد منحاها فرصة أكبر للفرز والاختيار بل واختبار المجندين الجدد.. ومن رحم هذا الاعتصام ظهر على سطح ساحة العمل الإرهابى فى مصر واحد من التنظيمات الثلاثة الأساسية وهو تنظيم أجناد مصر الذى التحم مع مجموعات(حازمون)، وهذا التنظيم تكفيرى فى الأساس ومسئول عن قتل المقدم مبروك والعميد الجرجاوى وكان له مخزن للسلاح والمتفجرات فى عرب شركس.
وبذلك تملك هذه التنظيمات قدرة على ضخ دماء جديدة فى شرايينها بتجنيد أعضاء جدد والخطير أنها تجند انتحاريين جددا )التحقيقات التى جرت فى قضايا خلايا إرهابية كشفت عن انضمام بعض الشباب المقبوض عليهم للتنظيمات الإرهابية منذ سنتين فقط).
١٠- فى ذات الوقت يملك هذا الإرهاب وتنظيماته العاملة فى مصر قدرات مالية لم تنضب بعد تستخدمها فى توفير ما تحتاجه من أسلحة ومعدات وملاذات آمنة ومخازن للأسلحة والمتفجرات والأخطر تستخدمها فى ضمان استقرارها فى السيطرة على أعضائها وكوادرها وأيضا إغواء مزيد من الشباب للانضمام إليها.
ضرورات المواجهة:
وإذا كان الإرهاب الجديد الذى نواجهه الآن يختلف بشكل كيفى ونوعى وكمى على هذا النحو عما سبق أن واجهناه من إرهاب فى الماضى من قبل فإن بالضرورة مواجهتنا يجب أن تختلف أيضا حتى نقضى على هذا الإرهاب.
وفى البداية يجب أن نهيئ أنفسنا لحرب طويلة وضارية ضد هذه التنظيمات الإرهابية التى تحاربنا فى كل ربوع مصر وتتربص بنا على حدودنا شرقا وغربا وجنوبًا.. ويتعين أن نكون مستعدين لتقديم تضحيات فى هذه الحرب الطويلة حتى لا نهتز مع كل عملية إرهابية جديدة. يسقط فيها ضحايا جدد لنا.. وفى ذات الوقت يتعين أن نمضى قدما فى بناء دولتنا الديمقراطية العصرية والحديثة من خلال النهوض باقتصادنا ودفع عملية التنمية الاقتصادية وحسن إدارة مواردنا الاقتصادية المحدودة، ومن خلال تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار فى عملية التحول الديمقراطى، ثم بعد ذلك علينا الالتزام بضرورات المواجهة الناجحة والفاعلة للإرهاب وتتمثل فى:
أولا: أن الحرب على الإرهاب يجب أن تكون شاملة.. فلا يصح أن تتسم هذه الحرب بالانتفاضة بتوجيه الضربات إلى تنظيم واحد مع تجاهل خطر التنظيمات الإرهابية الأخرى، مثلما اختارت دول كبيرة عالميا وإقليميًا محاربة داعش بينما نرعى وندعم تنظيمات أخرى تمارس العنف، كما تفعل مع جماعة الإخوان فى مصر واليمن وليبيا وتنظيمها الدولى، وكما تفعل مع تنظيمات إرهابية أخرى فى سوريا وليبيا، وكما تفعل مع تنظيم القاعدة فى اليمن الذى تراجع ترتيبه عالميًا فى قائمة التنظيمات الإرهابية.
ثانيا: لا يمكن محاربة الإرهاب فى بلد وتجاهل الإرهاب فى بلاد أخرى تعانى من ويلاته، رغم أن كل تنظيمات الإرهاب يربطها ببعضها البعض الآن علاقات تعاون.. فإن التنظيمات الإرهابية فى ليبيا مثلا تشكل خطرًا علينا فى مصر ولا يقتصر خطرها على الأراضى الليبية وحدها، وهذا ما تنبهت إليه تونس مؤخرًا (تسخدم ليبيا كمصدر للسلاح بالنسبة لبعض تنظيماتنا الإرهابية وكمواقع للتدريب على استخدام السلاح وفنون التفجير).
ثالثا: إن الحرب على الإرهاب يجب أن تستهدف فى الأساس على الساحة الأمنية تصفية كل التنظيمات الإرهابية السرية التى نكبت بها بلادنا، وهى ثلاثة تنظيمات أساسية الآن هى الأخطر.
أنصار بيت المقدس المسئول عن كل العمليات والهجمات الإرهابية فى سيناء والذى تكون من توحيد أكثر lن تنظيم صغير وأعلن ولاءه لداعش - وتنظيم أجناد مصر الذى يقوده من تأثروا بشكل مباشر بفكر سيد قطب ومن تجمعوا فى اعتصامى رابعة والنهضة من جماعة حازمون .. والتنظيم الخاص الجديد لجماعة الإخوان والذى أعاد إحياءه من جديد خيرت الشاطر عام ٢٠٠٨ تحت اسم المجموعات الساخنة وتولى إدارته بنفسه لمدة عام قبل أن يوكل هذه المهمة لمجموعة من القيادات الإخوانية، وتسمى هذه المجموعات الساخنة حاليا باسم اللجان النوعية، وهو الاسم الذى اختارته الجماعة لها لإبعاد اتهام تورطها فى العنف عن نفسها.
رابعا: تدعيم جهاز الشرطة بكل ما يحتاجه فى حربه ضد تنظيمات العنف والإرهاب من أسلحة ومعدات وأجهزة تكنولوجية والتدريب والإعداد لضباطه وجنوده.. مع السعى لتكوين قاعدة بيانات صحيحة ودقيقة عن تنظيمات الإرهاب الجديدة، وهو الأمر الذى يقتضى الاستعانة بكل الخبرات، ولو فى إطار استشارى، فى هذا الصدد.
خامسًا: السعى لتجفيف منابع الإرهاب الأساسية من البشر والمال والسلاح.. ولا يتحقق ذلك إلا بالعمل على تقليص البيئة الحاضنة للإرهابيين سواء فى سيناء أو فى شتى ربوع البلاد.. فهناك بؤر يتم التجنيد منها لهذه التنظيمات، وهناك مصادر للتمويل مازالت متاحة، وهناك أيضا عمليات تهريب لم توقف للسلاح حتى الآن.. وفى هذا الإطار تأتى الأهمية القصوى لاتخاذ كل التدابير الضرورية لتأمين حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية.
سادسًا: علاج الأخطاء التى وقعنا فيها خلال المواجهات السابقة مع التنظيمات الإرهابية، لأن هذه التنظيمات تستثمر هذه الأخطاء فى توجيه ضربات جديدة لنا (المثال الصارخ اغتيال النائب العام).
سابعا: تطهير أجهزة الدولة من المتطرفين الذين يقدمون من خلال مواقعهم دعما ولو معنويا للإرهاب.. فهؤلاء يطعنوننا فى ظهورنا ويساعدون الإرهابيين إعلاميا وسياسيا على تحقيق أهدافهم (المثال الصارخ هنا الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات الذى تمت إقالته مؤخرا).
ثامنا :لا يمكن اختزال الحرب على الإرهاب فى ملاحقة الإرهابيين أمنيًا ومطاردتهم عسكريا لتصفيتهم أو الإمساك بهم.. فلابد من مواجهة لا تقل أهمية للفكر المتطرف دينيا الذى خلق لنا وحوشا آدمية تقتل وتدمر وتحرق وتخرب.. وهذا يحتاج نشاطا مخططا وممنهجا تتضافر فيه جهود المسئولين عن التعليم والثقافة والشباب والإعلام والأزهر والكنيسة، ويشارك فيه رجال الدين مع المثقفين والمفكرين.. وليكن مفهوما أن تجديد الخطاب الدينى وتنقية تراثنا الدينى من كل ما يشيع التطرف ويحض على العنف والإرهاب هو مسئولية الدولة فى الأساس، ويتعين عليها أن تشرف على ذلك من خلال خطة زمنية محددة، وأن تتابع بصرامة تنفيذها بالتنسيق مع المؤسسات الدينية فى هذا الشأن.
تاسعا: يتبقى دور مهم للإعلام فى حربنا ضد الإرهاب وهذا يقتضى تحلى الإعلام بالمسئولية الوطنية والالتزام بالمعايير المهنية ومراعاة متطلبات الأمن القومى.. ولا يتحقق ذلك بمجرد مناشدة الإعلاميين والمسئولين عن المؤسسات الإعلامية وأصحابها، إنما يتعين الإسراع بتأسيس الهيئات القومية الخاصة بالصحافة والإعلام التى نص عليها الدستور لاستعادتنا سلاح الإعلام من يد أعدائنا الإرهابيين.
عاشرا: أما بالنسبة للمجتمع المدنى فإن دوره مهم فى محاربة الإرهاب ولا غنى عنه.. ولكن يتعين أولا أن يطهر المجتمع المدنى نفسه أولا من تلك الجميعات الأهلية التى تنشر الفكر المتطرف أو يطهره القانون منها لأنها تستخدم فى التغرير بمزيد من شبابنا والإيقاع بهم فى شباك التنظيمات الإرهابية.
وبعدها يمكن للمجتمع المدنى أن يضاعف جهوده فى الأنشطة التنموية لمحاربة الفقر الذى تستثمره جماعات العنف والإرهاب.. ويمكن له أن يزيد جهوده أيضا فى نشر قيم المواطنة والمساواة وعدم التمييز والتسامح والإخاء والعيش المشترك، وهى القيم التى تحمى مجتمعنا من فيروس التطرف، على أن يهتم المجتمع المدنى بتركيز جهوده فى البؤر الجغرافية التى تجد فيها المنظـمات الإرهابية بيئة حاضنة، مثل المناطق العشوائية الفقيرة بالقاهرة، أو مناطق الصعيد الشديدة الفقر والتى تنتشر فيها الأمية، والمناطق الحدودية التى صارت مرتعا للتطرف.
كما يمكن أن يلعب المجتمع المدنى دورا مؤثرا على الساحة الخارجية لكشف وفضح المنظمات التى تنتهج العنف والإرهاب لحشد التأييد لنا ونحن نخوض حربنا ضد الإرهاب، أو إحباط التواطؤ الإقليمى والدولى مع جماعة الإخوان التى خرج من رحمها كل تنظيمات العنف فى بلادنا والعالم الآن.