الأذى هو فعل ما يكره الإنسان ويشعره بالضيق، وهو إيصال المكروه إلى شخص لا يستحق ذلك، بمعنى أن يتسبب شخص في ضرر لشخص أخر، أو يؤذيه في ماله أو بيته أو حياته، كما أن الأذى قد يكون لفظاً أو فعلاً أو مكيدة، فأي نوع من أنواع الأذى محرم ومكروه.
فضل كف الأذى عن الناس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رجل يجاهد في سبيل الله، قالوا ثم من؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره”، بمعنى أن كف الأذى عن الناس جهاد عظيم، كما أن الرسول سأله أبي برزة الأسلمي عن عمل يدخله الجنة، فقال الرسول الكريم "اعزل الأذى عن طريق المسلمين” دلالة على أن إماطة الأذى عبادة.
ومن أقوال الإمام الغوري رحمة الله عليه " أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى، أداء حقوق المسلمين والكف عن أعراضهم، فكل المسلم على المسلم حرام، ولا يجب أبداً انتهاك عرضه ولا الحديث عنه بالسوء.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم" عرضت على أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالِها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن”.
جزاء كف الأذى الجنة، إذ في رواية عن مسلم قال” لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين".
انواع لأذي
أذى الجار
أذى الجار مثال على الأذى الذي يلحق الضرر بالآخرين، وحرم على المسلم أذ جاره، فمن يؤذي جاره يدخل النار، حتى وإن كان صوام قوام، حيث روي عن أبي هريرة، قال، قال رجل لرسول الله يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير إنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال الرسول هي في النار، فقال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها وإنها تصدق بالأتوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها قال، هي في الجنة.
التجسس على الآخرين وتتبع العورات
التجسس ومحاولة تتبع عورات المسلمين، حيث يعتبر ذلك إثم كبير ومعصية، وأذى فالتجسس وتتبع العورات من المحرمات، إذ يقول نافع عن أبن عمر رضي الله عنهم "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُفضِ الإيمان إلى قلبه: لا تُؤذوا المسلمين، ولا تُعيِّروهم، ولا تتَّبِعوا عرواتهم؛ فإنه من تتبَّع عورةَ أخيه المسلم تتبَّع الله عورته، ومن تتبَّع الله عورته يفضَحه ولو في جوف رحله”.
إلقاء العقبات والعثرات والقاذورات في الطريق أذى
من صور الأذى أن يقوم الأشخاص بإلقاء المهملات والقاذورات في الطريق، كقضاء الحاجة في الطرقات أو إلقاء القمامة وبواقي الطعام، كما أن مياه الصرف الصحي في الشوارع من أشكال الأذى فقد تسبب الأمراض والانزعاج من استنشاقها، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، أتقوا اللاعنين، قالوا وما اللاعنين يا رسول الله؟، “قال الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم".
أذية أهل الكتاب
حيث غن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم على المسلمين أن يقوموا بإيذاء النصارى أو اليهود، فعن صفوان بن سليم قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال” ألاَ مَن ظلَم معاهدًا، أو انتقصَه، أو كلَّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طِيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة".