نشرت مجلة "المصور" في العدد 1567 الصادر في 22 أكتوبر 1954، حوارًا مع الفنان الشاب- وقتها- جميل راتب، نجم فريق الكوميدي فرانسيز، بمناسبة تواجده في مصر، لتقديم أحد عروض الفرقة على مسرح الأوبرا، بعنوان: "مصري من الكوميدي فرانسيز: لن تستطيع السينما أن تهز المسرح".

قال "راتب" في الحوار، إن المسرح المصري يحتاج إلى خلق جديد، وإن يكون مسرحًا مصريًا أصيلًا 100%، يستمد أدواته من حياة المصريين، وتعكس خشبته تراثهم وحضارتهم وهمومهم، وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وإن المؤلف هو صاحب الدور الأول لنجاح المسرحية، عكس السينما، حيث يكون المخرج فيها هو البطل.

وأضاف أن الممثل المسرحي هو الصادق مع نفسه، الذي لا يخدعها أبدا، ولا يؤدي دورًا غير مقتنع به، ومصر مليئة بالمواهب والطاقات الإبداعية الكبيرة في كل مجالات الفنون.

وتابع: السينما لن تستطيع أن تغزو أو تهز المسرح، وأن المسرح باق رغم تطور السينما بشكل كبير، لأنهما مختلفان، ومستقلان.

يذكر أن الفنان جميل راتب، من مواليد 28 نوفمبر 1926، وتوفي في 19 سبتمبر 2018، تخرج من مدرسة الحقوق الفرنسية، واستكمل دراساته الجامعية في فرنسا.

شارك راتب في فيلم "أنا الشرق" عام 1946 مع الممثله الفرنسية كلود جودار، بعدها كون فرقة مسرحية واشترك عام 1951 مع فرقة "الكوميدي فرانسيز" وظهر في بعض الأفلام الأمريكية، مثل لورانس العرب، وهو أحد الفنانين الذين وصلوا إلى العالمية بأكثر من فيلم، مثل الفيلم الأمريكي "Trapeze" والفيلم الفرنسي - التونسي - البلجيكي "A Summer in La Goulette" والفيلم الفرنسي "To Commit a Murder".

تألق جميل راتب في العديد من المسلسلات التي رسخت في ذاكرة الجهور، أبرزها الكيف، الراية البيضا، زيزينيا، وجه القمر، أحلام الفتي الطائر، رحلة المليون، يوميات ونيس، كذلك العديد من الأفلام، أبرزها طيور الظلام مع النجم عادل إمام.