بقلم : سكينة السادات
يا بنت بلدى رمضان كريم.. أعاده الله على مصر وشعبها ورئيسها بالخير واليمن والبركات وجعله الله شهرا آمنا سعيدا على كل الأمة الإسلامية والعربية فى سائر ربوع العالم إنك سميع مجيب الدعوات يا رب العالمين.
***
رويت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية السيدة سناء (33 سنة) الحاصلة على بكالوريوس التمريض والتى قابلتها فى عيادة أحد أطباء العظام وكانت قد انتحت بى جانباً حتى يحين دورى فى الكشف وقالت لى: إنه كان من المفروض أن تلتحق بالجيش وفعلاً قبلت أوراقها وكانت ستبدأ برتبة ملازم ثان فى القوات المسلحة إلا أنها قابلت شاباً يكبرها بعدة شهور وقالت إنها وقعت فى غرامه وتمسكت بالزواج منه رغم أنه كان أفقر من تقدم لها, ورغم أنه لم يكن يمتلك ثمن شراء دبلتى الزواج, ورغم أنه رفض أن تلتحق بالجيش, ورغم أنه صمم على أن يعيشا فى بيت أسرته فهو العائل الوحيد لأب مسن وأم ربة بيت وثلاثة شقيقات أصغر منه سنا.
***
وقالت سناء إن والد زوجها كرهها منذ يومها الأول فى منزله رغم الهدايا والنقود التى أعطتها لهم بمحض إرادتها, وظل الرجل يطاردها بكراهيته ونقده لكل ما تفعله, فهو يصفها بأنها خطفت ابنه من عروسة ابنة عمه المنقبة الفاضلة التى تعمل مدرسة دين صباحا وداعية إسلامية فى المساء وكانت قد حملت فى ابنتها, ورغم ذلك فقد استدعى والده المأذون وأرغم ابنه على طلاقها وظل جالسا فوق الكرسى حتى جمعت ملابسها وغادرت المنزل إلى بيت أبيها ثم توالت المفاجآت!
***
واستطردت سناء.. هل تعرفين يا سيدتى لماذا كان والده يستعجلنى فى جمع ملابسى ومغادرة المنزل؟ كان يفعل ذلك لأنه كان قد استبقى المأذون واستدعى أخوه وابنته لعقد قران زوجى على ابنة عمه فى نفس الليلة! وعلمت بعد ذلك أن الرجل صمم على تزويج زوجى عبدالرؤوف من ابنة عمه فى ذات الليلة التى طلقنى فيها, وأن والده أمره بأن يدخل بها وأن ينسى اسمى وأن فى أحشائى جنيناً هو أبوه!
***
وكان باقيا على دخولى للطبيب عدة دقائق, فقالت سناء الممرضة مختصراً عما حدث بعد ذلك قالت: إنها أكملت حملها فى بيت أبيها ولم تطالبه بأى مصاريف فهو لا يملك شيئاً وأن ابنة عمه المنتقبة لم تتحمل تحكم والده فى كل مقدراته, فقد زارت سناء فى بيتها سرا ودون علم زوجها وأسرته, وقالت لها: إنه يسلم راتبه كل أول شهر لوالده وأن والده هو الذى يقرر كل شىء, وقالت لسناء: إنها حامل فى بنت وأنها بمجرد أن تضع طفلتها سوف تتركها لهم وتسافر إلى السعودية للعمل فلديها عقد عمل محترم ومجزى هناك, وجاءت بالمصحف الشريف وجعلتها تقسم عليه أن تراعى ابنتها الرضيعة لأن عبد الرؤوف لا يحب أحداً سواها ولم ينسها يوماً واحداً, وناشدتها العودة إليه من أجل البنتين, وفعلا تم كل هذا وجاء عبد الرؤوف لوالدى يبكى ويطلب عودتى من أجل بناته, ولا أخفى عليك أننى كنت أحبه ولا زلت أحبه حتى اليوم, واشترط أبى ألا نعيش مع والده وساعدنا فى العثور على شقة مناسبة وعدت إليه سيدتى وعندى منه ثلاثة أطفال غير ابنته من زوجته السابقة التى جاءت أمها من السعودية وأصبحت تراها كل فترة بانتظام وتقول لها:
ليس لك إلا أم واحدة هى أنا وذلك عندما سمعت البنت تنادينى (بماما) وأنا التى ربيتها, وشكواى لك أن البنت تتغير كلما زارت أمها التى غارت من حبها لى لأننى لم أفرق فى المعاملة بينها وبين أولادى, وهذه هى مشكلتى يا سيدتى.. ماذا أفعل مع البنت التى ربيتها أحسن تربية والتى تظل فترة مكتئبة بعد زيارة والدتها علماً بأن أمها تزوجت بعد أن طلقها عبد الرؤوف وأنجبت من زوجها ولداً وزوجها لا يقبل أن تعيش معها ابنتها من زوجها السابق!
***
لا تحملى هما ما دامت البنت تحبك ولا تشعر بأى تفرقة فى المعاملة والاهتمام بينها وبين إخوتها! ولكن يجب أن تحكى لها كثيراً كيف ربيتها وهى طفلة رضيعة وكيف ناشدتك أمها أن تكونى أماً لها ولا بأس إذا أمكن من مقابلة أمها ونصيحتها بألا تحرض ابنتها عليك بالذوق واللين والله المستعان.