الثلاثاء 30 ابريل 2024

مريم نعوم ومحمد فراج وأحمد مالك يناقشون الصحة النفسية للممثلين بـ«الجونة السينمائي»

محمد فراج

فن19-10-2021 | 20:49

دار الهلال

أكد عدد من الفنانين أن الصحة النفسية لها دور مهم للممثلين في تقديم الأدوار الفنية، مشيرين إلى أن الضعف النفسي للممثلين يرجع إلى عدة أسباب مثل الرفض وخيبة الأمل في تأمين الأدوار، وفشل الاختبارات، والاستجابة السلبية من الجمهور أو النقاد لعملهم، والحاجة إلى تجسيد الدور الذي يلعبونه ليكون أصيلًا وقابلًا للتصديق كممثل.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "تنفس، تحدث، مثِل: حديث عن الصحة النفسية للممثلين"، اليوم الثلاثاء، التي استضافتها قاعة أوديماكس بجامعة برلين التقنية وبالتعاون مع ميدفيست مصر، في إطار فعاليات اليوم الخامس لمهرجان الجونة السينمائي، وناقشت الجلسة التي أدارها أنس بوخش رائد الأعمال الإمارتي، مشكلات الصحة النفسية لدى الممثلين، وهي قضية منتشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعلى الصعيد الدولي، وبمشاركة مجموعة من الفنانين؛ منهم: الفنان أحمد مالك، والكاتبة مريم نعوم، والفنانة مي الغيطي، والفنان محمد فراج، ودكتور نبيل القط، المتخصص في مجال الطب النفسي وإدارة المرضى وتدريب الزملاء والطلاب، بجانب كونه عضو مجلس إدارة في جمعية الطب النفسي التطوري، والجمعية الأمريكية للعلاج النفسي الجماعي.

وقالت الكاتبة مريم نعوم إن بعض الفئات من الجمهور تقوم بإسقاط حياتها على بعض الفنانين والممثلين والذي يكون نابعا من وجود مشكلة نفسية لدى هذه الفئة نتيجة عدم مواجهة الذات بالضعف المتسبب بهذا الإسقاط وبالتالي تنعكس في تعليقات خارجة أو في غير محلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت أن الفنان الموهوب شخصيته تكون أكثر تعقيدا؛ لذلك أدعو بعض المخرجين لتغيير تقنية الضغط على الممثلين، وبالأخص الضغط النفسي الذي أحيانا يتم فرضه بهدف إخراج الإبداع من الممثل، لكنه يترك أثرا عكسيا بعد انتهاء العمل، كما أدعو العاملين في صناعة السينما للمطالبة بوجود اختصاصي نفسي بمواقع التصوير للتأكد من تحقيق التوازن النفسي المطلوب لفريق العمل مما سينعكس في النهاية على إنتاجية الأفراد وإبداعهم.

من جانبها، تحدثت الفنانة مي الغيطي عن أهمية الصحة العامة للفنانين قائلة: "يعاني القائمين على صناعة السينما والأعمال الدرامية من ساعات عمل تتجاوز الـ 16 ساعة عمل، بالإضافة إلى عدم وجود تفهم أو تقبل أن الفنان هو إنسان يمرض ويتعب ويحتاج إلى الراحة والعلاج حتى يقدر على استلهام أركان الشخصية التي يؤديها".

وأضافت مي أن أسوأ شيء هو طلب المخرج أو فريق الإخراج من الفنانين تأدية أدوارهم بغض النظر عن آلامهم الجسدية، وليس النفسية فقط وهو ما أشارت إلى أنها تعرضت له في إحدى أعمالها الأخيرة، ودعت جميع الممثلين إلى التضامن مع زملائهم ورفض استكمال التصوير في حالة تعرضهم لأي ضغط أو مرض.

من جانبه، أكد الفنان أحمد مالك أهمية وجود التوزان النفسي بين حياة الفنان العملية والشخصية؛ قائلاً: "عندما أكون شغوفًا بعمل ما، أعاني من حالة اكتئاب نتيجة أني وهبت نفسي ووقتي ومجهودي لهذا العمل. وبعد الانتهاء منه أشعر بالفراغ".

وأضاف مالك: "كل الأساليب المعاصرة للتمثيل ممزوجة مع العلاج بالدراما وهي أساليب تفتح آفاق الفنان؛ فالراسم والعازف لديهما أدواتهما، لكن الممثل لديه جسده وعضلاته ولكي يصل إلى تناغم يخلق نسيجًا بين الفنان والشخصية، يجب استخدام العلاج بالدراما، بالإضافة إلى تحقيق التوازن اليومي من خلال تبني روتين مثل الرياضة أو قراءة الكتب بعد الانتهاء في مواقع التصوير بهدف الفصل بين شخصية الممثل الحقيقة والشخصية التي يؤديها في العمل الفني".

وأكد الفنان أحمد مالك أهمية وجود التوزان النفسي بين حياة الفنان العملية والشخصية؛ قائلاً: "عندما أكون شغوفًا بعمل ما، أعاني من حالة اكتئاب نتيجة أني وهبت نفسي ووقتي ومجهودي لهذا العمل. وبعد الانتهاء منه أشعر بالفراغ".

وأضاف مالك: "كل الأساليب المعاصرة للتمثيل ممزوجة مع العلاج بالدراما وهي أساليب تفتح آفاق الفنان؛ فالراسم والعازف لديهما أدواتهما، لكن الممثل لديه جسده وعضلاته ولكي يصل إلى تناغم يخلق نسيجًا بين الفنان والشخصية، يجب استخدام العلاج بالدراما، بالإضافة إلى تحقيق التوازن اليومي من خلال تبني روتين مثل الرياضة أو قراءة الكتب بعد الانتهاء في مواقع التصوير بهدف الفصل بين شخصية الممثل الحقيقة والشخصية التي يؤديها في العمل الفني".

أما الفنان محمد فراج، فتحدث عن أهمية وعي الممثل بالمجهود النفسي والذهني المطلوب للتحضير للشخصية، قائلًا: "أعتقد أن وعي الممثل وشغفه بالشخصية التي يؤديها، وبالأخص الشخصية الأكثر تعقيدًا، يجب أن يتضمن معرفة أن الممثل مقدم على حرب نفسية بين شخصيته الحقيقة والشخصية التي يؤديها".

وأضاف فراج: "في أول عمل لي، احتجت للكثير من التحضير أثناء دوري بمسلسل (تحت السيطرة)، وكان لابد أن أتدرب نفسيًا لأعرف كل تفاصيل الشخصية؛ لذلك يجب أن يكون الممثل صادقًا مع نفسه وملم بالمجهود النفسي والذهني المطلوب منه لأداء الشخصية بالشكل الأمثل".

وأخيرًا، عقّب الدكتور نبيل القط على ما ذكره الفنانين الموجودين على المنصة، قائلاً: "الاكتئاب أحد أكثر المشكلات النفسية التي يعاني منها الممثل، سواء أثناء المشهد وهو يحاول أداء الشخصية بالشكل الأمثل، أو بعد الانتهاء من العمل وقبل عرضه، إذ يعاني من قلق شديد نتيجة انتظاره لمعرفة آراء الجمهور والصنّاع حول عمله، بالإضافة إلى عدم الأمان المادي نتيجة عدم وجود دخل ثابت".

وأضاف دكتور نبيل: "من دَرَس التمثيل يعلم جيدًا أن الممثلين لديهم قدرة أعلى على ضبط النفس وينتمون لفئة من الناس لديها دور مجتمعي مميز، ومن هذا المنطلق ادعوا الممثلين لرفض تحويل أنفسهم وأجسادهم لخدمة المخرج والمنتج والاستايليست".

ولفت إلى أنه طبقا لإحدى الدراسات، يمكن للممثل تأدية 146 دورًا خلال حياته؛ منها 86 دورًا رئيسيًا فقط إذا استطاع تنمية الوعي بالذات؛ ولذلك أنصح كل الممثلين بالفصل بين الحياة العملية والشخصية من خلال تبني عادات تُغذي شخصيتهم وتزيد من وعيهم مثل الاحتفاظ بشيء شخصي أثناء التصوير.

Dr.Randa
Dr.Radwa