شهدت الموجة الرابعة من فيروس كورونا في مصر ودول العالم تراجعا في أعداد الوفيات مقارنة بالموجات السابقة من الفيروس، وهو أمر أرجعه أطباء وخبراء في الفيروسات والمناعة إلى اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وأنه ساهم في تقليل المضاعفات الخطيرة للفيروس ونسب الوفاة، ومنع تطور الإصابة وشدتها.
وعن الإصابات في الموجة الرابعة، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشئون الصحية، إن سبب زيادة الإصابات بشكل يومي هو مرور مصر بالموجة الرابعة، وإن كانت غير مرتفعة بشكل كبير، لكن تظل في تصاعد، موضحا أن التوقعات تشير إلى استقرار الإصابات خلال بضعة أيام، وبعد ذلك ستنخفض الإصابات، ومن ثم تنحصر الموجة الرابعة.
الوعي بأهمية لقاح كورونا
وفي هذا الصدد، قال الدكتور إسلام عنان أستاذ علم انتشار الأوبئة، إن لقاحات كورونا لها دور هام في انخفاض معدلات الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم كله وهذا التقدم ظاهر في العالم أجمع وليس مقتصرا على مصر فقط، مضيفا أن التوسع في اللقاحات خلال الأشهر القليلة الماضية ساهم في الحد من الوفيات بشكل كبير.
وأكد عنان خلال تصريحه لبوابة دار الهلال، أنه ما زال هناك مشاكل في الوعي لدى المواطنين ويجب إتباع تعليمات وزارة الصحة والالتزام بالإجراءات الاحترازية، مشيرا إلى أن البعض لا يزال متخوفا من لقاح كورونا وهو أمر لا أساس له من الصحة ويجب على الجميع التأكد من أن جميع اللقاحات آمنة وفعالة في الوقاية.
وأشار إلى أن الموجة الرابعة من فيروس كورونا في مصر والعالم ستظل في ارتفاع وانخفاض إلى نهاية ديسمبر القادم، لكن من الصعب أن تنتهي الموجه بصفر إصابات ووفيات، موضحا أن فيروس كورونا مازال منتشرا وخاصة في مناطق الدلتا في مصر، وما زال الأطفال والشباب معرضين للإصابة، لذلك نصح "عنان" بسرعة توجههم لأخذ جرعات اللقاح لتفادي الإصابات والالتزام بالإجراءات الاحترازية.
منع تطور المرض وشدته
ومن جانبه قال الدكتور فايد عطية الباحث في الفيروسات الطبية بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية، إنّ الموجة الرابعة من جائحة كورونا تتسم بانخفاض نسب الوفيات وارتفاع نسب التعافي من الفيروس، مضيفا أن اللقاحات المضادة لكورونا لها دور فعال في منع تطور المرض وشدته، والوقاية من الوصول إلى المضاعفات الخطيرة.
وأشار فايد خلال تصريح "لبوابة دار الهلال"، أن هناك إصابات بالفيروس ولكن بسبب اللقاح تكاد تكون أعراض غير ملحوظة، وبالتالي قلت نسب ظهور الحالات الحرجة، ونسب الحالات التي تحتاج إلى الرعاية والحجز بالمستشفيات، مؤكدا أن هذا الأمر لا يقتصر على مصر فقط، ولكن في كل دول العالم خلال تلك الموجة.
ونصح الباحث في الفيروسات الطبية المواطنين بأخذ جميع الإجراءات الاحترازية لتفادي هذا الوباء، والإسراع في أخذ اللقاح، موضحا أن البعض لا يزال يتخوف من لقاح كورونا لذلك يجب زيادة الوعي بأهمية تلقي اللقاح.
وأوضح فايد أن مؤشرات الموجه الرابعة لم تختلف عن مؤشرات الموجة الثالثة، حيث أن الأعراض تتشابه أكثر مع حالات البرد والإنفلونزا بما فيها الرشح والزكام والعطس، ونصح أي شخص سيظهر عليه أعراض البرد أن يتوجه بشكل سريع إلى المستشفى أو الطبيب لعمل التحاليل اللازمة وتلقي العلاج الصحيح.
وتابع أن الموجة الرابعة من كورونا وأعداد الإصابات خلالها وستظل في تزايد ونقصان إلى نهاية نوفمبر المقبل، وستظل بعد نوفمبر في استقرار إلى أن تقل الحالات، موضحا أن لكن هذا يتطلب رقابة أكثر على المواطنين لاستمرارهم في الإجراءات الاحترازية، وفي هذه الحالة من المتوقع أن تنخفض الإصابات بشكل ملحوظ.