تواجه المواد المائية العديد من التحديات التي تحول دون القدرة على المحافظة على الأمن المائي، واستقراره؛ مما يفرض العديد من الصعوبات، في سبيل تلبية احتياجات المواطنين، خاصًة في ظل تفاقم المشكلة السكانية، وبشكل خاص تتعرض مصر للعديد من التهديدات التي تحول دون قدرتها على تحقيق الأمن المائي، والتي أصبح التغير المناخي وتفاقم مشكلة الزيادة السكانية أحد تلك التهديدات.
وفي إطار البحث عن حلول لمواجهة العجز المائي، عقد مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، والذي يتخذ من القاهرة مقرًا دائمًا له، اليوم الأربعاء، برئاسة السفير محمدي أحمد الني، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ندوة حول الأمن المائي العربي في ظل ندرة المياه «التحديات والفرص».
وذكر خبراء المياه، أن الدولة تهدف للتخلص من مشكلة العجز المائي الذي تعاني منها، من خلال العديد من الطرق، من أهمها الحصول على المياه من أعالي النيل، وإعادة استخدام المياه مرة آخرى، وتدويرها، خاصةً مياه الريّ، والصرف الزراعي والاستفادة من مياه الأمطار، بالإضافة إلى أن تحلية مياه البحار من أهم المصادر البديلة للحصول على المياه، والتي تولي لها الدولة المصرية اهتمامًا خاصًا، إذ بلغ حجم المياه المحلاة هذا العام نحو مليار متر مكعب.
التغييرات المناخية على رأس المهددات
في هذا السياق، قال الدكتور ضياء الدين القوصي، خبير الموارد المائية، إن قضية الأمن المائي باتت من أكثر القضايا التي تشكل تحديات في الوطن العربي، خاصًة في ظل ندرة المياه وتواجد العديد من المهددات التي تحول دون قدرة الدول على المحافظة على الأمن المائي.
وأوضح القوصي، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن التغييرات المناخية على رأس المهددات التي يتعرض لها الأمن المائي، بالإضافة إلى مشكلة الزيادة السكانية، إذ أن الدولة تعاني في ظل الارتفاع الكبير بعدد السكان، من عدم القدرة على تلبية احتياجات السكان من المياه وتواجد عجز مائي كبير.
مصادر بديلة للمياه
وأكد أن الدولة تهدف للتخلص من مشكلة العجز المائي الذي تعاني منها، من خلال العديد من الطرق، من أهمها الحصول على المياه من أعالي النيل، وإعادة استخدام المياه مرة آخرى، وتدويرها، خاصةً مياه الريّ، والصرف الزراعي والاستفادة من مياه الأمطار، بالإضافة إلى التوسع في الاهتمام بمشروعات تحلية مياه البحار، والتي تعد أحد المصادر الأساسية في سد العجز المائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من مياه الشرب، فلتحلية مياه البحر الدور الأكبر في معالجة مشكلة ندرة المياه.
ونوه القوصي، إلى أن قضية الأمن المائي تؤثر على الحياة البيولوجية بشكل عام، ويجب تضافر الجهود لرفع وعي المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك المياه، إلى جانب سن القوانين الرادعة التي تحد من إهدار المياه، وتحافظ عليها من التلوث.
وشدد على أنه في ظل المعاناة من ندرة المياه يجب التقليل من زراعة المحاصيل التي تحتاج كميات كبيرة من المياه لريها، والعمل على الاستفادة من مياه الآبار الجوفية؛ لمساعدة الدولة في المحافظة على أمنها المائي، والتصدي لما يواجه من تهديدات.
المعاناة من ندرة المياه
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد نور عبد المنعم، خبير المياه بمركز دراسات الشرق الأوسط، إن الدولة في ظل المعاناة من نقص المياه، تبحث عن المصادر البديلة التي تعوض ذلك العجز، وتعمل على توفير المياه بطرق متنوعة.
وأوضح عبد المنعم، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أنه في الوقت الراهن لم نشعر بعد بشكل واضح بمشكلة العجز المائي، ولكن في المستقبل قد تتفاقم الأزمة؛ مما ينتج عنه شعور الجميع بنقص المياه، والمعاناة من ندرة المياه؛ مما يحتم ضرورة التوصل لحل لمعالجة العجز المائي والذي يتم من خلال ترشيد استهلاك المياه، إلى جانب البحث عن مصادر بديلة للحصول على المياه الصالحة للاستخدام، مثل معالجة مياه الصرف الزراعي، وتحلية مياه البحر.
تحلية مياه البحار
ونوه إلى أن تحلية مياه البحار من أهم المصادر البديلة للحصول على المياه، والتي تولي لها الدولة المصرية اهتمامًا خاصًا، إذ بلغ حجم المياه المحلاة هذا العام نحو مليار متر مكعب، مشددًا على أن القطاع الزراعي يقع عليه العبء الأكبر في المحافظة على المياه، وذلك من خلال التحول إلى نظم الري الحديث، والابتعاد عن الأساليب التقليدية التي تهدر كميات كبيرة من المياه، مثل الري بالغمر، بالإضافة إلى إعادة هيكلة السياسات الزراعية بما يضمن استبدال المحاصيل التي تستهلك كميات مياه بديلة، بما يشابهها ولكن باستهلاك أقل في المياه.
الأمن المائي العربي
يشار إلى أن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والذي يتخذ من القاهرة مقرًا دائمًا له، عقد اليوم، برئاسة السفير محمدي أحمد الني، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ندوة حول الأمن المائي العربي في ظل ندرة المياه «التحديات والفرص»، وبمشاركة المجلس العربي للمياه، وحضور عدد من السفراء العرب والأفارقة وخبراء وشخصيات عربية وإفريقية في مجال المياه والري.
وأكد السفير الني، أن الندوة تأتي إسهاما من المجلس في طرح الرؤي والأفكار بمشاركة الخبراء والمهتمين بمجال الأمن المائي في الوطن العربي وأفريقيا من أجل تحقيق الأمن المائي لضمان التنمية المستدامة لشعوبنا الحبيبة في مصر والمنطقة العربية.