شهد السودان اليوم تطورات جديدة في الأحداث بعد إصدار الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قرارات جديدة من بينها حلي مجلسي الوزراء والسيادة، فيما أكد مراقبون أن هذا البيان به التزام بمحددات الفترة الانتقالية في السودان، وعلى جميع المواطنين تغليب المصلحة العليا والالتزام بضبط النفس لمنع العنف.
وأعلن البرهان اليوم حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي الوزراء والسيادة، وإقالة حكام الولايات، والتمسك الكامل والالتزام بما ورد في الوثيقة الدستورية، وإعفاء وكلاء الوزارات، على أن يتولى المدراء العامون تسيير الأعمال، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين حتى تتم مراجعة أعمالها.
وأصدرت وزارة الخارجية، اليوم بيانا أكدت فيه أن جمهورية مصر العربية تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في جمهورية السودان الشقيق، مؤكدةً على أهمية تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوداني والحفاظ على مقدراته والتعامل مع التحديات الراهنة بالشكل الذي يضمن سلامة هذا البلد الشقيق، ومؤكدةً كذلك أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة.
كما تدعو مصر كافة الأطراف السودانية الشقيقة، في إطار المسئولية وضبط النفس لتغليب المصلحة العليا للوطن والتوافق الوطني.
ضبط النفس ومنع العنف
ومن جانبه، قال الدكتور هاني رسلان، خبير الشئون الأفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن بيان الفريق أول عبد الفتاح البرهان في السودان بحل الحكومة الانتقالية وغيرها من الإجراءات تأتي في ظل ظروف من الضائقة الاقتصادية والمعيشية القاسية في السودان والانقسامات المتعددة المستويات في كل الاتجاهات.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك تساؤلات كيف سيعالج الوضع الجديد في السودان الأزمات الراهنة مثل الأزمة الاقتصادية والمعيشية ومحاولة إيجاد مسارات للخروج منها، موضحا أن الوضع حتى الآن يستم بالضبابية وعدم الوضوح وهناك حالة من الترقب لما ستتجه إليه الأوضاع في الشارع السوداني.
وأكد أن حالة عدم الاستقرار في السودان تمثل ضغطا على الأمن القومي المصري، والسودان في المرحة الانتقالية ويمر بحالة من عدم الاستقرار، مضيفا أن مسئولية السودانيين وكل الأطراف في السودان ضبط النفس والسيطرة على الأمور حتى لا تتجه إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار، وهناك بعض التوجهات للتظاهرات السمية.
وأشار إلى أن الجميع يترقب ما ستؤول إليه الأوضاع في السودان وغير واضح حتى الآن ماذا سيحدث.
التزام بمحددات الفترة الانتقالية في السودان
ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن الجميع يدعو شعب السودان ومؤسسات الدولة هناك إلى السلوك السلمي لأن عواقب اللجوء إلى العنف من قبل أي جانب سيكون له تداعيات خطيرة وستعطل الكثير من الأمور في السودان، مضيفا أن بيان رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان اليوم كان متوازنا وبه التزام بمحددات الفترة الانتقالية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الالتزام بالسلمية من قبل الأطراف المختلفة هناك هو أمر مطلوب من الجميع لأن العنف سيجعل الجميع خاسرين، مضيفا أن هناك التزاما واضحا من قبل رئيس المجلس السيادي ويجب الانتظار حتى عام 2023 لإجراء الانتخابات الدستورية لتحديد مصير الحكم في السودان والأسلوب الذي سيختاره الشعب هناك.
وأشار إلى أن أي لجوء للعنف في هذه المرحلة به خسارة للجميع ولن يحقق شيئا، موضحا أن كل ما يحدث في السودان يؤدي لتأثير كبير على مصر بالتأكيد، وهناك متابعة مصرية للأوضاع هناك، فدخول السودان في دوامة من العنف سيؤدي إلى الكثير من التداعيات السلبية على المنطقة وخاصة لجوء إثيوبيا لمزيد من التباطؤ في الوصول لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة.