السبت 11 مايو 2024

ما سر عدم تدخل المواطنين لمنع جريمة الإسماعيلية قبل ارتكابها؟ خبراء يحذرون

جريمة الإسماعيلية

تحقيقات2-11-2021 | 20:13

آية يوسف

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحالة من الذعر والفزع، إثر الواقعة الأليمة التى شهدتها محافظة الإسماعيلية، والتى تعد الأعنف خلال الأيام الماضية، إذ قطع أحد المواطنين رأس آخر وفصله عن جسده باستخدام ساطور، ثم طاف به الشارع ما أثار حالة من الذعر بين المارة، وقام أحد شهود العيان بتوثيق الجريمة المروعة بشارع طنطا الواقع في المحافظة عن طريق المصادفة، وتداولها عدد من مستخدمي التواصل الاجتماعي لتلقى انتشارًا واسعًا.

وأكد خبراء علم النفس والاجتماع على أن اهم الأسباب في انتشار مثل هذه الجرائم هي الدراما السلبية والألعاب القتالية وتناول المخدرات و نقص العامل الديني والأخلاقي، فيجب الوعي بأهمية العلاج النفسي ونشر الوعي الديني والتحدث عن العقاب الرادع لمثل هذه الجرائم لمحاولة التصدي لها حتي لا تتحول لظاهرة اجتماعية.

أسباب انتشار العنف

وقال الدكتور أحمد علاء، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، إن هناك صور عنف في المجتمع غير مسبوقة، وتتجلى صور العنف هذه في كمية حوادث العنف الأسري التي لم تكن موجودة من قبل، فأصبحت الجرائم ترتكب بوحشية وكثرة، وتتعدد أسباب هذا العنف من انتشار السوشيال ميديا وفيديوهات العنف على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، فمن قبل كان هناك رقابة على المصنفات الإعلامية لم تكن تمنع المشاهد الخارجة فقط ولكن كانت تمنع صور العنف أيضا.

وأوضح أحمد، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، فصارت صور الجريمة وطرقها تخترق المنازل المصرية بكل سهولة، مما يؤثر في المفهوم الذاتي للشخص، فأصبح الشخص لدية صورة منطبعة في ذهنه طوال الوقت عنها، وبالتالي ممكن عند حدوث مشكله أن يستدعي الشخص هذه السلوكيات التي جمعها في عقله الباطن وينفذها، وأيضا قلة الوعي الأخلاقي والديني فقل التمسك بالقيم والأخلاق والحفاظ عليها، وتجلي هذا بصورة واضحة في موقف الأشخاص الذين شاهدوا واقعة الجريمة وظلوا ثابتين دون رد فعل.

وأشار في حين انهم إذا اجتمعوا وأمسكوا بالقاتل كان من الممكن إنقاذ واحتواء الموقف، وهذا دليل على قلة الجانب الأخلاقي الذي يندرج تحته الشهامة والمروءة، من الأسباب أيضا الألعاب الإلكترونية العنيفة ومحاكاه ما يحدث فيها على أرض الواقع، وانتشار عدد كبير من الناس لديهم أمراض نفسية لا يعلمون عنها شيئا مثل القاتل في جريمة الإسماعيلية الذي قيل أنه كان في مصحه نفسي وخرج منها .رغم أن خروجه لا يعني شفاءه التام

وأضاف أيضا الدراما وما تصوره اتجاه الأبطال المتورطون في جرائم فأصبح يتم تصوير المجرم على أنه شخص مظلوم ومقهور مما يجعل صورة المجرم تتغير في الصورة الذهنية للمجتمع، كما أن تعاطي المخدرات أحد الأسباب الرئيسية في أنتشار مثل هذه الظواهر، وليتمكن المجتمع من الحد وردع مثل هذه الجرائم  من خلال تفعيل دور الرقابة على الدراما والأعلام بشكل عام، وتغليظ العقوبات على مثل هذه الجرائم وأن تكون ناجزه وسريعة ويتم إعلانها لإخذ العظى منها.

وأكمل: وأيضا تفعيل دور المؤسسات التعليمية والدينية ووسائل الإعلام لنشر الوعي بخطورة وسوء هذا النوع من العنف، ومن الحلول الفعالة أيضا أن يكون هناك آليات من الدولة للكشف النفسي بصفة دورية على المواطنين للتأكد من سلامة وصحة المواطنين، على سبيل المثال الكشف النفسي مع إصدار البطاقة الشخصية أو رخصة القيادة.

ليست ظاهرة اجتماعية

ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة، إنه لا نستطيع القول على جريمة الإسماعيلية أنها ظاهرة اجتماعية، لأننا نطلق على السلوك ظاهرة في حالة أن يكون هناك من 15 إلى 25% نسبة من المجتمع تكرر السلوك والفعل، بينما جريمة الإسماعيلية هي شخص مدمن الإدمان لديه جين الانفصام ويعاني منه مما جعلة يصل إلى إضطراب وانفصام عقلي.

وأوضح فرويز، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، مما جعل القاتل يبدأ في التفكير في أفكار وسلوكيات اضطهادية وانتقامية وضلالات، وأفكار خاطئة بدأت في الاستحواذ عليه وللأسف انجرف القاتل نحو أفكاره الخاطئة، ولذلك يجب على عامة الناس أن يكونوا على قدر كبير من الوعي بالعلاج النفسي، أيضا هناك بعض من مدعي الدين ينصحون المرضي النفسيين بعد تناول العلاج النفسي، ويدعون أن هناك أشياء أخري وراء حالة الشخص من جن وغيرة وهذه كلها شعوذ ودجل تزيد الأمور سوء.

وأضاف أنه من ضمن الأسباب الذي وصل إليها المجتمع لحدوث مثل هذه الجرائم هو خطورة المشاهد العنيفة، لا سيما على أصحاب السجل المرضي مع الإدمان أو الأمراض العقلية، ففي حال كان المشاهد يعاني من مشكلات الشخصية التشككية قد يكون بتقليد المشاهد العنيفة، مؤكدًا أن المشاهد العنيفة تشكل خطورة بالغة على المرضى.

 

Dr.Radwa
Egypt Air