كتبت ميادة محمد :
قال الكاتب شين إلينج في مقال له بموقع فوكس الأمريكي إنه على مدى عقود ،حاولت الإدارات الرئاسية ،وفشلت للحد من برنامج الأسلحة النوويةفي كوريا الشمالية ،ونهج إدارة ترامب في هذا الشأن حتى الآن هو مزيج من الإرتباك والعدوانية .
فقبل شهرين على سبيل المثال أصدر وزير الخارجية ريكس تيلرسون بيانا جاء فيه إن الولايات المتحدة تحدثت بما فيه الكفاية عن كوريا الشمالية،وليس لديه أي تعليق آخر
وتساءل الكاتب هل هذا التصريح يعني أن المفاوضات انتهت؟ لكن هذا الأمر غير واضح حتى الآن، لكن من الواضح أن العلاقات بين البلدين تزداد توترا
ومن المحتمل وفقا للكاتب أن تتفاقم حدة التوتر بعد أن قررت كوريا الشمالية إحراء اختبار صاروخي آخر، وهذه المرة كانت تجربة لصاروخ باليستي قصير المدى سقط في البحر داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة باليابان، وكان ذلك الاختبار الصاروخي الثالث لكوريا الشمالية خلال عدة أسابيع فقط، وعلامة جديدة على التقلبات الإقليمية
واستعان الكاتب بمدير برنامج عدم الانتشار النووي في شرق آسيا في معهد ميدلبري للظرايات الدولية جيفري لويس،الذي وضع خمسة سيناريوهات لأزمة كوريا الشمالية
والسيناريو الأول هو أن يعتقد الكوريون الشماليون خطأ أن أمريكا سوف تشن هجوما عليهم،ووقتها قد يفعل كيم جونج أون شيئا مجنونا
والمعضلة الكبيرة هنا هي أن كوريا الشمالية تنظم كل شيء حول الخوف من أن يتم الغزو،ويعتقد المواطنون أن كيم جونج أون سوف ينتهي به المطاف مثل معمر القذافي في ليبيا أو صظام حسين في العراق، ولكن خلاف هئين الزعيمين، فهو يملك أسلحة نووية بالفعل،وبالنظر إلى التجارب الصاروخية المثيرة التي أجريت ،نجد أنها تدريب عل. ضرب المطارات وغيرها من الأهداف التي ممكن أن تستخدمها أمريكا أثناء الغزو
ولذلك فإن النظرية تقول أنه في اليوم الأول للحرب المحتملة ببن كوريا الشمالية وأمريكا ،سوف يتم استخدام مجموعة من الأسلحة النووية التي ستوجه إلى كوريا الجنوبية واليابان،وهذا يعني أن الضرر سيكون كبير ،والتكلفة ستكون عالية لدرجة استحالة نجاح الغزو،ولكي تكون هذه الاستراتيجية فعالة، يجب أن ينزع سلاح ببونج يانج النووي أولا
وأعرب لويس عن قلقه من أن يفعل ترامب شيء غير حكيم،تفسره كوريا الشمالية على أنه خطير، فتقرر التصعيد على الفور لردع الغزو المحتمل
أما السيناريو الثاني فهو أن تقوم كوريا الشمالية بالمزيد من الاعمال الاستفزازية الأخرى، وتستجيب جارتها الجنوبية ،ووفقا للويس من الصعب أن نتصور كيف سيكون الوضع،فالكوريون الجنوبيون ملتزمون بشكل متزايد بحقهم في الرد تلى هذه الاستفزازات ،لكنهم يسعرون بالرعب من الضربة النووية،ولذلك فهم يطورون صواريخ باليستية وأخرى من نوع كروز بهدف قتل كيم جونج أون سريعا، وهم هنا يفكرون في أن قتل الزعيم الكوري الشمالي سيقضى على مصدر الأوامر بالإطلاق النووي، لكن في حالة فشلهم في ذلك ستكون الأمور خارج السيطرة
والسيناريو الثالث هو أن تقحم أمريكا نفسها في صراع لا يمكنها بعد ذلك السيطرة عليه، وهذا السيناريو شبيه بنا حدث في العراقفي عام 2003. لكن قد يكون الفشل أكبر بكثير ووفقا للويس
أما السيناريو الرابع فيتلخص في أن سعي كوريا الشمالية وراء الأسلحة النووية،قد يؤدي في النهاية إلى سباق تسلح مع اليابان، والذي يمتد بدوره إلى قوى إقليمية أخرى، حيث سيكون سباق التسلح الأكثر عدوانية في آسيا، وكانت كل من الصين وتايوان وكوريا الجنوبية بدأوا هذا السباق بالفعل، لكن اليابان لم تستجب حتى الآن، إلا أن هناك مؤشرات على أن رئيس الوزراء تشينزو آبى يريد شراء صواريخ توماهوك من الولايات المتحدة ،الأمر الذي أزعج سيول وبكين
والسيناريو الخامس هو انهيار نظام كوريا الشمالية داخليا، وتحولها لدولة فاشلة
ووفقا للويس إذا انهارت كوريا الشمالية فإنها لن تكون مثل ألمانيا الشرقية ،بل ستكون أقرب للبوسنة أو ليبيا او سوريا، وهذا يعنى وجود صراعات بالوكالة وفراغ في السلطة
وربما يكون هذا هو السيناريو الأقل احتمالا، ولكن ممكن بالتأكيد أن يحدث، لاسيما وأن النظام غير مستقر