يبدو أن كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس ستكون الجهة الفاعلة فى رسم خريطة التنمية المستدامة ليس فى مصر فقط بل فى المنطقة بأكملها، بل أيضا ستكون القاطرة للتحرك نحو الاقتصاد الأخضر والبيئة الذكية. 
ومن يتأمل يلاحظ أن سياسة الكلية تتماشى بل وتتماهى مع سياسيات الدولة المصرية، حيث أكد الرئيس اليوم على أهمية الرقمنة التي من شأنها القضاء على الفساد في العديد من القطاعات، وشدد على أن الرقمنة تقضي على العديد من الظواهر السلبية وهي تضارب البيانات والفساد. وذلك خلال كلمته على هامش افتتاح عدد من مشروعات الإسكان البديل للمناطق غير الآمنة بمدينة 6 أكتوبر.
حيث تزامن ذلك مع المؤتمرالدولي الذي تعقده كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس بالتعاون مع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، ورابطة الجامعات الاسلامية بعنوان: "حان الوقت للتحول إلى البيئة الذكية" تحت شعار "البيئة الذكية- حياة كريمة"، بمناسبة اليوم العربي للبيئة.

وتحت رعاية الدكتورمحمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، افتتح المؤتمر نواب رئيس الجامعة والدكتورة نهي سمير دنيا عميد الكلية والدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وسفير اندونسيا بالقاهرة، وكوكبة من العلماء ورؤساء الجامعات والسفراء والعلماء من مصر وعدة دول عربية واسلامية.
وأكد المؤتمر على ضرورة تحول الأرض إلى بيئة نظيفة صالحة للعيش دون انتهاكات لمواردها مع صونها ورعايتها حتى تكون مؤهلة للعيش فيها مع توفير حياة كريمة لكل مشاركي الحياة عليها سواء الإنسان أو الحيوان أو النبات. 
وتناولت محاور المؤتمر:
- الأهمية الإستراتيجية العربية نحو التحول الى البيئة الذكية.
- إعادة التخطيط العمراني  المستدام والبناء الذكي. 
- التكنولوجيا الرقمية والتحول الى البيئة الذكية.
- أثر التحسن المناخي على التحول الى البيئة الذكية.
 - أثر التخطيط والتنظيم على جعل البيئة بيئة ذكية.
 - أهمية التخفيف من الانبعاثات الحرارية والأشعة الضارة لخلق بيئة نظيفة ذكية.
 - الحد من استخدام الطاقة الضارة وتحويلها إلى طاقة نظيفة - رؤية مستقبلية.
 - التحول الأخضر آفاق ورؤية مستقبلية.
 - البيئة الذكية نتاج التحول الأخضر.
 - أهمية الذكاء الإصطناعي في التنبؤ بالكوارث البيئية.

ما لفت نظري هو تحدث عدد غفير من وزراء وسفراء وعلماء وأساتدة جامعات من الدول العربية والاسلامية لتوضيح رؤية بلدانهم فى مسألة التحول نحو البيئة الذكية والكل أثني على اختيار عنوان المؤتمر خاصة فى هذا التوقيت بالذات.
والبداية كانت بكلمة رئيس جامعة عين شمس والتي تم من خلالها الاستشهاد بتجربة مصر الرائدة في القيام بالمشروعات الكبرى العاجلة، وعلى الرغم من كونها مشروعات عملاقة إلا انها راعت المعايير البيئية والاستدامة وهو ما يثبت امكانية مراعاة المعايير البيئية والاستدامة والمعايير الجمالية أثناء إجراء المشروعات التنموية العاجلة.

كما أكد نائب رئيس الجامعة أن مبادرة رئيس الجمهورية «حياه كريمة» شملت ٥١ قرية ومركز على مستوى ٢٠ محافظة ومن منطلق هده المبادرة أطلقت جامعة عين شمس قوافل شاملة للمحافظات اشتملت على العديد من الأنشطة منها محو الأمية وتعليم الحرف ومساعدات طبية وصلت حتي اليوم إلى ٩ قوافل على مدار ٩ وذلك إيمانًا بأهداف التنمية المستدامة الـ ١٧ التي وضعتها الأمم المتحدة وتحقيقاً لرؤية مصر ٢٠٣٠.
كما اشارت عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية إلى ضرورة القضاء على كل أشكال العنف تجاه البيئة والتحول إلى حياه كريمة تشمل البشرية جمعاء وتوفير الفرص المناسبة للإبداع والتطوير والابتكار بهدف الوصول إلى إستدامة بيئية ذكية تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة وهي أهداف سامية وجلية تتماشى مع الرؤية المصرية ٢٠٣٠ وذلك استشعارا بالاهمية الكبيرة لهذه الاهداف في ظل المتغيرات التي تشهدها مصر والعالم العربى.

ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر حيث قامت الدكتورة نهي دنيا عميد الكلية بالعديد من الجهود نحو التحول للأخضر والتنمية المستدامة فى مصر بشكل عام وجامعة عين شمس بشكل خاص وذلك بانشاء وحدة التحول للأخضر كأول وحدة متخصصة لدعم مبادرة رئيس الجمهورية للتحضير للأخضر، كما قامت بافتتاح مشروع بيجرين لتدوير المخلفات يحتوي علي وحدات تعليمية للطلاب لتدوير جميع أنواع المخلفات واستخدام تقنية الطاقة الجديدة الشمسية وطاقة الرياح واعادة استخدام المياه والزراعة المائية، واعداد جامعة عين شمس لأفضل جامعة صديقة للبيئة على مستوي مصر وحساب البصمة الكربونية للجامعة كأول جامعة حكومية . وغيرها من الجهود المستمرة لرفع وعي المواطن والمسئول المصري والعربي نحو أهمية التنمية المستدامة والبيئة الذكية