الخميس 9 مايو 2024

هل شاهدت «الريش»!!

مقالات27-10-2021 | 15:05

منذ انتشار وسائل الاتصال الاجتماعي وتصاحبها حالة  تتكرر كل عدة أيام بحسب القدرة على التحمل، وهي "المباراة" الوهمية التي تلتصق بكل جملة أو خبر أو صورة أو أي شيء؛ صغيرًا أو كبيرًا، قديمًا أو حديثًا لتحوله إلى "جدال"، وتصنع حالة من الجري وراء شيء ما لا يدركه الجميع بل يحاولون اللحاق به فحسب، ليسعوا نحو إحراز الأهداف متجاهلين عدم وجود شبكة؛ متناسين عدم وجود مباراة!!. 

تلك الحالة الوهمية  تفوقت على نفسها مؤخرًا في الفن في فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري، والتي تجاوزت "خنقة" أحمد السقا و"إطلالات" الجونة.

مباراة فيلم "ريش" والذي فاز بجوائز عالمية منها لأول مرة جائزة النقاد لفيلم مصري بمهرجان "كان" جعلت الجميع يتحد صانعًا مباراة من النوع المعتاد، فمساحات الدفاع والهجوم متعددة ويمكنها أن تمتد وتنتشر ليستمر الجدال أيامًا وأيام فقد حملت في جانب منها جملة "الإساءة لمصر"؛ لذلك شملت جوانب غير فنية وشعارات بها وقود ذاتي الاشتعال على كافة المستويات استطاعت إضافة وقت إضافي للمباراة وركلات ترجيح نحو "شباك" وهمية يتصور  الجميع مع كل هجمة أنها القاضية.

لقد ظهرت المباراة منذ خروج بعض الفنانين من عرض الفيلم في مهرجان الجونة، وظهور مصطلح "انسحابهم" واعتراضهم على الصورة التي ظهرت والتى قيل لحظتها إنها تسيء لمصر، لتظهر الجوانب المؤيدة والمعارضة رغم عدم مشاهدة الأغلبية للفيلم!!.

فمع "الإساءة" ظهرت "الوطنية" والانتماء للوطن بديلًا لكافة النقاط التي من المفترض التوقف عندها وأولها مشاهدة "الفيلم"، ويلي ذلك المناقشة لكافة الجوانب؛ حتى الإساءة لمصر التي سيطرت على الحديث؛ لتجعلنا لا نرى ما نتحدث عنه ولكن مفاجأة تسريب الفيلم جعل قلة قليلة مندسة تضطر إلى المشاهدة.

ليصبح السؤال: أين الفيلم؟؟

فيلم "ريش" قصة من المفترض أنها فانتازيا عن تحول زوج إلى "دجاجة" فتعاني الزوجة مع كافة مفردات الحياة؛ السكن المطلوب سداد قيمته و"لقمة" العيش لثلاثة أطفال وتحرشات الصديق وابتزازه نظير الأموال لتستجيب له بعض الوقت وعندما تعثر على الزوج تجده عاجزًا ومريضًا ولاحول له وعبئًا، وينتهي الحال -أي الفيلم - بخنق الزوج وذبح "الفرخة".

على الرغم من بساطة الفكرة وخلوها من الأحداث، إلا أن المشاهد وجد نفسه مع فيلم ساعتين، ورغم تيمة التحول المفترض أنها فانتازيا؛ إلا أننا واجهنا الواقع المعتاد طوال الأحداث لنرى تيمة "المعاناة"، وحالة رمادية مقصودة وإيقاع بطيء إلى حد الملل المقصود كذلك، وكأن المشاهد لا بد وأن يعاني في المشاهدة كما عانت البطلة في حياتها!!

لقد أراد الفيلم حالة من الفانتازيا لكل زمان ومكان وخطوطًا من المعاناة الإنسانية العالمية، والتي كانت خط الدفاع أمام ارتباط الفيلم بمصر وبالتالي سقوط تهمة الإساءة لمصر، إلا أن اللهجة والأغاني نقلتنا لمصر وكذلك الجنيهات، ثم اختلفت الحالة بعد المشاهدة تسعين درجة، لتظهر القلة المندسة طارحة أسئلة بديهية عن الفيلم!!
لقد ظهر الفيلم بإيقاع بطيء جدًا يتجاوز مفهوم الملل، حيث اللا أحداث المقصودة والأداء الباهت للممثلين الذين ليسوا ممثلين ولم يتم توجيههم وكادرات بعيدة ليس بها جماليات، وكأن الفن أن ترى "القبح" فحسب!!
لقد جاء الفيلم بجدال كاريكاتوري وخناقة هل الرقم تسعة أم ستة باللغة الإنجليزية بحسب اتجاه الرؤية؛ رغم أن البعض اكتشف فيما بعد أنه مجرد علامة وهمية لا علاقة لها بالأرقام.

Egypt Air