الجمعة 3 مايو 2024

محمد لطفي.. ملاكم اكتشفه خيري بشارة و"شرخ" صوته في "كباريه"

محمد لطفي

فن17-10-2021 | 08:48

محمد أبو زيد

يمتلك ملامح مصرية خالصة جعلت وجهه مألوفا لمن يشاهده لأول مرة وكأنه يعرفه من زمن بعيد، طفل فتح عينيه ليجد والده محارباً تعلم منه التضحية وحب الوطن وفي إحدى الأيام وبينما يشاهد فيلم "وا إسلاماه" حتى خطفه مشهد يقوم فيه رشدي أباظة باختيار الفرسان للقتال، كاد أن يقفز داخل التليفزيون اعتقاداً منه أن الأمر حقيقياً ويجب عليه أن يشارك في الحرب مثل هؤلاء الفرسان ولم يدرك أنه مجرد تمثيل إلا بعدما كبر، تعلم الملاكمة ولكن حلم التمثيل يراوده كل عشية وضحاها، ولم يكن حلمه ببعيد وبات واحداً من أبرز ممثلي جيله، يمتلك خفة ظل جعلته يؤدي أدوار الكوميديا ببراعة، وقف أمام كبار الفنانين ومخرجي السينما، وتنوعت أدواره بين الأكشن والتراجيدي والكوميدي، هو "خداش" في "بدل فاقد" والكابتن"شيكو" في "العالمي" والمكوجي "سيد بخة" في "سحر العيون" الفنان محمد لطفي.

 

ولد محمد لطفي محمد عويس أبو قتلى في 17 أكتوبر 1968 بمحافظة الفيوم، لأب كان محارباً بالجيش المصري، وخاض عدة حروب منها الاستنزاف وحرب كتوبر، ومنه تعلم التضحية وحب الوطن.

عمل مساعد نقاش في القلعة وهو في مرحلة الاعدادية، ثم التقى بالكابتن "عادل نيجريا" الأب الروحي لأبطال الملاكمة وهو في الحادية عشر من عمره احترف اللعبة حتى بات لاعباً بالمنتخب الوطني للملاكمة وزن الوسط، ثم دخل البطولة العسكرية وهناك قابل بطل العالم في الملاكمة محمد علي كلاي إذ حضر كضيف للبطولة، وأخبره "لطفي" أنه تمنى أن يلاعبه ويدخل معه في منافسة منذ أول مرة ارتدى فيها القفازات ليضحك "كلاي" ويقول له مازحاً "وحتى الآن لا تستطيع ضربي" وهو يوجه له لكمة خفيفة علي سبيل المزاح.

لم ينسى حلمه بأن يصبح ممثلاً وحاول الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية ولكنه سافر ضمن فريق الملاكمة لبطولة تقام في رومانيا وعند عودته كانت اختبارات المعهد قد انتهت، وعندما حاول الالتحاق بالدراسات الحرة بالمعهد في 1989 تم غلقها، لم يفقد "لطفي" الذي تعلم الصبر من لعبة الملاكمة الأمل.

بينما يستعد المخرج خيري بشارة للتحضير لفيلم "كابوريا" كان يذهب "بشارة" بنفسه إلي ساحات الملاكمة ليشاهد جو اللاعبين وما يدور في الحقيقية وذهب إلي منطقة الدرب الأحمر ليبحث عن لاعبي ملاكمة حقيقيون يشاركون معه في الفيلم فقابله الكابتن إمام فهمي وأخبره أن هناك ملاكم يعشق التمثيل.

طلب مقابلته وبالفعل ذهب محمد لطفي ليؤدي الاختبارات أمامه، ومن إن شاهده "بشارة" حتى أعجب بأداءه وتلقائيته وحركات الملاكم وكان يقلد له حسن عابدين وعادل أدهم ليقع عليه اختياره من بين 200 لاعباً تقدموا لأداء دور الملاكم في الفيلم ومن هنا كانت البداية وجسد دور "محمود" صديق البطل "حسن هدهد" أحمد زكي.

بعد نجاحه في "كابوريا" اختاره المخرج خيري بشارة للمشاركة في ثاني أفلامه "أمريكا شيكا بيكا" 1993 وتوالت أعماله وقدم في نفس العام "ضحك ولعب وجد وحب" و"ديسكو ديسكو"، و"البحر بيضحك ليه" مع محمود عبد العزيز، ومع مكتشفه خيري بشارة قدم معه "حرب الفروالة" 1994 و "قشر البندق" 1995 و"إشارة مرور" 1996 وفي نفس العام "رومانتيكا"مع علاء ولي الدين وممدوح عبد العليم.

لم ينساه أحمد زكي وشارك معه "لطفي" في فيلمي "البطل" 1997 و"هيستيريا" 1998، وفي 1999 شارك في فيلمي "ولا في النية أبقى" مع أحمد آدم، و"أشيك واد في روكسي" مع أشرف عبد الباقي، وفي فترة التسعينات شارك في عدد من المسلسلات أبرزها "خالتي صفية والدير، السيرة الهلالية، ضد التيار".

بداية الألفية شهدت توهج موهبة محمد لطفي وشارك في عدة أفلام كوميدية أبرزها "كذلك في الزمالك، سحر العيون، تايه في أمريكا" بينما يبقى دور "حازم حازم" في فيلم "الباشا تلميذ" برغم صغره هو الأبرز في فترة منتصف الألفية، وفي 2006 خاض البطولة المطلقة في فيلم "عبده مواسم" وهي التجربة الوحيدة في مشواره الفني.

بعد أن هجرته البطولة المطلقة عاد للبطولة الجماعية من خلال فيلم "كباريه" 2008 في دور "فرعون" الذي فقد صوته عندما كان في الحرب بينما يعمل "بودي جارد" في الكباريه، وحتى يتقن محمد لطفي دوره قام بـ"شرخ"صوته في الحقيقة ولم يستمع لنصيحة أحد الأطباء الذي أبلغه أن ما يفعله خطر وقد يؤثر على صحته وبعد عدة تمارين وصل إلي طبقة الصوت المناسب لشخصية "فرعون" وأثناء التصوير الذي كان يتم على فترات متابعة كان يضطر لعدم الكلام لمدة تتجاوز الـ 3 أيام حتى يحافظ على نفس طبقة الصوت في آخر مشهد قام بتصويره، وبعد انتهاء الفيلم واظب على قراءة 3 أجزاء من القرآن يومياً حتى عاد له صوته.

 

كان يحرص على التنوع في أدواره ما بين الكوميدي والتراجيدي والأكشن وقدم عدة أفلام مهمة أبرزها "بدل فاقد، رسائل البحر، العالمي، فاصل ونعود، الليلة الكبيرة، حملة فرعون" وفي الدراما عدد كبير من المسلسلات أبرزها "زهرة وأزواجها الخمسة، سمارة، ابن موت، العقرب، وش تاني، مولانا العاشق، رمضان كريم، بركة، النهاية" وتألق في دور "حسن الوحش" في مسلسل "أيوب".

ويحتفل اليوم محمد لطفي بعيد ميلاده الـ 53 وتبقى أعماله خير دليل على موهبته وحبه للتمثيل الذي خطفه من لعبة الملاكمة التي تركها حباً في الفن. 

Dr.Randa
Dr.Radwa