لا يوجد أجمل من أن يبدأ الإنسان يومه بذكر الله -سبحانه وتعالى-، وينهي يومه أيضًا بذكر الله وقراءة القرآن، فلا يوجد أي دليل على أنه يجب قراءة سورة معينة في وقت معين، ولكن من المستحب أن يقرأ المؤمن القرآن قبل نومه؛ لذلك ستعرض بوابة «دار الهلال» فضل قراءة القرآن في الليل وفضل قراءته بشكل عام، وهو كالآتي:
فضل قراءة القرآن بالليل
ينبغي لقارئ القُرآن الاعتناء بقراءة القرآن الكريم؛ سواء في الليل أو النهار، ويفضل قراءته في الليل؛ لما في ذلك مِن البعد عن الشواغل، وثبات الحفظ، وتجمع القلب مع الِلسان، مما يؤدي إلى التدبر والتأمل، لقوله -تعالى-: (إِنّ نَاشِئَةَ اللّيْلِ هِيَ أَشَدّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً)، وفيما يأتي المزيد من الفضائل: إن في الليل ساعةً يستجاب فيها الدعاء، وذلك في كلِ ليلة، وجاء عن الإمام النووي أن هناك الكثير من نصوص الكِتاب والسنة التي تحث على قِراءة القُرآن ليلاً، والقيام به، لما في ذلك من النجاةِ من الغفلة، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام:
(من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمئةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ)؛ والمُقنطر هو الذي يأخُذُ أجره بِالقنطار.
إن قراءة القرآن ليلاً مِن صِفات المُتقين، لقوله -تعالى-: (كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، وهي سبب لشفاعة يوم القيامة، لِقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ و الشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعْنِي فيهِ، فيُشَفَّعَانِ).
جاء عن الحسن البصري، أن قائِمَ الليل مِن أحسن الناس وُجوهاً ونوراً.
إن قراءة القُرآن ليلاً مِن أعظ النِعم التي ينعم الله -تعالى- بها على عبده المؤمن، لِقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ).