تنشر "دار الهلال" القصيدة الـ 21 من ديوان "ترمي بشرر" للشاعر السوري الكبير عمر هزاع.
القصيدة الـ 21 من الديوان: ذَبحٌ
أَيَّ طَعناتِكَ تَمحُـو؟
لا يُداوِي الجُرحَ مَسحُ!
كَيفَ أَنسَى؟
وَلِحُزنِي خَلفَ أَضلاعِيَ رَدحُ!
هَزَّنِي التَّذكـارُ..
حَتَّـى لَكَـأَنَّ اللَّيـلَ صُبـحُ..
حَيـثُ لا أَهجَعُ..
إِلَّا عِندَما الأَعيُنُ تَصحُـو..
حَيثُ أَشتاقُ..
وَذِكـراكَ عَلَى الـرُّوحِ تُلِـحُّ..
كُلَّمـا غِبـتَ رَمانِـي مِن ثَقِيفِ الوَجدِ رُمـحُ..
كُلَّمـا جُنحُ ظَلامٍ مَلَّنِي أَقبَـلَ جُنحُ..
كُلَّما جَرَّبـتُ نُصحًا فِي الهَوَى أَخفَقَ نُصحُ..
كُلَّما قُلتُ لِنَفسِـي:(طِبتِ) أَذَّانِيَ قَـرحُ..
أَو تَأَمَّـلـتُ بِـبَـدرٍ رَدَّنِي لِلأَرضِ كَبحُ..
أَنا عَكسُ النَّاسِ..
دَمعِي مِن شَرايِينِي يَسِحُّ..
فَدُمُـوعُ الخَلقِ ماءٌ..
بَينَما دَمعِيَ مِلحُ..
أَيُّها النَّابِحُ..
صَمتًـااا..
أَنكَرُ الأَصـواتِ نَبـحُ..
لا تَزِدْ..
أَسرَفتَ..
حَتَّى لَم يَعُدْ يَنفَـعُ شَـرحُ..
فادِّعاءُ العِشقِ كَـدحٌ..
حَيثُ لا يَنفَـعُ كَـدحُ..
قَد حَسَمتُ اليَومَ أَمرِي..
لَيسَ فِي حُبِّـكَ رِبحُ..
فابتَعِدْ..
عَودُكَ حَـرقٌ..
وَلَهُ فِي الـرُّوحِ لَفـحُ..
أَيُّها الخائِـنُ عَهـدِي..
أَنتَ فِي الأَحشاءِ جُرحُ..
أَنـتَ لِلقَهـرِ زِنـادٌ..
لَكَ فِي المُهجَـةِ قَـدحُ..
كُـلُّ أَفعالِـكَ جُـرمٌ بَيِّـنٌ..
فالقُبـحُ قُبحُ..
كُلُّها عِنـدِي سَـواءٌ..
لَيسَ بَعدَ الذَّبحِ ذَبحُ..
يذكر أن عمر هزاع شاعر سوري حائز على العديد من الجوائز الدولية، له تسعة دواوين شعرية مطبوعة حتى عام 2021، وأكثر من ألفي قصيدة منشورة، وحول تجربته؛ التي امتدت لأكثر من ثلاثة وثلاثين عامًا؛ الكثيرُ من الدراسات والبحوث في مختلف الجامعات العربية، إضافة لدراسات نقدية واسعة في كتب ومجلات أدبية محكمة.