ما بين لحظات الوداع وحفاوة التكريم عند بلوغ سن التقاعد مشاعر مختلطة شعرت بها صباح جاد علام بعدما أفنت حياتها فى تعليم أجيال من الطلاب وكانت تعطيهم المعلومات بصدق ولا تبخل عليهم بالنصائح والطرق التربوية السليمة لتقويم سلوكهم فكانت خير رسولا ومعلم.

لم تتمالك المعلمة  نفسها عندما فوجئت بأحتفالية تشبه مراسم أستقبال الأميرات، عندما أصطف طلاب مدرسة جمال عبد الناصر الإبتدائية التابعة لإدارة شرق التعليمية بالمحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، على الجانبين ممسكين بلافتات تحمل كلمات الحب، وسط تصفيق حاد وهتافات لمعلمتهم الجليلة لتوديعها بعد أن بلغت سن التقاعد .

تواصلت " بوابة دار الهلال "، مع صباح جاد، كبيرة معلمين بإدارة شرق التعليمية بالمحلة لتروى تفاصيل الأحتفالية، حيث قالت: " مكنتش هروح يومها المدرسة" خوفاً من لحظات الوداع لأنها طلبت من زملائها وإدارة المدرسة عدم تنظيم أى إحتفالية حرصا على اليوم الدراسى، والتبرع بهذه الأموال للمدرسة كعادتها، إلا أن أحد زملائها تحدث معها على الهاتف وأصر على حضورها للمدرسة بحجة أن الجميع يود أن يودعها فى جلسة صغيرة .

"بكيت من الفرحة "، وتابعت حديثها، وعندما دخلت من بوابة المدرسة فوجئت بأصطفاف الطلاب على الجانبين وبعضهم ممسك بلافتات مدون عليها " بنحبك يا ماما صباح" وأخرى " مفيش زيك يا ماما صباح" وتصفيق من الطلاب والمدرسين لم تتمالك نفسها وأنهمرت منها الدموع تلقائيا، خاصة بعد أن علمت أن طلاب المدرسة أصروا على المشاركة فى الأحتفالية، لتكريمها بسبب تفانيها فى العمل بالمدرسة مدة ٣٩ عام متواصلة دون كللّ .

" نفسي أخرج على المعاش وأنا فى إيدى الطباشير"، وأوضحت الأستاذة صباح، أن الله حقق لها أمنيتها، وكانت تؤدى عملها على أكمل وجه للطلاب فى الفصل حتى اللحظات الأخيرة قبل بلوغها سن التقاعد، مشيرة أنها حصلت على تكريم من الإدارة التعليمية ٣ مرات كونها المعلمة المتميزة، فهى تخرجت من مدرسة المعلمات وكانت ضمن المتفوقين، وعملت فى جميع التخصصات فضلا عن أنها مشرفة على ١٢ فصل للصف الأول والثانى بالمدرسة، تعلم إمكانية ومستوى كل طالب منهم.

وأختتمت حديثها، بأن دور المعلم ليس فقط تعليمى بل أيضا تربوى وكانت دائما تقول أن الرسول جاء متمم لمكارم الأخلاق ولابد من تقويم الطلاب والحرص على تعديل سلوكهم، مؤكدة أنها كانت قبل أن تبدأ عملها تقوم بتنظيف الفصل بنفسها حتى يتعلم منها الطلاب أن النظافة من الإيمان .