الأربعاء 15 مايو 2024

دور الصين فى الملف النووى الإيرانى .. تفاصيل

إتفاق بين الصين وإيران

عرب وعالم16-10-2021 | 14:31

خلود على ماهر

سلط تقرير لوكالة "بلومبرغ" الأمريكية الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الصين في التأثير في الملف النووي الإيراني، وما ستؤول إليه مفاوضات فيينا بين طهران والقوى العالمية، في ظل حالة عدم التوازن التي تشهدها أسواق النفط التي تواجه نقصاً في الإمدادات العالمية.

ونقلت "بلومبرغ" عن خبراء أمنيين كبار، قولهم إنه مع اقتراب الجولة السابعة من المفاوضات، فإن نجاحها أو فشلها سيكون محكوماً بموقف الصين المحوري.

وتساءل مستشارو السياسة الذين استعانوا بنظريات وأساليب لتقييم النتائج المحتملة، مثل "نظرية الألعاب"، ما إذا كانت بكين ستنضم إلى الولايات المتحدة في عملية الضغط على إيران للعودة إلى الصفقة، أم أنها ستترك إيران في مأزق، وتعرض عليها سوقاً عملاقة لنفطها؟

وقالت إميليا خوسيه بينيا رويز، مستشارة السياسة الإسبانية التي كتبت بإسهاب عن احتياطيات الطاقة الإيرانية، وكيف تضيف بدورها وزناً لقوتها التفاوضية: "هناك حاجة إلى عامل لكسر الجمود وتطوير اللعبة إلى سياق آخر.. إيران تتجه بشكل متزايد نحو الشرق".

وأوضحت بينيا رويز أن الإيرانيين يعملون بنشاط على تنمية علاقاتهم بالصين، باعتبارها "طريقهم الاقتصادي الرئيسي للهروب أو التحايل على العقوبات الأمريكية". 

وهذا يترك مصير الصفقة مرهوناً بما إذا كانت واشنطن قادرة على تغيير موقف الصين لمصلحتها، بشأن إيران.

وبينما اعترفت بكين إلى حد كبير بعقوبات الأمم المتحدة قبل اتفاقية عام 2015، إلا أنها تعارض العقوبات الأمريكية أحادية الجانب، ودعت إلى رفعها.

ومع ذلك، قامت الشركات الصينية بتقليص العمل في إيران إلى حد كبير، لتجنب عزلها عن النظام المالي العالمي بسبب العقوبات الثانوية.

و"نظرية الألعاب" التي طورها فائزون بجائزة نوبل مثل جون ناش وغيره من العلماء، هي وسيلة من وسائل التحليل الرياضي لحالات تضارب المصالح، للوصول إلى أفضل الخيارات الممكنة لاتخاذ القرار.

وبحسب "بلومبرغ" ساعدت هذه النظرية، المخططين النوويين للاطلاع بشكل روتيني على المخاطر، بينما يعتمد عليها المسؤولون العسكريون في عمليات المحاكاة، لاختبار قوة مناهجهم في ساحة المعركة.

ووفقاً لتقرير "بلومبرغ"، فإن تعقيد محادثات إيران، التي تضم أيضاً المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، تكمن في عدم معرفة كل طرف للدوافع الحقيقية للأطراف الآخرين، وهو ما يسميه منظرو "نظرية الألعاب" بـ"المعلومات غير المتكافئة".

إريكا سيمبسون، الباحثة السابقة في منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أشارت إلى أن "القيادة الإيرانية قد تتصور نفسها على أنها تلعب لعبة دبلوماسية كبيرة على حافة الهاوية، مع العديد من الأطراف، التي قد تتعاون معها أو تبتعد عنها"، فيما "الولايات المتحدة ما زالت تفترض أن صراعها الخطير مع إيران، ثنائي".

في غضون ذلك، تسعى إيران، صاحبة ثاني أكبر احتياطي غاز في العالم، والرابع في الاحتياطيات النفطية عالمياً، إلى تكامل أكثر إحكاماً مع بكين وموسكو، للمساعدة في استبدال التجارة الخاضعة للعقوبات مع الاقتصادات الغربية.
وفي الشهر الماضي، انضمت طهران إلى "منظمة شنجهاي للتعاون"، وهو تحالف أمني اقتصادي تقوده الصين وروسيا عبر آسيا الوسطى.

ودخلت إيران والصين أيضاً في اتفاق تجاري مدته 25 عاماً، يحتمل أن يبلغ قيمته مليارات الدولارات، على الرغم من عدم الكشف عن تفاصيله، بينما تجري الحكومة الإيرانية محادثات مع السعودية، لإنهاء عقود من الخلاف.

أما الصين، فشددت مراراً على ضرورة إحياء الاتفاق النووي الإيراني للحفاظ على معايير حظر الانتشار النووي، إلا أن "إغراءات" النفط الإيراني قد تفوق المخاوف من أن طهران قد تطور سراً سلاحاً نووياً، بحسب التقرير.

وفي المقابل، اعترف المفاوضون الأمريكيون بأنهم بحاجة إلى دعم بكين لإحياء الاتفاق النووي، إذ قال المفاوض الأمريكي روب مالي عن الصين وروسيا خلال مقابلة سابقة مع "بلومبرغ": "بالطبع لدينا اختلافات في وجهات النظر، لكنهم حثوا إيران أيضاً على العودة إلى طاولة المفاوضات، واتخاذ موقف واقعي".

وقال تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ، إن طهران "لديها مطالب معقولة"، داعياً إلى "إنهاء حملة الضغط القصوى الأمريكية" على الاقتصاد الإيراني، وبذلك، ربما تحسب إيران خطواتها القادمة بناءً على ما إذا كان يمكنها أن تقلب الموازين، وتضع الصين مقابل الولايات المتحدة.

وأكد وزير الخارجية الصيني وانج يي أن بلاده تؤيد استئناف التفاوض بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

وقال الوزير الصيني، إن بكين "تتفهم موقف إيران من القضية النووية المتمثلة في الدفاع عن المصالح الوطنية"، و"ترغب في العمل مع جميع الأطراف في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين من خلال تسهيل المحادثات"، وفقاً لما ذكره بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الصينية.

Dr.Radwa
Egypt Air