جاء القرار التاريخي للرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بإلغاء حالة الطوارئ متزامنا مع اقتراب بدء مصر الجمهورية الجديدة التي تقف الدولة على أعتابها مع بدء الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك متزامنا أيضا مع إطلاق الدولة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتي تعد خطوة غير مسبوقة في مجال تعزيز حقوق الإنسان والنهوض بأوضاعها.

وأكد حقوقيون أن قرار الرئيس السيسي اليوم هو خطوة مهمة للغاية وحكيمة تؤكد رغبة القيادة السياسية في بناء دولة ديمقراطية حديثة، وكذلك مؤشر لاستقرار الدولة وخطوة لتعزيز حقوق الإنسان، مع بدء الجمهورية الجديدة.

أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، حيث قال الرئيس السيسي: "يسعدني أن نتشارك معاً تلك اللحظة التي طالما سعينا لها بالكفاح والعمل الجاد، فقد باتت مصر.. بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة؛ ومن هنا فقد قررت، ولأول مرة منذ سنوات، إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.

وتابع الرئيس السيسي: "هذا القرار الذي كان الشعب المصري هو صانعه الحقيقي علي مدار السنوات الماضية بمشاركته الصادقة المخلصة في كافة جهود التنمية والبناء"، مضيفا: إنني إذ أعلن هذا القرار، أتذكر بكل إجلال وتقدير شهداءنا الأبطال الذين لولاهم ما كنا نصل إلي الأمن والاستقرار.. ومعا نمضي بثبات نحو بناء الجمهورية الجديدة مستعينين بعون الله ودعمه.

 

خطوة لتعزيز حقوق الإنسان

قالت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإلغاء حالة الطوارئ هو تطور مهم للغاية ويؤشر لاستقرار الأوضاع في مصر، وهو أيضا خطوة في سبيل تعزيز حقوق الإنسان في البلاد وخاصة أن مصر على أعتاب الجمهورية الجديدة.

وأوضحت في تصريح لبوابة "دار الهلال" حالة الطوارئ كانت استثنئاية وإلغائها يعيد الأوضاع في البلاد إلى حالتها الطبيعية، وهذا يوضح حالة الاستقرار والاستتباب الأمني في مصر، مضيفة أن مصر استطاعت تجاوز الإرهاب وحالة عدم الاستقرار من خلال مجموعة من الخطوات منها المواجهة الأمنية.

وأشارت إلى أن الاهتمام بعمليات التنمية والنهوض بالأوضاع الاقتصادية للمواطنين وتحسين مستوى معيشتهم وزيادة التوعية بجانب التعامل الأمني كلها عوامل ساهمت في تحقيق الاستقرار، موضحة أن التنمية والمواجهة الأمنية هما ذراعي مواجهة عمليات العنف والإرهاب.

وأكدت أن إلغاء الطوارئ التي ظلت مفروضة لعقود طويلة يعكس الاستقرار السياسي في مصر.

 

بناء دولة ديمقراطية حديثة

ومن جانبه، قال عصام شيحة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإلغاء حالة الطوارئ هو قرار حكيم وقوي يعيد للدولة المصرية هيبتها ويؤكد قوتها واحترامها للمواثيق والاتفاقيات الدولية، موضحا أن القرار يؤكد رغبة القيادة السياسية في بناء دولة ديمقراطية حديثة.

واوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن القرار يحقق أهدافا إيجابية كثيرة، أهمها إحالة كافة القضايا المنظورة أمام محاكم أمن الدولة العليا طوارئ إلى المحاكم الجنائية العادية، وأنه يعطي إشارة للاستثمار الأجنبي والمحلي باستقرار الدولة المصرية وعدم حاجته إلى قضاء استثنائي لبسط سلطانها على كل بقاع الجمهورية.

وأكد شيحة أن القرار يتزامن مع اقتراب مصر بدء الجمهورية الجديدة خلال الفترة المقبلة، بما يؤكد رغبة الدولة المصرية في بناء الجمهورية الجديدة التي تحترم المواثيق والاتفاقيات الدولية ولا تلجأ للقوانين الاستثنائية أو المحاكم الاستثنائية.

وأشار إلى أن قرار إلغاء الطوارئ مثله مثل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان قرار مصري خالص وإرادة مصرية خالصة لتحسين حالة حقوق الإنسان ودعم منظومة العدالة بإلغاء القوانين الاستثنائية.