الموت على الإنسان حق، ويجب أن يعمل كل إنسان لآخرته والدعاء بان يرزقه الله حسن الخاتمة وأن يرزقه الستر في الدنيا والآخرة، كما أن الله جل جلاله شرع للميت الغسل، ومما لاشك فيه أن الميت يغسله إنسان، فقد يتساءل البعض هل يجب الاغتسال بعد غسل الميت، وفي هذا الصدد، تقدم بوابة "دار الهلال"، حكم الاغتسال بعد غسل الميت والحكمة منها كالآتي:
الحكمة من الاغتسال بعد غسل الميت
شرعَ الله -تعالى- الغُسلَ للميِّتِ، كما شُرِعَ الاغتسالَ لمن يُغسّل ميّتاً لحكمٍ عديدة منها:
ـ تقويةٌ لقلب الغاسل، لِأنَّ من المعلومِ أنَّ غاسل الميِّت تضعُف قُواه ويَرقّ قلبه عند رؤية الميّت، فجاء الغُسل بعد ذلك جبراً لقلبِ الغاسل من ضعفٍ أصابَه عند تقليب الميِّت وتغسيلِه.
ـ التأكّد من سلامةِ طهارتِه؛ لأنِّه قد يُصيب الغاسل شيئاً من رشاشِ ماء الغُسل، فقد يكون جسد الميِّت قد أصابته نجاسة، فشُرع له الغُسل.
ـ استعداد الغاسل لصلاةِ الجنازة؛ لأنَّ مَن يُغسّل الميِّت في الغالب سيصلّي عليه صلاة الجنازة، فوجبَ الوضوء والتطهّر قبل ذلك.
ـ حكم الاغتسال بعد غسل الميت
ـ ذهبَ جمهورُ العلماء من الحنفيّةِ والشافعيّةِ و الحنابلة إلى استحبابِ الاغتسال بعد غُسل الميّت، بينما ذهبَ جمهورُ المالكيّة إلى أنَّه لا غُسل لمُغسّل الميّت، لأنَّ هذا الأمر لا يُعدّ حدثاً يجب التطهّر منه.
ـ الإمام أحمد فقد ذهبَ إلى وجوبِ الغُسل فقط لمن يُغسّل غير المسلم، مستدلّين بأن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمر عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن يَغتسل بعد أن غسَّل أباه أبا طالب وقد مات مشركاً.
ـ ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يغتسلُ من أربعٍ؛ من الجنابةِ، ويومِ الجمعةِ، ومن الحجامةِ، وغسلِ الميِّتِ)، وقد اختلف العلماء في صحةِ هذا الحديث، فمنهم من قال أنَّ من غسَّل الميِّت يَلزمه الغُسل، ومنهم من قال يَكفيه الوضوء، ومنهم من لم يقل بهما.
ـ رُويَ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من غسَّل ميتًا فليغتسلْ).