رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الفلسطينيون: «الأرض لنا»


1-2-2025 | 00:41

الفلسطينيون: الأرض لنا

طباعة
تقرير: منار عصام

«صامدون، وباقون، فالأرض لنا»، رسالة فلسطينية بعلم الوصول إلى العالم كله، فلن يتخلوا عن حبّة رمل، ولن يغادروا وطنهم، فالحقوق المشروعة لا تضيع، ولن تُهدر، ولن يُفاوض عليها أحد.

 

قد تختلف الفصائل الفلسطينية على طريقة الإدارة والحكم، لكنها -كما العادة- تكون صوتًا واحدًا تجاه التهديدات الوجودية للقضية الفلسطينية برمتها، وعبّر عن ذلك بيان الرئاسة الفلسطينية التى أكدت رفضها الشديد وإدانتها لأى مشاريع تهدف لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددة على أن الشعب الفلسطينى لن يرحل عن أرضه ومقدساته، ولن يسمح بتكرار النكبات التى حلت به فى 1948 و1967.

هذا الموقف الفلسطينى القوى عبّرت عنه أيضا حركة حماس التى قالت إن الشعب الفلسطينى الذى وقف صامداً أمام ممارسات الجيش الإسرائيلى فى غزة، ورفض الاستسلام للتهجير القسرى خصوصاً فى شمال قطاع غزة؛ يرفض بشكل قطعى أى مخططات لترحيله أو تهجيره عن أرضه.

 

حماس دعت الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن هذه الأطروحات التى تتماشى مع المخططات الإسرائيلية، وتتصادم مع حقوق الشعب الفلسطينى وإرادته الحرة، وأن تعمل بدلا من ذلك على تمكين شعبنا الفلسطينى من نيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتوجيه الضغط على إسرائيل، لتسريع آليات إعمار ما دمّرته خلال الحرب على قطاع غزة، وإعادة الحياة فيه إلى طبيعتها.

 

وفى هذا الصدد، قال المحلل السياسى الفلسطينى، نزار نزال:إن الشعب الفلسطينى لن يقبل المقترح الذى طرحه ترامب بشأن القضية الفلسطينية، وحديثه عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، إذ لاقى شجب العديد من الأوساط الشعبية الفلسطينية، وكذا بعض القوى المستقلة الفلسطينية، ورفضوا رفضًا قاطعا لأى حل من شأنه إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.

 

«نزال»أشار إلى أن إسرائيل، شنت حروبا طويلة على مدى 76 عاما ضد الشعب الفلسطينى، وآخرها كانت الحرب الشرسة المدمرة على قطاع غزة فى أعقاب هجمات السابع من أكتوبر 2023 والتى استمرت 15 شهرًا راح ضحيتها أكثر من 170 ألفا من أبناء الشعب الفلسطينى بين شهداء وجرحى ومفقودين، بالإضافة إلى تدمير واسع، والذى يكاد يقترب من التدمير الكلى لقطاع غزة وبنيته التحتية، لافتًا إلى أنه رغم كل الظروف لم يستسلم الفلسطينيون منذ عقود طويلة وظلوا متمسكين بأرضهم ولم يتنازلوا عنها مهما بلغت درجة التصعيد التى مارسها ضدهم الاحتلال الإسرائيلى.

 

وأكد المحلل السياسى الفلسطينى، أن تصريح الرئيس الأمريكى فى ظاهره شفقة على الشعب الفلسطينى وفى باطنه «تهجير أهل غزة»، منوهًا بأن «ترامب يسعى لتمرير مخطط الصهيونية بإخلاء الأراضى الفلسطينية من شعبها وتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد»، وتابع أن «ترامب يبدو أنه يستخف بمشاعر وعقول الدول العربية والإسلامية».

 

وشدد على أن هذه التصريحات لم تصدر من الإدارة الأمريكية بشكل عفوى، ولكنها جاءت باتفاق إسرائيلى أمريكى من تحت الطاولة، مشددا على أن المقترح سيشكل خطرا على الأمن القومى للمنطقة برمتها وخاصة لمصر والأردن.

 

كما لفت إلى أن التوافق الأمريكى الإسرائيلى على هذه الرؤية حول تصفية القضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، وإنما هو جزء لا يتجزأ من صفقة القرن التى تحدث عنها ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى، وهى الصفقة التى لاقت ترحيبا شاسعا فى إسرائيل خاصة من القوى الدينية، وهو ما تسعى له الصهيونية الدينية وقادة إسرائيل، والتى تتضمن التهجير من الأراضى الفلسطينية، وخطوتها الأولى فى غزة، على أن يتبعها خطوات عديدة فى الضفة الغربية.

 

بدوره، أكد الدكتور عبدالمهدى مطاوع، المحلل السياسى الفلسطينى، أن المشروع الأساسى والهدف الاستراتيجى لهذه الحرب والذى لم تقم إسرائيل بإعلانه بشكل واضح، وأعلنت بدلا عنه أهدافا تضليلية، هو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وبالتالى تغيير الوضع الديموجرافى والسياسى فى الأراضى الفلسطينية،باعتبار أن الوجود الفلسطينى داخل قطاع غزة والضفة الغربية يشكل تهديدا لإسرائيل، لذلك فإن تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب تتسق وهذه الأهداف الخاصة بالمشروع الإسرائيلى الصهيونى، وهو أمر ليس بجديد على الإدارة الأمريكية التى دائما ما تقدم كل أشكال الدعم والمساندة سواء ماديا أو عسكريا أو استخباراتيا أو سياسيا لإسرائيل.

 

وأضاف«مطاوع»، أن تدمير قطاع غزة وتحويله إلى مكان غير صالح للحياة الآدمية خلق بيئة مناسبة لتمرير هذا المشروع، لذلك فإن هذه التصريحات الأخيرة لترامب، لا يجب أن نكتفى فقط بالرد عليها عبر التصريحات، ولكن يجب العمل على خلق بيئة فى قطاع غزة تسمح فى إعطاء الأمل للفلسطينيين بمنع حدوث التهجير.

 

كما أكد أن القضية الفلسطينية وصلت إلى مرحلة حرجة لم تصل لها من قبل من ناحية الضغط الأمريكى الإسرائيلى على الدول المجاورة لفلسطين، وعلى رأسها مصر والأردن من أجل تصفية القضية الفلسطينية على حساب أراضيهم، لذا فيجب أن ينتبه الفلسطينيون والعرب أجمع لما يحاك لهم من مخططات مدروسة ومحسوبة خطواتها داخل الغرف المغلقة،مشددًا على أن الشعارات لا تكفى بل يجب تحقيق خطوات فعلية على أرض الواقع لتحقيق الكثير من التغيرات فى الوضع الفلسطينى لتعزيز صمود الشعب الفلسطينى ضد ما يحاك لهم من مؤامرات.