استقبلت مؤسسة دار الهلال منتصف عام 1973 فنانة الشعب أم كلثوم فى زيارة انتظرها العاملون فى الدار من فنانة طالما سعت من أجل مصر فى مشرق الأرض ومغربها، واليوم تتوج مجدها بأضخم مشروع للخير من أجل كل إنسان على أرض الوطن الكبير
الفن، والخير، والجمال
قيم عشقها الإنسان منذ بدء الخليفة وبحث أبعادها الفلاسفة خلال العصور مؤكدين الصلة بينها وارتباط كل منها بالآخر.. ولهذا فالفن دائما قرين الخير... والفنانة التى منحت من نبض حياتها الكثير من أجل مصر، وأسعدت قلب كل عربى فى مشرق الأرض ومغربها استطاعت أيضا أن تكون سباقة لعمل الخير فى كل مناسبة، فأم كلثوم التى أطربتنا خلال سنوات طويلة بصوتها الشجى الرائع عندما تعرض وطنها لمحنة سهرت الليالى من أجله تشدو فى عواصم أوروبا والبلاد العربية وتجمع ملايين الجنيهات للمجهود الحربى، وكانت رئيسة للتجمع الوطنى للمرأة المصرية بعد عدوان 67.. وانهالت يومها التبرعات الذهبية من الجميع بعد أن شاهدوا فنانة مصر تقود حملة التبرعات وتقدم لوطنها جزءا من الحب الذى أظللها به خلال حياتها الفنية الحافلة.
وعندما أرادت مصر أن تتوج مجد ابنتها الغالية أم كلثوم كان مشروعها العظيم للخير الذى سيرى النور فى صورة مبنى رائع يحمل اسم دار أم كلثوم للخير، ويحتل موقعا جميلا على شاطئ النيل فى المنطقة بين فندق فونتانا والمسرح العائم بجوار كوبرى الجامعة، والمبنى الذى سيتحول إلى قلعة من قلاع الخير سيضم صالة للموسيقى تحمل اسم الفنانة الكبيرة وتسع من 1500 مقعد إلى 2000 مقعد ومكتبة للموسيقى الشرقية القديمة والمعاصرة وصالة لتسجيل الأفلام والإذاعة والاسطوانات، كما ستضم أيضا فندقا كبيرا تشرف عليه إحدى الشركات العالمية يضم 400 غرفة ويرتفع إلى 20 طابقا، كما ستضم الدار أيضا مقر الجمعية الخيرية التى ستشرف على المشروع وتديره.
لقاء فى دار الهلال
فى يونيه قامت سيدة الغناء العربى وفنانة الشعب أم كلثوم بزيارة خاصة لمؤسسة دار الهلال.. كان يسبق خطواتها إلى ردهات المبنى الكبير مشاعر الحب والتقدير الذى يكنه لها جميع العاملين فى دار الهلال.. وصحب الفنانة الكبيرة فى زيارتها السيد حمدى عاشور محافظ القاهرة، والمهندس عثمان أحمد عثمان رئيس مجلس إدارة المقاولين العرب، والدكتور حسن زكى أحمد رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة.. والمهندس محمد الدسوقى وكان فى استقبال الفنانة الكبيرة وبقية الضيوف عميد الصحفيين الأستاذ فكرى أباظة رئيس مجلس إدارة دار الهلال والشاعر صالح جودت نائب رئيس مجلس الإدارة وكلاهما صديق عمر لفنانة الشعب، فوميل لبيب مدير تحرير المصور.. وتم الاتفاق على تنظيم حملة دار الهلال الإعلامية الخاصة بالمشروع الخيرى الكبير الذى سيبدأ بطرح اليانصيب الخيرى للمشروع يوم 23 يوليو القادم ويستمر حتى السحب فى 22 أكتوبر 1973، وتقدر حصيلة المرحلة الأولى بمليون جنيه منها ألف جنيه تصرف للفائزين وتوزع على 3029 جائزة.. الجائزة الأولى قدرها 20 ألف جنيه والثانية عشرة آلاف جنيه والثالثة خمسة آلاف، وعشر جوائز قيمة كل منها 2000 جنيه و20 جائزة قيمة كل منها ألف جنيه، 100 جائزة قيمة كل منها 500 جنيه، 200 جائزة قيمة كل منهما 200 جنيه، و500 جائزة قيمة كل منها 100 جنيه، 1000 جائزة قيمة كل منها 50 جنيها، 1200 جائزة قيمة كل منها 25 جنيها، وفى حالة فوز إحدى التذاكر غير المباعة يعاد السحب مرة أخرى فكل الجوائز من حق الجمهور.. وقد حدد ثمن تذكرة اليانصيب بجنيه واحد وستعد تذاكر مقسمة إلى أربعة أقسام قيمة كل منها 25 قرشا حتى تتاح الفرصة لأكبر عدد من المواطنين أن يساهموا فى تكريم فنانة الشعب التى طالما اسعدت قلوبهم، كما قررت جمعية التجمع الوطنى لأعمال الخير التى تتولى تنفيذ المشروع أن تفتح الباب أمام الإخوة من الوطن العربى الكبير للمشاركة بالطريقة التى يرونها مناسبة، على أن تقوم أم كلثوم بإهدائهم صورا لها موقعة منها أو أشرطة غنائية أو شهادات تقدير موقعة منها.. وقد صرح السيد حمدى عاشور محافظ القاهرة بأن الكثير من الجمعيات الخيرية التى ساهمت أم كلثوم فى أنشطتها ودعمتها دائما، وكذلك الأسرة الفنية بمطربيها وموسيقييها وملحنيها أبدت كلها الإصرار على المساهمة فى هذا المشروع الكبير، وتأكيد نجاحه تقديرا للدور الإنسانى والفنى الذى تقوم به أم كلثوم، وكان من نتيجته هذه القلعة الشامخة لأعمال الخير، كما سيشارك جميع المحافظين وأجهزة الإدارة المحلية فى نجاح المشروع، وستقوم أم كلثوم بتوجيه خطابات خاصة للمحافظين وأمناء الاتحاد الاشتراكى تدعوهم للمساهمة فيه تحقيقا للهدف الإنسانى الذى سيتحقق بإنجازه..
وغادرت فنانة الشعب دار الهلال تودعها نبضات القلوب وتحيط بها مشاعر الحب والتقدير لفنانة أعطت الكثير للشعب.