رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«الصينى» يجنى مكاسب «جنون الذهب»


5-4-2025 | 01:25

.

طباعة
تقرير: رحاب فوزى

«مصائب الذهب فوائد للصينى»، حقيقة ترسخت خلال الفترة الماضية، فى ظل زيادة معدلات الإقبال على شراء الذهب الصينى وتراجع معدلات اقتناء الذهب التقليدي؛ نظرًا لارتفاع أسعاره، وأصبح «الصينى» الخيار المفضل لدى كثير من النساء اللاتى يبحثن عن خيارات أكثر اقتصادية تلبى احتياجاتهن فى المناسبات المختلفة مثل الأفراح والمناسبات الاجتماعية. كما زادت معدلات الشراء خلال الأيام القليلة الماضية استعدادًا لاستقبال عيد الفطر.

سمير وليم تاجر ومستورد للذهب، أكد أن «الذهب الصينى» يعد الآن أحد البدائل الرئيسية التى يسعى إليها المصريون للحصول على مجوهرات لامعة وبأسعار معقولة، ولأن أسعار الذهب شهدت فى مصر خلال السنوات الأخيرة ارتفاعات مستمرة، حيث تأثرت بزيادة الأسعار العالمية للمعدن الأصفر، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار والتضخم المحلى، وأدى هذا الارتفاع الكبير إلى جعل الذهب التقليدى يبتعد عن متناول الكثير من الفئات الاجتماعية، سواء لشراء خواتم الخطوبة أو القلادات أو الأساور».

وأضاف: «مع هذه الارتفاعات، أصبح من الصعب على المواطن العادى شراء الذهب، الأمر الذى فتح المجال أمام الذهب الصينى ليكون الخيار الأكثر توفراً، كما يتميز الذهب الصينى بأنه لا يصنع من الذهب الحقيقى، بل من سبائك معدنية أخرى مثل النحاس والفضة، ويتم طلاؤه بطبقة من الذهب أو الفضة لمنحه المظهر اللامع والجذاب».

«وليم» أوضح أن «أسباب انتشار الذهب الصينى تتمثل فى عدة عوامل رئيسية جعلت منه خيارًا شائعًا فى مصر، منها السعر المناسب، فبالمقارنة مع الذهب التقليدى، يعتبر الذهب الصينى أقل تكلفة بكثير. يمكن للعديد من المواطنين شراء مجوهرات صينية بأقل من نصف سعر المجوهرات الذهبية، ما يجعله خيارًا مغريًا للعديد من الفئات. والمنظر الجذاب، فرغم أنه ليس ذهبًا حقيقيًا، إلا أنه يتمتع بلمعة جذابة ومظهر يشبه الذهب الأصلى، ما يجعله مناسبًا للمناسبات الرسمية وغير الرسمية. هذا إلى جانب سهولة الحصول عليه، حيث انتشرت محلات بيع الذهب الصينى فى الأسواق المصرية بشكل كبير، ما جعل من السهل الحصول عليه فى أى وقت وأى مكان، حيث يباع الذهب الصينى فى محلات الإكسسوارات والمراكز التجارية الكبرى. كما أنه مناسب لجميع الأعمار، فالشباب يفضلونه بسبب أسعاره المعقولة، بينما تحب النساء فى جميع الفئات العمرية ارتداءه لأنه يوفر مظهرًا عصريًا وأنيقًا بأسعار اقتصادية».

بدوره، قال إسكندر موريس، مستورد، إن «الطلب المتزايد على الذهب الصينى أدى بلا شك إلى انتعاش تجارة المجوهرات الصينية فى مصر. وقد لوحظ فى السنوات الأخيرة أن العديد من التجار قد بدأوا فى استيراد ما يعرف بالذهب الصينى بكميات كبيرة، بل وإن بعض المصانع المحلية بدأت فى تصنيعه داخل مصر، كما أن بعض محلات بيع المجوهرات خصصت أقسامًا كاملة لبيع الذهب الصينى لتلبية الطلب الكبير عليه».

وتابع: «كذلك انتشرت الإعلانات فى وسائل التواصل الاجتماعى والتسويق الرقمى، ما سهل الوصول إلى الذهب الصينى فى المنازل دون الحاجة للذهاب إلى الأسواق التقليدية، وهذا الانتشار الواسع ساعد فى زيادة الوعى بأهمية الذهب الصينى كبديل اقتصادى، والنساء الفئة الأكثر شراءً للمجوهرات الصينية والمقلدة ثم الفتيات فى العشرينيات، وأخيرًا فئة الشباب الذين يبتاعون الحلى بغرض الاستعمال الشخصى أو الهدايا».

وعن التحديات والسلبيات التى تواجه الذهب الصينى، قال مايكل صامويل، صاحب مصنع وورشة تصنيع: «من أهم هذه التحديات التركيبة المعدنية غير الثابتة، فقد يتعرض الذهب الصينى للبهتان والتآكل مع مرور الوقت، ورغم أنه يبدو مشابها للذهب الأصلى، إلا أن جودته قد تتراجع سريعًا مقارنة بالذهب الحقيقي. هذا إلى جانب أنه لا يمكن الاعتماد على الذهب الصينى كاستثمار طويل الأمد، وطبعًا هناك إمكانية الغش، حيث هناك بعض المنتجات الصينية التى قد تكون مغشوشة أو غير مطابقة للمواصفات، مما يجعل بعض المستهلكين يترددون فى شراء الذهب الصينى خوفًا من الحصول على منتج غير موثوق».

وأضاف «صامويل» «يعتبر الذهب الصينى بديلاً مناسبًا، حيث يمكن للمرأة الحصول على مجوهرات لامعة وأنيقة بسعر أقل بكثير من الذهب العادى، خاصة مع الطلاء الذهبى الذى يمنحه لمعانًا يجذب الأنظار، النساء يحببن اللمعة والتأثير البصرى للمجوهرات، ويشعرن بالرضا عند ارتداء قطع ذهبية الشكل ولكن بتكلفة أقل، هذا المظهر الجذاب يجعل النساء يقبلن عليه كبديل لمجوهرات الذهب الأصلية، وبالطبع تلبية الاحتياجات الاجتماعية والمناسبات الخاصة فى المجتمع المصرى والعربى بصفة عامة».

وأوضح أنه «يعتبر ارتداء المجوهرات جزءًا من الاحتفالات والمناسبات مثل الأعياد، والأفراح العائلية، وقد يكون من الصعب على العديد من النساء شراء ذهب أصلى لمثل هذه المناسبات بسبب الأسعار المرتفعة. ولا ننسى سهولة الحصول عليه، فإن إحدى ميزات الذهب الصينى أنه متوفر بكثرة فى أسواق مصر والمحلات التجارية الكبيرة، بل وأصبح من السهل شراؤه من خلال الإنترنت أيضًا.

وعن حجم تجارة الذهب الصينى فى مصر بين المستورد والمصنوع محليًا، قال محمد سالم أبو الخير، مستورد وموزع: «تعد تجارة الذهب الصينى فى مصر واحدة من القطاعات التى شهدت نموًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة، وذلك بسبب الارتفاع المستمر فى أسعار الذهب التقليدى وارتفاع تكاليف المعيشة. أصبح الذهب الصينى بديلاً مقبولًا للمواطنين، إذ يصنع من سبائك معدنية أخرى ويتم طلاؤه بمعدن مشابه للذهب، ليمنح المجوهرات مظهرًا جذابًا وسعرًا معقولًا، فلا توجد إحصاءات دقيقة توضح حجم تجارة الذهب الصينى فى مصر بدقة، لكن من الملاحظ أن هذه التجارة قد شهدت زيادة كبيرة فى السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك بشكل رئيسى إلى الأسعار المرتفعة للذهب التقليدي. فالذهب الصينى يلقى قبولًا كبيرًا من قبل المستهلكين سواء مصريين أو جنسيات أخرى تقيم أو تزور مصر، وتعتبر الأسواق الصينية المصدر الرئيسى لتلك الإكسسوارات الصينية فى مصر، حيث يتم استيراد أعداد ضخمة من القطع الذهبية الصينية التى تباع بأسعار منافسة. 

«أبو الخير» كشف عن أنه بدأ العديد من المصانع المحلية فى مصر بتصنيع مشغولات صينية باستخدام تقنيات حديثة، والمشغولات محلية الصنع تحاكى المستوردة، ما أدى إلى انتعاش الصناعة المحلية وزيادة الإنتاج المحلى لتلبية الطلب المتزايد. والمصانع المحلية تحاول التكيف مع الاتجاهات العالمية فى صناعة المجوهرات، حيث يتم استخدام تقنيات الطلاء لتقليد الذهب الأصلي. ولدى بعض المصانع المحلية قدرة على تصدير المنتجات إلى دول عربية وأفريقية أخرى، مما يعزز من الاقتصاد المحلى ويزيد من مساهمته فى سوق الذهب الصينى.

.

أخبار الساعة