قال الرئيس الجديد لشركة الطاقة الحكومية الأوكرانية «نفتوجاز» يوري فيترينكو إن أوروبا تخاطر بالاستسلام لروسيا إذا وافقت ألمانيا على خط أنابيب نورد ستريم 2 كشرط لمزيد من استئناف الإمدادات القادمة من موسكو .
وأضاف فيترينكو، في مقابلة أجراها مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" نُشرت في صباح اليوم الإثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدم الغاز "كسلاح جيوسياسي" من خلال الإصرار على نقل أي إمدادات إضافية للغاز عبر خط الأنابيب الذي بلغت تكلفته 10 مليارات دولار ويمر عبر أوكرانيا لتزويد ألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق .
وتابع:إذا كان لدى أي شخص شكوك حول هذا الموضوع، فإن بوتين يخبر الجميع بوجوها، ليقول علانية إما أن تسمحوا بإتمام نورد ستريم 2، أو انكم لن تحصلوا على المزيد من الغاز، مضيفا أن: الرئيس بوتين يريد عكس عقارب الساعة والعودة إلى الوضع الذي كان لدينا قبل 10 أو20 أو 30 عامًا للتفاوض بشأن شروط خاصة مع السياسيين من مختلف البلدان" //على حد قوله
ومع ارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية في الشهرين الماضيين، تحركت الأسواق العالمية بشكل متكرر استجابةً لتعليقات موسكو على أمل أن تزيد شركة جازبروم الروسية، التي تحتكر الغاز، من إمداداتها إلى أوروبا. حتى تراجعت الأسعار في أوروبا الاسبوع الماضي بعد أن أمر بوتين شركة جازبروم بزيادة مستويات التخزين المنخفضة في مواقعها في ألمانيا والنمسا.
ويقود فيترينكو جهود أوكرانيا لوقف نورد ستريم 2 من خلال محاولة اقناع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الاعتراف بأن روسيا تستخدمه لإضعاف أوكرانيا من خلال حرمان كييف من عائدات العبور القيمة وزيادة اعتماد أوروبا على غاز موسكو. وبعد ابرام اتفاق ثنائي بشأن نورد ستريم 2 في يوليو الماضي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تعهدت واشنطن وبرلين بفرض عقوبات على روسيا إذا كانت سياساتها في مجال الطاقة تهدد أوكرانيا وحلفاء آخرين في أوروبا.
وقال البيت الأبيض في هذا الشأن إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ناقش في لقاء أجراه بروما في نهاية الأسبوع الماضي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل جهود "ضمان عدم استطاعة روسيا التلاعب بتدفقات الغاز الطبيعي لأغراض سياسية ضارة". غير أن جازبروم وقصر الرئاسة الروسي "الكريملين" نفا مرارا وتكرارا استغلال الخط من أجل أي ضغوط سياسية.