واصل بركان لا بالما نشاطه الذي بدأ قبل ما يزيد عن شهر، وسط توقعات باستمراره لفترة غير محددة وقد تطول، والذي أدى إلى نشاط حركات زلزالية وإجبال آلاف الأشخاص على الالتزام في منازلهم بسبب تأثيره على جودة الهواء، مع توقعات بأن تمتد السحب البركانية لتغطي كل أنحاء أوروبا.
أدى البركان لتأثيرات مدمرة في الجزيرة، حيث دمرت الحمم البركانية أكثر من 1833 فدانا من الأراضي ونحو ألفي مبنى منذ بدء ثوران البركان يوم 19 سبتمبر، فيما قال أنخيل فيكتور توريس، رئيس جزر الكناري الإسبانية إنه ليس هناك دلائل على أن نهاية الانفجار وشيكة على الرغم من أن ذلك هو أكبر أماني الجميع.
وقد حذر خبير جيولوجي من امتداد تأثير السحب البركانية والغازات الناتجة عن هذا البركان إلى شمال أفريقيا ومصر، وذلك بسبب اتجاه الرياح الذي قد ينقلها إلى الجنوب، موضحا أنه عندما تصل إلى مصر ستكون قد تلاشت ودون تأثير.
بركان لا بالما
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن بركان لا بالما النشط حاليا في جزيرة في إسبانيا مستمر منذ 32 يوما ويخرج منه كمية من اللافا التي تغطي مساحات كبيرة داخل الجزيرة، مضيفا أن الجزيرة بالأساس بركانية وبها عشرات البراكين القديمة تنشط من أماكن مختلفة داخل البركان الأم الذي أنشأ الجزيرة ذاتها.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن البركان النشط حاليا منذ أكثر من شهر خرجت منه كميات كبيرة من الصهير تصب حاليا في المحيط الأطلنطي، فالبركان يبعد عن المحيط بنحو 6 كيلومتر، موضحا أن اللافا تخرج من البركان وتسير كنهر المياه في الأماكن المنخفضة حتى تصل إلى المحيط، وحاليا هناك مسارات جديدة من الصهير من المتوقع أن يصب في المحيط خلال الأيام المقبلة.
والبركان لا يزال نشاطه كبيرا وربما ازداد عن العام الماضي، حسبما أكد شراقي، قائلا: "إن سقوط اللافا في المحيط، يسبب صوتا كبيرا وبخار للمياه، فالصهير درجة حرارته تزيد عن ألف درجة مئوية وعندما يصب في المياه يحدث تفاعل شديد، وهذه اللافا والأبخرة بها الكثير من الغازات مثل ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين وغيره من الغازات التي تكون أحماضا عندما تتفاعل مع مياه المحيط".
تأثير السحب البركانية على شمال أفريقيا ومصر
وتابع أن هذه الأحماض تكون أبخرة ترتفع في الغلاف الجوي وتحملها الرياح، ولحسن الحظ أن الرياح حاليا تسير في اتجاه أوروبا شمالا، وليس إلى الجنوب اتجاه المغرب وشمال أفريقيا، موضحا أنه من المتوقع أن تغطي الرياح كل أوروبا ثم تتجه إلى شمال أفريقيا وعند نزولها ستكون قد تلاشت وهو لحسن حظ مصر ودول شمال أفريقيا.
وعن أسباب عدم تأثير تلك الغازات بشكل كبير على مصر وشمال أفريقيا أنها مرتفعة على ارتفاع كبير أكثر من 3 كيلومتر، مشيرا إلى أن احتمالات سقوط أمطار حمضية متأثرة باختلاط السحب مع تلك الغازات يتزايد على أوروبا وليس منطقة شمال أفريقيا.
علاقة بركان لا بالما بالزلازل
وبعد تكرار حدوث عدة زلازل في منطقة جزيرة كريت، بعد زلزال أمس الذي كانت قوته 6 ريختر واليوم بقوة 4 ريختر، لفت الخبير الجيولوجي إلى أن هناك أكثر من 15 زلزال خلال الأسبوعين الماضيين في نفس منطقة الجزيرة، وربما هذه الزلازل لها علاقة بنشاط البركان المستمر منذ ما يزيد عن شهر ويتزايد بمرور الوقت.
وأكد أن البركان سيؤثر على معظم القرى الأرضية بسبب نشاط الرياح التي ستنقل كل السحب والغازات إلى كل أوروبا اليوم، بعد وصولها إلى هولندا أمس، وقد تتجه جنوبا في اتجاه مصر وشمال أفريقيا غدا وحينها ستكون انتهت، مضيفا أن البركان لا يزال مستمرا، وإذا تغيرت الرياح اتجاهها ستنقل الغازات إلى مناطق مختلفة.
موعد نهاية بركان لا بالما
وعن موعد انتهاء ثورة البركان، أكد شراقي أن بركان لا بالما من المتوقع أن يستمر عدة أشهر، وخاصة أن المنطقة بها مئات البراكين، والتي استمر بها لمدة شهور في الثوران، موضحا أن استمرار البركان في شدته قد يؤثر على نشاط الزلازل بشكل كبير.