ظهر داخل سوق العملات الرقمية أكثر من 8 آلاف عملة رقمية، يتم التداول عليها يوميا، ولكن خمس عملات فقط تحتفظ بالقيمة السوقية الأضخم، بنحو 68.9%من حجم القيمة السوقية للعملات الرقمية في العالم، وتستحوذ "البيتكوين" منها على نحو 40% من سوق العملات المشفرة وتشير البيانات إلى تصاعد القيمة السوقية للعملات المشفرة أخيرا لتتجاوز 2 تريليون دولار.

رفض معظم دول العالم فكرة العملات المشفرة

قال الدكتور أحمد الإمام الباحث الاقتصادي وخبير دراسات الجدوى، إن العملات قديما كانت تسك من المعادن النفيسة و يتداول عليها صورة الحاكم فهى جزء من شرعية الدولة، لذلك ترفض معظم دول العالم فكرة العملات المشفرة غير المركزية وتحرم حاليا فى الصين و معظم دول العالم باعتبارها ليست نقود قانونية إلا فى السلفادور، لافتا أن بعض المؤسسات العالمية اعترفت بإمكانية الشراء و التبادل بالـ"بيتكوين" إلا أن ذلك يأتى فى نطاق ضيق خصوصا مع مهاجمة العملات بشأن أضرارها بالبيئة واستنفازها الكبير للطاقة الكهربائية.

استهلاك كبير للطاقة 

وأوضح الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن بعض المؤسسات العالمية اعترفت بإمكانية الشراء و التبادل بالـ"بيتكوين" إلا أن ذلك يأتى فى نطاق ضيق خصوصا مع مهاجمة العملات بشأن أضرارها بالبيئة واستنفازها الكبير للطاقة الكهربائية، لافتا أن إنتاج عملة الـ"بيتكوين" يستهلك حالياً ما يقدر بنحو 0.59 في المائة من إنتاج الكهرباء العالمي، وكذلك درجة التقلب الكبيرة للعملات المشفرة التى لا تجعلها قابله للتداول المستدام، مشيرا إلي ان صناع العملات الرقمية حاولوا إضافة بعض العملات بصورة أكثر أستقرار فيما عرف بالعملات المشفرة المستقرة، وتكون عادة مقومة بعملات عالمية على رأسها الدولار.

موقف الدولار 

وأضاف "الإمام" أن الدولار حتي الأن مازال المهيمن على عرش العملات، حيث يتم تداول نحو 180 عملةً وطنية مُعترف بها من قِبل الأمم المتحدة في 195 دولة حول العالم، مع وجود 66 دولة منها تستخدم الدولار الأمريكي كعُملة رسمية، بالإضافة إلى اليورو، كما يتوقع انخفاض هيمنة الدولار ولكن لصالح باقى عملات سلة حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي والذي يمثل الدولار بها بنسبة ٤١.٧٣% يليه اليورو ثم اليوان الصينى في قوة عملات الاحتياط، وهيمنتها الاقتصادية.

وتوقع خبير دراسات الجدوى، الإستمرار فى التحول نحو العملات المشفرة ولكن بإعتباره كشكل جديد للنقود القانونية للدول، مثل اليوان الافتراضي أو الدولار الافتراضي أو عملة مشفرة إقليمية أو موحدة عالميا للوصول إلى الاستقرار النسبى والقبول العام للتداول كعمله.

تدشين أول صندوق لتداول عقود البيتكوين

قال عاصم منصور الخبير الاقتصادي والمحلل المالي، إن العملات المشفرة واصلت ارتفاعها القوي بعد أن أعلنت لجنة الأوراق المالية بالولايات المتحدة والبورصات السماح بتدشين أول صندوق لتداول عقود البيتكوين الآجلة في الولايات المتحدة،موضحا أن أسعار البيتكوين، ارتفعت أيضًا بعد أن أرسل مكتب تعليم المستثمرين التابع للجنة الأوراق المالية والبورصات تغريدة تحذر المستثمرين من تقييم مخاطر وفوائد الاستثمار في صندوق يحمل عقود بيتكوين الآجلة، لافتا أنه بعض المستثمرين اعتبروا ذلك بمثابة إشارة إلى أن صناديق المؤشرات الآجلة للبيتكوين يمكن أن تحصل على الموافقة قريبًا.

 البيتكوين سجل أعلي نقطة 
 
وأضاف "منصور" أن سعر البيتكوين سجل أعلي نقطة بما يزيد عن 60 ألف دولار، مدعوما بزيادة عمليات الشراء من قبل المؤسسات الاستثمارية، وتحول جزء من المستثمرين على المدى القصير إلى المدى الطويل بالإضافة إلى استمرار تراجع المعروض من البيتكوين. 

ومن الناحية الفنية، أشار المحلل المالي إلي أنه يعد تقاطع المتوسط المتحرك 100 مع المتوسط المتحرك 200، إشارة إلى جني المزيد من الزخم الصاعد على المدى المتوسط، ولهذا قد نرى استقرارا في أسعار البيتكوين قرابة المستوى 65 ألف دولار خلال الشهور المقبلة.
وفي ذلك الإطار فإن العملات المشفرة لاقت ترحيبا كبيرا وتزايدا مستمرا صعد بأسعار العملات الرقمية إلي مستويات قياسية كان من المستحيل تخيل الوصول إليها، في وقت قل فيه التعاملات النقدية ليحل محلها التعاملات والمدفوعات الإلكترونية.