توصل بحث جديد أجراه فريق من العلماء في الصين، إلى معرفة لغز مقتل رجل منذ 1300 عام في شمال غرب البلاد، كما اقترح العلماء أثناء التحقيق الطريقة التي تمكن بها القتلة من إخفاء آثارهم طوال هذه الأعوام الطويلة.
وذكرت صحيفة «ساوث تشينا مورنيج بوست» الصينية أن تقريرا نُشر في أكتوبر في مجلة العلوم الأثرية والأنثروبولوجية، فَصًّل فيه فريق العلماء كيف تمكنوا من التأكد من سلسلة من الأحداث منذ 1300 عام.
كان مكان دفن الضحية الأخير هو مقبرة في مقبرة شيانزي، في منطقة نينغشيا المتمتعة بالحكم الذاتي شمال غرب البلاد، والتي تحتوي على 10 مقابر أخرى.
تم اكتشاف المقبرة لأول مرة في عام 2002 من قبل أشخاص قاموا ببناء خط أنابيب غاز وتم حفرها مرتين، في عامي 2009 و2011. وكان القبر الذي تم التحقيق فيه في التقرير يضم أربعة أشخاص: رجل وامرأة وحدث، ومنفصل عن البقية، جسد الضحية.
ويشير التصميم إلى أن السكان الأصليين للمقبرة كانوا عائلة، لكن الجسد الآخر بدا غير مرتبط بهم.
وقال وانج كيان، الأستاذ في قسم العلوم الطبية الحيوية بجامعة تكساس إيه آند إم والمؤلف الرئيسي للدراسة، لصحيفة «ساوث تشينا مورنيج بوست» إن الأسرة ربما كانت ثرية.
وقال: «لابد أن بضائع القبور كانت غنية جدًا، مما أدى إلى عملية سطو على نطاق واسع يتضح من خلال عمود السطو العمودي».
وبعد إجراء تحليل العمر على الهيكل العظمي، قرروا أنه كان أصغر من السكان الأصليين بـ 700 عام، مما دفع العلماء إلى افتراض أن الرجل كان سارق قبور قتل أو مات في حادث أثناء محاولته السرقة من القب .
وفي الورقة، كتب الفريق: «كان من المفترض في البداية أن الشخص الموجود في مدخل نهب القبور هو لص قبر».
من خلال العمل على فرضية أن الرجل كان أحد سارقي القبور، بدأ الفريق بالتحقيق في الهيكل العظمي، الذي تم اكتشافه في وضع ضعيف ولكن مع الوقت والتحليل اكتشفوا أن الفرضية الأولى ليست صحيحة.
ويعني هذا أن الرجل لا يمكن أن يكون جزءًا من فريق السرقة الذي بنى العمود.
ابتعد الفريق عن فرضيتهم الأصلية، قائلين إن الأدلة تشير إلى رجل كان ضحية جريمة قتل.
وقال الفريق: «يمكننا أن نستنتج أن الضحية لم يكن جزءًا من فريق السرقة الأصلي استنادًا إلى حقيقة أن ملء عمود السرقة العمودي يتراكم بشكل طبيعي، وأن الضحية تم العثور عليها على ارتفاع 4.5 متر فوق أرضية غرفة الدفن»، مما يعني كما قال وانج: «يجب أن يمر وقت طويل بعد السرقة».
وقال: «قال الفريق إنه بعد مقتل الرجل، أو موته، أُلقي به في القبر لإبقاء الجريمة سرية».
عاش الرجل المقتول خلال عهد أسرة تانغ، التي فرضت عقوبة الإعدام على جريمة القتل أو الاعتداء التي أدت إلى إصابة خطيرة. إذا ثبتت الإدانة، فسيتم قطع رأس القاتل أو شنقه.
وقالت الدراسة: «في حين أن القتل قد يكون غير محسوس، فإن التخلص من الضحية يكون دائمًا يكون قرارًا واعيًا، حيث تقرر العوامل الاجتماعية والسياسية ما إذا كانت عمليات القتل والضحايا ستخفى أو تُعلن».
واقترح الفريق أن هذه العوامل ألهمت القاتل لإخفاء الجثة لأنه كان من الممكن أن يواجه عقوبة الإعدام إذا تم القبض عليه. ربما يكون هذا المنطق قد دفع القاتل إلى الاعتماد على نظرية «إخفاء ورقة في الغابة» لذلك لم يتم العثور على الجثة أبدًا.
واختتم الفريق: «وهكذا اختفى الضحية دون أن يترك أثرًا في مقبرة كان عمرها في حينه 700 عام، ولم يتم العثور على رفاته حتى اكتشاف المقبرة وحفرها بعد 1300 عام».
وأضاف: «كانت استراتيجية إخفاء ورقة في الغابة نجاحًا في هذا - فقد فقدت هويات الضحية والجاني/ الجناة في التاريخ ولن تُعرف أبدًا، ولن يكون هناك عقاب أيضًا».