السبت 18 مايو 2024

قمة العشرين فى روما.. والملفات الساخنة

مقالات29-10-2021 | 20:00

تنعقد قمة العشرين هذه المرة بالعاصمة الايطالية روما لمدة يومين، تبدأ غدا السبت، وسط عدد من التساؤلات والملفات الساخنة. وتأتي أهمية هذه القمة فىى أنها تمثل عودة التعددية بعد سنوات مظلمة من الانعزالية والعزلة المرتبطة بالأزمة الصحية.

وتركز القمة الحالية على 4 ملفات هي  "تغير المناخ" و"التعافي الاقتصادي العالمي" و"مكافحة سوء التغذية في العالم" و"جائحة كوفيد-19". فيما قد تتطرق إلى بعض الملفات السياسية خاصة في اللقاءات الثنائية لقادة الدول.

وتعقد القمة (16) لمجموعة العشرين في ظل آمال عالمية بنهاية جائحة كورونا وسط مجموعة مؤشرات أبرزها نجاح دول كثيرة في تجاوز نسبة 70% من تلقيح السكان وعودة النشاط الاقتصادي والرغبة في عدم الإغلاق. وبالتالي سيكون هناك تركيز على استراتيجية التحول من الإغلاق إلى الانفتاح وتأكيد على عالم ما بعد كورونا والتحديات والمخاطر التي يواجهها.

وستناقش الاجندة الثابتة فى هذه القمة الاستراتيجيات الخاصة لاقتصادياتها، والتركيز على تحقيق نمو دائم ومستمر ومتوازن للاقتصاد العالمي, وتعزيز فرص التشغيل، والتوظيف والتعاون الدولي الخاص بمكافحة كورونا، وكذلك سبل التعافي، والاستثمارات الجديدة، وقضايا الصحة والتعليم، وتغيرات ظروف المناخ، فيما تشمل الأجندة المتغيرة المستجدات الطارئة من أزمات وسبل حلها.

وستكون مشاركة عدد من قادة الدول الأعضاء في المجموعة افتراضياً بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي سيرأس وفد بلاده لحضور قمة قادة مجموعة العشرين. وأيضا  قادة دول روسيا والصين واليابان والمكسيك افتراضيا نظراً لظروف الجائحة.

بينما سيشارك عدد آخر من الزعماء بالحضور أهمهم الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وأيضا الرئيس الفرنسي، والرئيس الأميركي جو بايدن، والذي سيعمل جاهدا في روما على طي صفحة حقبة ترامب والانطواء الأميركي، إذ إنه سيلتقي البابا فرنسيس ثم رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي وأخيرا نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول لقاء ثنائي بين الرئيسين بعد أزمة خطيرة في منتصف سبتمبر مع فرنسا على خلفية صفقة الغواصات، والذي من المقرر عقد لقاءات ثنائية بينهما فى ظل الحرص على القفز على المشكلات الاخيرة  بين فرنسا وأمريكا حيث سيكون هناك محاولة لتقريب وجهات النظر لكن ستبقى المشكلة في إطارها الاقتصادي والاستراتيجي. اللقاءات ستشمل مباحثات حول تعزيز العلاقة عبر المحيط الأطلسي وسبل تطويرها خاصة ما بعد "أوكوس"، وكذلك مواجهة النفوذ الروسي الصيني المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

كما سيتم أيضا مناقشة عدة نقاط بينها الأوضاع في أفغانستان حيث استضافت إيطاليا قبل أسبوعين قمة خاصة للمجموعة لمناقشة الأوضاع بأفغانستان مع زيادة المخاوف بشأن كارثة إنسانية بعد عودة طالبان إلى سدة الحكم. وستناقش القمة أيضا مستجدات إفريقيا وخاصة الساحل والصحراء، حيث ترغب فرنسا في تعزيز الدعم الأميركي لعمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها الدول الأوروبية هناك.

وستكون هذه قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي تحضرها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل برفقة خليفها المحتمل الاشتراكي-الديمقراطي، أولاف شولتس، وزير المالية في الحكومة المنتهية ولايتها.

وكانت قمة العشرين 2020 التي استضافتها الرياض في نوفمبر الماضي انتهت بالتشديد على ضرورة التعاون المشترك لمواجهة فيروس "كورونا" والتطلع لعالم ما بعد الجائحة، مع أهمية بذل الجهود الدولية لتجاوز الأزمة، خصوصاً تهيئة الظروف لإتاحة اللقاحات بشكل عادل وتكلفة ميسورة، بجانب الدعوة إلى الاستمرار في دعم الاقتصاد العالمي، وإعادة فتح الاقتصاد وحدود الدول وتسهيل حركة التجارة والتوريد العالمية.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد شارك فى أغسطس الماضي عبر الفيديو كونفرانس، في القمة الرابعة لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، والتي تنظمها ألمانيا سنوياً، برئاسة المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، حيث اًكد الرئيس علي أهمية المبادرة كآلية فعالة لدفع جهود التنمية الاقتصادية في دول القارة الأفريقية بالشراكة مع مجموعة العشرين، لاسيما وأنها تعتمد على صياغة خطط عمل تناسب أولويات كل دولة وتتسق مع أهدافها وتطلعاتها الوطنية، ومشيراً في هذا الإطار إلى التداعيات السلبية التي خلفتها جائحة كورونا على جهود الدول الأفريقية الساعية لتحقيق التنمية الشاملة، حيث لم تكن مصر بمعزل عن تلك المؤثرات، إلا أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة منذ 2016، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، ساهم بشكل كبير في تجنيب مصر الكثير من التبعات السلبية للجائحة، ومكن الدولة من تنفيذ إجراءات اقتصادية واجتماعية أثبتت فاعليتها على كافة المستويات، وذلك دون إخلال بمسيرة الإصلاح والتنمية الاقتصادية.

الاكثر قراءة