كتبت – زينب عيسى
الأراجوز وإن بدا كوسيلة للتسلية تخاطب الأطفال، في المناطق الشعبية، والريفية بمصر، فإنه يعتبر منذ زمن بعيد، عنصرا فعالا في إيصال الرسائل التحذيرية للمجتمع، من خطر الظواهر السلبية والممارسات غير المحمودة.
وكان يستخدم الأراجوز قديما في بعض الأفلام، لتوجيه رسائل سياسية تنتقد الأوضاع القائمة، ويعد فيلم "الزوجة الثانية"، للفنانة الراحلة سعاد حسني، والنجم الكبير شكري سرحان، أبرز مثال على طبيعة الأراجوز .
والأراجوز أحد أشكال ما يعرف بمسرح العرائس، أو هو على وجه الدقة دمية قفاز برأس مصنوع من خامة خفيفة، وصلبة، مثل: الخشب، مرسوم عليه وجه ذو تعبيرات حادة، وينتهي من أعلى بطرطور أحمر اللون.
أما وسط دمية الأراجوز، وصدره، فهما عبارة عن جلباب أحمر طويل، ويداه قطعتان من الخشب.
ويقول الفنان حمدي عبدالعال، مخرج وصانع العرائس المتحركة، إن ازدهار الأراجوز في مصر، بدأ في أواخر العصر المملوكي، (1250- 1517)، واستخدم للتعبير عن مشاكل المصريين الاجتماعية.
ولعل من أشهر فناني الأراجوز في العصر الحديث، المونولوجست الشهير محمود شكوكو، كما اشتهر عدد من المخرجين بالإبداع في تحريك العرائس من نوع الأراجوز، ومنهم المخرج العبقري الراحل، محمود رحمي، صاحب أشهر مسلسل للأطفال على الإطلاق "بوجي وطمطم”
وحاليا ظهرت شخصيات كارتونية استطاعت أن تأخذ مكانتها، لكنها تحتاج إلى الدعم، مثل: كرمبو، حمبوزة، سحس بومب، مبروك بوند وهي من شخصيات مسلسل “زوكا ويازوكا”.
وأوضح عبدالعال أن هناك ظواهر لم يألفها الناس، انتشرت في مجال الاستعانة بالعروس المتحركة، أو الأراجوز، فسمعنا عن استعانة بعض الشباب من الدعاة في شهر رمضان، بها كوسيلة للدعاية لبرامجهم، فظهر داعية خليجي مستعينا بالأراجوز في برنامج رمضاني، يناقش مشكلات شبابية، ويناقش مفهوم التدين الحقيقي من خلال صوت دميتين، تتحدثان بطريقة كوميدية.