هدف كل مسلم ومسلمة في هذا الحياة الفوز برضا الرب والفوز بمحبة الله، فعلينا أن نعبد الله ليرضى عنا، وليس ليعطينا فإذا رضا عن عبده أدهشه بعطاءه، فعلى المسلم أن يصبر على قضاء الله في كل الأحوال، ولا يأتي هذا الحب والرضا إلا تبعاً لما يحبه الله -تعالى-، فحينما يتملك حب الله تعالى القلب، أوجب ذلك محبة ما يحبه الله -تعالى- من الأنبياء والصالحين والملائكة والأولياء، وفي هذا الصدد ستوضح بوابة «دار الهلال» أسباب حب الله للعبد وثماره، وهي كالآتي:
أسباب الحب في الله
إن السبب الأساسي في الحب في الله هو الله -تعالى-، والفوز بالدار الآخرة، والمحبة في الله معينة على السير في الطريق إلى الله، والبعد عن المحارم، كما أنّها توثّق التوادّ والتراحم والتعاطف بين المسلمين، فهم كالجسد الواحد، يعين بعضه بعضاً، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى».
ثمرات الحب في الله
إنّ للمحبّة في الله -عز وجل- العديد من الثمرات، نذكر منها ما يأتي:
التعاون على البر، ومشاركة الأخ لأخيه في صلاحه، فإن كان أفضل منك اقتدى به، وإن كان مثله نافسه، وإن كان أقل منه دعاه، ففيها إعانة على الصلاح والاستقامة.
دوام الأخوة، فهي خالدة باقية إلى لقاء الله تعالى، لا تنقطع بانقطاع الدنيا، فالأخ يدعو لأخيه حتى بعد مماته، وقد يشفع الأخ لأخيه في الأخرة.
التآزر والتناصح والدعوة إلى الخير. وجوب محبة الله -تعالى- للمتحابّين، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال اللهُ عزَّ وجلَّ: وَجَبَتْ مَحبَّتي للمُتحابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاوِرينَ فيَّ، والمُتباذِلينَ فيَّ».
المتحابّين في الله يكونون تحت ظلّه الكريم يوم القيامة، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ اللَّهَ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: أيْنَ المُتَحابُّونَ بجَلالِي، اليومَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي».