الأحد 2 يونيو 2024

«بِيَدي لا بِيَدِ مَسرُور».. القصيدة الـ14 من ديوان «ترمي بشرر» لـ عمر هزاع

الشاعر عمر هزاع

ثقافة16-10-2021 | 23:18

دار الهلال

تنشر "دار الهلال" القصيدة الـ 14 من ديوان "ترمي بشرر" للشاعر السوري الكبير عمر هزاع.

القصيدة الـ 14 من الديوان: بِيَدي؛ لا بِيَدِ مَسرُور..

ما زِلتُ أَلعَقُ نَصلَةَ الخَنجَرْ..

مُتَوَحِّشًا..

كَالغُولِ فِي المَحجَرْ..

أَمتَصُّ مِن عَينَيكِ ضَوءَهُما..

وَأَخُطُّ كُحلَهُما..

عَلى الدَّفتَرْ..

أَصطادُ أَوَّلَ دَهشَةٍ بِهِما..

لِأَظَلَّ؛ مَهما حاوَلُوا؛ الأَشعَرْ..

وَأَذُوقُ إِكسِيرَ المَساءِ دَمًا يَشفي غَلِيلَ صَباحِيَ الأَزعَرْ..

أَحتاجُ تَوقِيفَ الزَّمانِ..

لِكَي أَتَلَمَّسَ الأَبعادَ وَالمَنظَرْ..

لِأَرى نَيازِكَ مُقلَةٍ خَمَدَتْ..

وَنَيازِكي لَمَّا تَزَلْ تَسعَرْ..

وَالخَنجَرَ الظَّمآنَ؛ مُضطَرِبًا؛ يَهتَزُّ..

فِي عُنُقٍ مِنَ المَرمَرْ..

وَيَمُرُّ؛ بَينَ النَّاهِدَينِ؛ إِلى شِريانِكِ التَّاجِيِّ..

فَالأَبهَرْ..

وَيَصِيحُ بِي:

اِملأْ؛ يا فَتى؛ قَلَمًا لِتخُطَّ رِعشَةَ حَظِّكَ الأَوفَرْ..

لِتَفُضَّ؛ فِي أَقفالِ سُرَّتِها؛ نَهرَ المَجازِ وَضِفَّتَي عَبقَرْ..

قَد أَنبَأَتْهُ الشَّمسُ؛ إِذ طَلَعَتْ:

لا بُدَّ لِلمَسلُولِ أَن يَنحَرْ..

وَبِأَنَّهُ؛ لا بُدَّ؛ مُنكَسِرٌ مِن بَعدِها..

حَتَّى.. وَإِن أَنكَرْ..

سَيَشِيخُ..

مَشدُوهًا..

يَهِيمُ عَلى وَجهٍ يَصُبُّ الدَّمعَ..

إِذ يَفتَرْ..

يَبكِي..

وَيَضحَكُ..

شارِدًا..

وَبِهِ فَصلُ الزَّهايمَرِ؛ بَغتَةً؛ أَزهَرْ..

لِتَلُوذَ بِالنِّسيانِ قَبضَتُهُ مِمَّا يَصِلُّ..

وَما بِها يَجأَرْ..

وَتُعِيذَهُ أَلَّا يَذُوبَ أَسًى..

لَكِنَّها بِعَذابِها تُصهَرْ..

يا خَنجَرًا..

تَرتَدُّ طَعنَتُهُ؛ فِي كُلِّ يَومٍ؛ نَحوَهُ أَكثَرْ..

ما زالَ جُرحٌ مااا؛ بِمَعدِنِهِ؛ يَحمَرُّ..

بَينا نَصلُهُ يَخضَرْ..

وَضِمادُهُ اللَّيلِيُّ يَصغُرُ..

فِيما؛ كُلَّ صُبحٍ؛ نَزفُهُ يَكبَرْ..

مُتَلَعثِمًا..

مِمَّا رَأى انفَجَرَتْ عَيناهُ..

حَتَّى غِمدُهُ غَرغَرْ..

يا خَنجَرًا..

أَنذَرتُهُ..

فَأَبى..

حَقِّي عَلَيكَ؛ اليَومَ؛ أَن أُعذَرْ..

يا شَهرَزادُ..

الصُّبحُ لاحَ..

وَبِي وَحشٌ يُحَضِّرُ جِنَّهُ المُضمَرْ..

مِن أَلفِ عامٍ..

وَالشَّقِيُّ؛ عَلى دَمِكِ الشَّهِيِّ وَجُرحِهِ؛ يَسكَرْ..

دَمِكِ..

الذِي بِالمِسكِ يَغسِلُهُ..

وَيُعَمِّدُ الفُولاذَ بِالعَنبَرْ..

وَبِنارِهِ الحَمراءِ يَخبِزُهُ..

وَيَرُشُّ؛ فَوقَ جِراحِهِ؛ سُكَّرْ..

يا ظَبيَةً..

ما زِلتُ أَطعَنُها عَلِّي أُفَجِّرُ صَوتَها الكَوثَرْ!

لَكِنَّها بِالصَّمتِ تَطعَنُني..

وَالصَّمتُ؛ أَلفَي مَرَّةٍ؛ أَجهَرْ!

خَطِرٌ نَزِيفُكِ..

مَيتَةً بِيَدِي..

لَكِنْ بَقاؤُكِ حَيَّةً أَخطَرْ!