رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«رأس الحكمة».. اقتصاد وطنى مستدام بمقومات تنافسية مرنة


12-1-2025 | 19:22

صورة أرشيفية

طباعة
بقلم: د. وفاء على
على بساط الجغرافيا والقدرات التنافسية العالمية وتطويع ديناميكية عبقرية المكان في نقلة نوعية في ملف الاستثمار ومع التقييم الفني والدلالة الضمنية للمؤشرات الاقتصادية الإيجابية لهذا المشروع التخطيطى الجديد بتوليفة سحرية لإعادة تأهيل وتطوير التموضع الجغرافي المتميز لمصر العظيمة وبمنتهى الموضوعية نموذج ملهم للعلاقات الدولية بين مصر والإمارات. إن الحديث عن الاستثمارات الأجنبية المباشرة هو الشغل الشاغل للعالم، خصوصا أن العالم كله أمام معادلة اقتصادية وسياسية شديدة التعقيد بعد عمليه الإكراه الاقتصادي التي يعاني منها العالم على خلفية تداعيات التشديد النقدي التي مارسها الفيدرالي الأمريكى والتى جعلت رؤوس الأموال في كل دول العالم تذهب إلى حيث الفائدة الأعلى. إلى أن فعلتها مصر رغم كل التحديات والأقاويل الكثيرة لتقول كلمتها بصوت عال هنا القاهرة، رغم كل التوترات الجيوسياسية، وهي الشراكة المصرية الإماراتية لتحقيق أحلام كبيرة بمشروع تنموى عملاق هو مشروع رأس الحكمة» المبهر سياسيا والقائم على الشفافية والحوكمة، وهناك جموع من المستثمرين يتابعون هذا المشهد الذي لم يتوقعه أحد لقد أصبح اسم رأس الحكمة، هو حديث العالم خلال الفترة الماضية، وبات الكلمة الأولى لوسائل الإعلام وتعليقات المراقبين والمؤسسات المالية، وقد أحدث الرقم الاستثماري الفاعل جلبة في كل أروقة الاستثمار العالمي. وقعت مصر والإمارات أكبر اتفاقيات بزيارة رئيس دولة الإمارات العربية شراكة لتطوير مدينة رأس الحكمة غربي الإسكندرية، في واحدة من أكبر الصفقات الاستثمارية في تاريخ البلاد بالنسبة لملف الاستثمار المباشر. في رحلة البحث عن النمو المستدام في ظل التعمير الكفائي الذي خططت له الدولة حتى عام 2052 وقد مهدت الدولة الطريق ووضعت على رأس أولياتها درجة الجاهزية مع إدراك عامل الوقت ومبدأ الأهمية النسبية بالنسبة للمشروعات مع التحرك على كل الأصعدة لزيادة حجم الاستثمار على مدار السنوات الماضية سواء محليا أو عربيا أو دوليا، وقد نجحت في بناء قدرتها التنافسية، لذلك جاء مشروع مدينة رأس الحكمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادى فى هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم أجمع. رؤى نحو النمو المستدام لاشك أن الأحلام كبيرة ولكنها ليست بعيدة، فهذا المشروع العملاق، سعت به الدولة المصرية لبناء اقتصاد وطنى مستدام يتمتع بمقومات تنافسية مرنة رغم كل الظروف كان لدينا إرادة لبناء قاعدة خاصة لتشجيع مجتمع الأعمال بصفة عامة للتوسع في الاستثمارات المباشرة. فالعلاقة المتأصلة الجذور بين مصر وحكومة وشعب الإمارات وأبناء زايد الخير هم شركاؤنا في منصة الشراكة المصرية الإماراتية منذ عام 2019 مع صندوق أبوظبي التنموي، ومن هنا كانت البداية لفتح آفاق أكبر لهذه الشراكة طويلة الأجل والتي ستدار على مدار المشروع 150 مليار دولار. فهناك جوانب مالية للشق العاجل فى السداد المالي يقدر بسداد الجانب الإماراتي لـ 35 مليار دولار مقدما على أن يكون لمصر 35 في المائة من أرباح المشروع على مدار عمره الزمني وهذا المشروع يمثل شراكة بين هيئة المجتمعات العمرانية المصرية وشركة أبوظبي التنموية القابضة (ADQ) ، وهذا المبلغ العاجل سيتم سداده مقدما ويشمل 11 مليار دولار ودائع إماراتية في البنك المركزي، وسيتم التنازل عنها وتحويلها إلى الجنيه المصرى لاستثمارها وهو ما يعنى إسقاطها من بند الديون الخارجية على مصر. توصيف المشروع رأس الحكمة» هذه المنطقة الساحلية التي تمتد على 350 كيلو مترا تقريبا في شمال غرب القاهرة، هذا الاستثمار يعد خطوة محورية نحو ترسيخ مكانة رأس الحكمة كوجهة رائدة من نوعها كمركز مالي ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى لتعزيز إمكانات مصر لمشروع تنموى به مقاصد تعليمية كالجامعات، وأيضا مقاصد سياحية تضع مصر على الخريطة العالمية للسياحة باستهداف المنطقة لأكثر من 8 ملايين سائح.. وسيشغل المشروع التي تمتد مساحته على نحو 170.8 مليون متر مربع وهو بمثابة مدينة من مدن الجيل الأحدث التي تشمل بشكل رئيسي المرافق السياحية والمناطق الاستثمارية إلى جانب ذلك المساحات السكنية والتجارية والترفيهية بالإضافة إلى الجامعات التكنولوجية ووسائل الاتصال الدولى بالمنطقة. وتهدف منصة الشراكة المصرية الإماراتية من خلال محفظة شراكاتها المتنوعة وشركائها الدوليين إلى تعزيز المميزات الجاذبة لمدينة رأس الحكمة كمدينة ذكية تتمتع بأحدث التقنييات الرقمية و التكنولوجية. وانطلاقا من التوصيف الحالي للمشروع فهو نقلة نوعية متكاملة لتوافر الحلول الخاصة بالبنية التحتية والطاقة والمياه والعقارات التي من شأنها تحقيق امتيازات سريعة الوتيرة للاقتصاد المصري. فليس أدل على ذلك من تصريح (جولدن كان ساكس) أن هذه الصفقة كافية لسداد الفجوة التمويلية لمصر الأربع سنوات قادمة وانخفاض معدل المضاربات على الدولار كعملة. وأتى هذا التصريح عقب الإعلان مباشرة فقد تفاجاً العالم بهذا الرقم، وكيف استطاعت الدولة المصرية أن تجعل من مشروع رأس الحكمة مشروعا قوميا جاذبا للاستثمار، فهي من حيث الأيديولوجية يجب أن نكون نقطة لقياس مؤشر الأداء وضمانا أعلى معايير للجودة ووضع التوقيتات في إطار نوع من الحوكمة لهذا المشروعات طويلة الأجل. والسؤال الهام هو: ما الردود الإيجابية من تلك الشراكة الكبيرة غير المسبوقة؟ والإجابة ستأتى لتفنيد المكاسب التي سيحققها الاقتصاد المصرى في المرحلة القادمة. التوازن النقدي أن الصفقة الاستثمارية جاءت في الوقت المناسب كأحد المساعي الجادة لمجابهة العديد من الأزمات التي تؤرق الاقتصاد المصرى وضخ السيولة النقدية التي تحتاجها، حيث يعد المشروع وجهة متكاملة، من حيث توافر كل الأصعدة المردود الإيجابي على كل القطاعات والمجالات باقتصادنا المحلى ولاشك أن المشروع سيدعم الاقتصاد المصرى للعبور من أزمة التداعيات، سواء الداخلية أو الخارجية والتي تعرضت لها مصر لأحداث تراجعات متتالية للدولار أمام الجنيه المصري في السوق