فضل الله الإنسان على سائر المخلوقات من الحيوانات والنباتات، وهو الكائن الوحيد الذي أوهبه الله العقل، ولكن هذا ليس مبرر لكي يسئ الإنسان في استخدام الحيوانات التي خلقها الله لنا لكي نستخدمها استخدام نافع للأكل والعمل، وليس للإهانة والتعذيب وإجراء التجارب عليهم، فهم أيضًا كائنات حية، ويشعرون مثلنا، ولا يجوز إجراء التجارب عليهم وذلك على المستوى الإنساني، فماذا عن المستوى الديني؟.
لا يجوز استخدام الحيوانات في التجارب المعملية
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز شرعًا اللجوء إلى تشريح الحيوانات الحية بغرض الدراسة، إلا عند عدم توافر أي وسيلة أخرى مثل: البدائل المذكورة في السؤال، أو عند عسر اللجوء إليها؛ لأن الشريعة نهت عن الاعتداء على الحيوان بغير سبب؛ فقال -صلى الله عليه وآله وسلم-:"مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ -أيْ رَفَعَ صَوْتَهُ- إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ يَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ فُلَانًا قَتَلَنِي عَبَثًا وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ".
وتابعت: "وإذا قلنا بالجواز عند الضرورة إلى ذلك فإنه لا بد من الرحمة بالحيوان محل التجربة، فإذا تعين استعمال الحيوان بما يقتضي جرحه أو قتله مثلًا فيجب أن يتم تخديره حتى لا يتألم، ما لم يكن مُحتاجًا إلى عدم تخديره لدراسة جهازه العصبي مثلًا، وأن يسارع إلى قتله بشكل رحيم بعد الانتهاء من التجربة إذا لم يمكن علاجه؛ لقوله- صلى الله عليه وآله وسلم-:«إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأحْسِنُوا الذَّبْحَ»، وتكون الأولوية عند إجراء التجارب على الحيوانات التي أذن الشارع في قتلها.
لا يجوز (القتل الرحيم) للحيوانات
قالت دار الإفتاء المصرية: إنه لا يجوز شرعًا قتل الحيوانات دون سبب أو مبرر قوي تقدره الجهات المختصة.
وأضافت: "أَمَّا ما يُعْرَف بـ(القتل الرحيم) للحيوانات المصابة بمرضٍ يُسبِّب لها الألم الشديد والمستمر الذي لا يُرْجى شفاؤه وزواله؛ فهو أمرٌ جائزٌ شرعاً لتخليص الحيوان المصاب من هذا الألم".