رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

غزة تموت جوعًا


11-5-2025 | 10:00

.

طباعة
بقلـم: نجوان عبداللطيف

«جوعكم عار علينا» جملة موجعة بعثت بها إلى أهل غزة «فرانسيسكا ألبانيز» المقررة الخاصة بالأمم المتحدة بالأراضى الفلسطينية فى بيان لها عبر منصة «إكس» عن الأوضاع فى غزة، بعد مرور 60 يومًا على قيام إسرائيل بغلق جميع المعابر المؤدية للقطاع، ومنع دخول أى معونات غذائية أو مساعدات إنسانية.

المجاعة تتزايد ومنظمات دولية تؤكد أن آلاف الفلسطينيين معرضون بالفعل الآن للموت جوعًا، وعلى شاشات المحطات التلفزيونية العالمية تقارير مصورة عن مظاهر المجاعة فى غزة.. مجاعة بفعل فاعل هو إسرائيل، مع ذلك يقف العالم صامتا لا يملك أن يردها وأن يوقف حدبها لإبادة الشعب الفلسطينى قتلا وتجويعا.

 

وكانت المقررة الأممية قدمت تقريرًا لمجلس حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة عن الأوضاع فى غزة التى وصفتها بالكارثة الإنسانية، والذى صدر بالتزامن مع صدور العديد من التقارير والتصريحات من المؤسسات الدولية، تحاول تنبيه العالم لحرب التجويع والحصار الذى فرضته إسرائيل على غزة وأهلها منذ 2 مارس الماضى والذى يكاد يفتك بهم، تحاول أن توقظ ضمير العالم ليوقف إسرائيل عن الاستمرار فى ارتكابها جرائم الحرب.

ربما بنشرنا لتلك التقارير والتصريحات الصادرة عن جهات لها مصداقيتها نساهم بعض الشىء فى تحريك القلوب الجامدة، لتحاول وقف حرب الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة بالسلاح والحصار والتجويع.

كلمات المقررة الأممية فرانسيسكا «جوعكم عار علينا» توجع القلب، ولكن يبدو أن العالم لم يعد لديه قلب، أو أنه فى الإنسانية يكيل بمكيالين، تحركت مشاعره و«هاج وماج» عندما قُتل 1200 إسرائيلى فى أحداث السابع من أكتوبر 2023، العديد من الدول الغربية أرسلت الأسلحة من كل حدب وصوب إلى إسرائيل، ودعمتها بخبرات جيوشها وأجهزة مخابراتها، وأعطوها الضوء الأخضر لتقيم حربها ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى غزة، تحت مسوغ «حقها فى الدفاع عن النفس»، ولم يرف لهم جفن طوال 19 شهرًا من العدوان على غزة برًا وبحرًا وجوًا بأحدث الأسلحة وقتل حوالى 53 ألف فلسطينى، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، حرب غزة هى حرب الإبادة للشعب الفلسطينى بالهدم والقتل والتجويع.

موقف العالم الصامت إزاء الكارثة الإنسانية التى تحدث فى غزة استفز المقررة الأممية فرانسيسكا فهاجمته بشدة، ووصفته بالأنانية والكسل والفساد.. قالت فى رسالتها للشعب الفلسطينى «إذا كنا غير مبالين، أوكسالى، أو أنانيين، أو فاسدين إلى هذا الحد بحيث لا نملك الإرادة لإيقاف معاناتكم فورًا، فلا ينبغى أن نسمح لها بأن تستمر».

وتساءلت بمرارة» لماذا بعد تسعة عشر شهرا من عنف الإبادة وستين يومًا دون أن تدخل غزة حبة أرز واحدة، يعرض الفلسطينيون على شاشات العالم وهم يتدافعون للحصول على لقمة، وكأنهم يلهثون من أجل البقاء؟».

وأضافت «ألبانيز» :«ينتزعون لقيماتهم من أرض تغمرها الأوساخ، ويتعرضون للأذى الجسدى فى محاولاتهم المضنية لإيجاد فجوة فى أجسادهم المرهقة تلتقط حفنة من الفراغ – فى إشارة إلى صعوبة وقسوة البحث عن الطعام».

وكانت رسالتها لأهل غزة المفعمة بالألم «يا أهل غزة، يا فلسطينيين ..جوعكم اليوم عار علينا»

وعلى جانب آخر حذر جوناثان فاولر مدير الاتصالات فى منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من خطورة الوضع الإنسانى فى غزة، ووصفه بأنه أشبه بأهوال يوم القيامة وأشارإلى انعدام الحد الأدنى من مقومات الحياة الإنسانية وأن القطاع يمر بأسوأ مرحلة منذ بدء التصعيد.

مدير مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان بالأراضى الفلسطينية أجيت سونجاى قال :«إن وضع غزة هو الأسوأ منذ 18 شهرًا بدون مياه للشرب وبدون أغذية، وقال: «منذ 60 يومًا لم تدخل غزة حبة قمح واحدة أو أى من المساعدات الطبية أو الإنسانية أو لوازم السكن».

وعلى الصعيد الفلسطينى ناشد التجمع الوطنى للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية الغزاوية فى بيان لهم أحرار العالم بالحشد من أجل فتح المعابر لإنقاذ أهل غزة قالوا «نحن نموت جوعًا بسبب استمرار الحصار وغلق المعابر» وبلهجة غاضبة قالوا «كفى صمتًا وتحركوا عاجلا لنجدةغزة.. أطفال غزة ونساؤها ورجالها وشيوخها يموتون جوعًا».

وكانت محكمة العدل الدولية قد عقدت جلسات فى نهاية شهر أبريل الفائت بشأن الالتزامات الإنسانية من إسرائيل تجاه أهل غزة، وقدمت 38 من الدول والمنظمات مرافعاتها فى هذا الشأن، منها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والاتحاد الإفريقى، والولايات المتحدة الأمريكية والصين وفرنسا وغيرها، وقاطعت إسرائيل الجلسات متهمة محكمة العدل الدولية بالاضطهاد الممنهج ضدها.

محكمة العدل الدولية تنفذ بذلك قرارالجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر فى ديسمبر الماضى،

يطلب منها توضيح ما يجب على إسرائيل أن تفعله تجاه وجود الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ووكالاتها والمنظمات الدولية الأخرى والدول فى غزة، لضمان تسليم الإمدادات العاجلة الضرورية وتسهيلها لبقاء السكان الفلسطينيين المدنيين بلا عوائق.

ووصف مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك الحصار المفروض على غزة، ومنع المساعدات والإمدادات الحيوية، بما فى ذلك الغذاء والماء والكهرباء والوقود والأدوية، بأنه يرقى إلى مستوى العقاب الجماعى، وقد يصل إلى حد استخدام التجويع كأسلوب حرب.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» من أن أطفال قطاع غزة يواجهون خطرًا متزايدًا من الجوع والموت، بعد شهرين من فرض إسرائيل الحصار الكامل على القطاع، وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف كاترين راسيل: «إن أطفال غزة على مدى الشهرين تعرضوا لقصف متواصل من القوات الإسرائيلية، كما أنهم محرمون من السلع والخدمات الأساسية والرعاية الصحية المنقذة للحياة، داعية لرفع الحصار وحماية الأطفال».

وتشيراليونيسيف إلى أن أكثر من 96 فى المائة يعانون انعدام الأمن الغذائى وأكثر من 3 آلاف طفل معرضون للموت جوعًا.

نشرات الأخبار على شاشات الفضائيات تنقل مشاهد جوع الفلسطينيين، وبكاء الأطفال من شدة الجوع، وموت العشرات منهم خاصة الرضع، فلا صدور أمهاتهم العطشى الجائعات تستطيع منحهم الغذاء، ولا إسرائيل المتوحشة تسمح بوصول الألبان الصناعية لهم، العالم يرى تلك المشاهد الموجعة التى تزداد يومًا بعد يوم ولكنه صامت.. عالم كما وصفته «ألبانيز» غير مبالٍ..أنانى.. كسول.. فاسد.. متى يفيق؟.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة