رغم سقوط العشرات من "موظفى الأموال الوهميين" في مصر والكشف يومياً عن نصاب جديد يجمع أموالاً طائلة ثم يهرب فإن كثيرا من المواطنين لا يتعظون؛ فكل شخص يبحث عن جمع أرباح طائلة ولا يتورع فى وضع "شقا عمره" فى يد شخص دون أن يتأكد من سلامة أخلاقه ليجمع أكبر قدر من الأموال ويفر هارباً.
النصاب الجديد فى تلك القضية "سيدة" تقوم بجمع الأموال بمشاركة زوجها وشقيقه؛ على سبيل جمعية مشترك بها العديد من المواطنين بمنطقة الخانكة بمحافظة القليوبية.
من المعروف أن مدينة الخانكة يقطنها عائلات ولا غريب دخيل عليهم؛ إلا أن يشاء القدر ويسكن هؤلاء المحتالون وسط الأهالى بل ينجحون في إيهامهم بدخول "جمعية مالية" مشتركة فيما بينهم.
انتقل قسم الحوادث ببوابة "الهـلال اليـوم"؛ لمكان الواقعة للكشف والبحث فى حقيقة الأمر؛ والتقينا بضحايا تلك الواقعة؛ ومن خلال السطور المقبلة تُسرد حكاياتهم مع المتهمة الرئيسية؛ والذين من بينهم "خالها" المريض بالقلب والذى كان من المقرر حصوله على مبلغ الجمعية لقيامه بعملية جراحية فى "القلب" ومبلغ آخر لزواج نجله.
سكنتها في بيتي وخانتني
قالت "سامية. ع" أحد الضحايا؛ جائتنى المتهمة منذ خمس سنوات؛ وطلبت السكن بإحدى الشقق في منزلى؛ وقمت بتأجير شقة لها فى الطابق الثاني بالمنزل بمبلغ بـ 500 جنيه شهرياً.
وتابعت المجنى عليها: "بعد فترة قالتلى ياحاجة أنا بعمل جمعيات"، وعرضت علي الدخول معها، مشيرةً إلى أنها دخلت مع المتهمة فى جمعيتين سابقتين حتى أتموا؛ وفي الجمعية الثالثة لاذت المتهمة بالفرار؛ وقامت بأخذ مبلغ 30 ألف جنيه من المجني عليها.
غافلتنا وهربت الفجر
تقول "نجلاء. ف" ضحية ثانية؛ "اتعرفت على المتهمة منذ 5 سنوات، وكانت ساكنة في اللى المنزل المقابل لي مباشرة، وبحكم الجيرة اختلطنا ببعض ودخلت معاها في الجمعية بمبلغ 50 ألف جنيه.
وتابعت المجني عليها حديثها؛ أستيقظت صباح يوم السبت وخرجت من المنزل؛ فوجدت بلكونة المتهمة مفتوحة؛ وإزالة جهاز التكييف منها؛ وقمت بسؤال أحد الجيران؛ وأفاد بأنها "عزلت" الساعة 3 فجراً.
سرقتني ونصبت عليا
وتقول "شادية. إ"؛ أعمل فى مجال تجارة الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية؛ وذات مرة حضرت إلى المتهمة لتطلب شراء بعض الأجهزة الكهربائية (غسالة وبوتوجاز وثلاجة وجهاز تكييف) بالتقسيط؛ فقمت بالسؤال عنها فتبين حسن سمعتها من خلال الجيرة؛ وأن العديد من الناس يئتمنونها على أموالهم عن طريق الجمعية.
وتابعت الضحية: قمت بإعطائها البضاعة ودفعت مبلغ 5 آلاف جنيه فقط؛ كمقدمة للبضاعة وتعهدت بسداد باقي المبلغ المتبقى "20 ألف جنيه" على عدة أشهر.
وأشارت شادية؛ عرض المتهمة عليها ذات مرة الدخول فى جمعية؛ وقامت بأخذ مبلغ 30 ألف جنيه على عدة أشهر؛ حتى تبين هروبها مع زوجها.
نصابة بامتياز
أكدت "منال. ذ" شاهدة عيان فى القضية؛ وجارة المتهمة؛ أن العديد من الأشخاص "خارج المنطقة" كانوا يترددون من حين لآخر على سكن المتهمة للسؤال عليها؛ ولكن دون جدوى بعدم وجودها بالشقة؛ مشيرةً إلى "خروجها الدائم من السكن".
واستطردت منال؛ عدم اشتراكها مع المتهمة فى الجمعية؛ لشكها فى سلوكها؛ قائلة: "شكلها مش مظبوط ومش تمام".
بلاغ
ذهب 9 مواطنين من المتضررين فى تلك الواقعة للمقدم محمد فتحي، رئيس مباحث قسم شرطة الخانكة؛ وحرروا محضراً برقم 901 إدارى قسم الخانكة؛ ضد المدعوة "حنان. و" وزوجها "ماجد.س" وشقيقه "سعيد.س"؛ واتهموهما بالنصب عليهم في مبلغ 330 ألف جنيه من خلال جمعية مالية؛ ضمت المتهمة الأولى والـ9 ضحايا الذين حرروا البلاغ؛ فتم إخطار اللواء أنور سعيد مساعد، أول وزير الداخلية مدير أمن القليوبية بالواقعة؛ فأمر على الفور بسرعة ضبط المتهمة وعرضها على النيابة.
وسيط
اتهم المتهمون في بلاغهم "سعيد.س" شقيق زوج المتهمة الرئيسية؛ أنه كان يقوم بجمع الأموال من الضحايا من حين إلى آخر؛ وتسليمها للمتهمة.
عملية القلب وزواج ابني
وأمام رجال الشرطة بقسم الخانكة؛ قال أحد الضحايا ويدعى "هشام" إن المتهمة على قرابة له من الدرجة الثانية "نجلة شقيقته"؛ موضحاً أنها نصبت عليه فى مبلغ 90 ألف جنيه.
وأوضح خال المتهمة؛ إصابته بالقلب مشيراً إلى أنه كان من المقرر حصوله على مبلغ الجمعية لإجراء عملية جراحية فى القلب؛ وباقى المبلغ لزواج نجله.
التحريات
بعرض البلاغ على العقيد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائى بالخانكة؛ أمر على الفور بسرعة تشكيل فريق بحث وعمل التحريات اللازمة وملاحقة المتهمة لعرضها على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات معها.