الإثنين 25 نوفمبر 2024

عرب وعالم

«بركان لا بالما».. اهتز الناجون من البركان لكنهم مصرون على البقاء

  • 30-10-2021 | 22:21

بركان لا بالما

طباعة
  • إسراء عاصم

تخيل أنك تحاول النوم في وهج ثوران بركان، ثم تخيل أنك تحاول القيام بذلك في كرفان ضيق، بعد أن كان منزلك محاطًا بالحمم البركانية أو مدفونًا تحته.

هذا هو الواقع المقلوب لحوالي 20 عائلة تنام لليلة أخرى في شارع خلفي في لوس يانوس، إنهم خارج منطقة الاستبعاد في لا بالما، في جزر الكناري الإسبانية.

كما أنهم المشردون من جراء الانفجار البركاني الذي دام ستة أسابيع، ولا يمكنهم حتى أن يحلموا بالعودة إلى ديارهم دون أن يستيقظوا من رعشة وهزات البركان.

وتشارك داسيل باتيستا قافلتها الصغيرة مع شريكها وطفليهما، إلى جانب حماتها وزوجة أخت زوجها، حيث قالت لشبكة بي بي سي البريطانية: "أنا في حالة يأس، لأنني لا أعرف ما يحدث لمنزلي، لقد أمضينا الليالي القليلة الأولى نحدق في البركان، نحاول أن نرى ما كان يفعله، ولكن الآن أصبح من الطبيعي أن نراه هناك."

وبعد كل هذه الأسابيع كنت تتوقع المزيد من الفزع، وحتى الغضب، لكن داسيل ممتنة للطعام والملابس والألعاب من دار البلدية المحلية وتأمل أن تأخذ أطفالها إلى المنزل يومًا ما.


ويتم الآن تعليم الأطفال ، الذين تم قطعهم عن دروسهم العادية ، في أماكن مستعارة باستخدام الكتب المتبرع بها، وتمكنت معلمتهم كريستينا ميديروس، من الاستيلاء على أجهزة الكمبيوتر، ولكن ليس كثيرًا قبل أن يتم التخلي عن مدرسة لاس مانشاس في الحمم البركانية.

تحتوي جدران هذا الفصل المؤقت على صور للبركان المنفجر رسمها الأطفال عبر جزر الكناري وإرسالها هنا لدعمًا.

ويوضح رودريغو البالغ من العمر عشر سنوات أنه يعيش الآن مع جدته: "اعتقدت أن الأمر سينتهي بسرعة لكن البركان دمر المنازل."

وتشير قواعد فيروس كورونا إلى أن النوافذ يجب أن تكون مفتوحة للتهوية، لكن الرماد البركاني وخطر الغازات السامة يعني أنها تظل مغلقة بإحكام الأقنعة والنظارات الواقية كلها في مكانها قبل أن يخرج الأطفال من المنزل.

وجاء العلماء إلى لا بالما لمراقبة الحمم البركانية، والتحقق من الغازات وتحليل أحدث الصخور على الأرض.

وأظهر الدكتور مات بانكهورست من معهد جزر الكناري للبركان العينات المأخوذة عن طريق دس عصا طويلة في الحمم البركانية وإلقائها بالبخار في دلو من الماء البارد، دروس جيولوجية حية في أقدم عمليات الأرض، و ينصب تركيزه الرئيسي على البلورات الموجودة داخل الحمم البركانية المتصلبة.

ويوضح قائلاً: "من حيث المبدأ ، يمكننا توقع الانفجارات البركانية مثلما نتنبأ بالطقس، هذه أفضل فرصة حتى الآن لربط الأدلة الموجودة في الصخر بإشارات ما قبل الانفجار، حتى نتمكن من معرفة ما سيحدث في المرة القادمة بمزيد من التفصيل."

إنها قصة تكوين الأرض التي أعيد سردها في عملية تجديد مدمرة، لطالما تم بناء الحياة في هذه الجزر على أنقاض ثوران بركاني سابق.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة