تعد دول قارة إفريقيا من أكثر الدول المتأثرة بالتغير المناخي، لذلك تسعى للانضمام إلى الاتفاقيات التي تقيها من مخاطر تغير المناخ.
وتاتي دولة غانا في مقدمة الدول الأفريقية الذي تعاني من العديد من التحديات الخاصة بمواجهة التغير المناخي، وهناك العديد من الناشطين يحثون المجتمعات والحكومات علي إدركهم أهمية أزمة المناخ كيفية مواجهتها و الحث علي استخدام الموارد المستدامة الذي يجب أن يعتمد عليها الأقتصاد.
ومن أهم الناشطين الذي تم ألقاء الضوء عليه يدعي الشاب شيبيز إزيكيل هو ناشط من غانا في مجال البيئة، وهو من تولي بقيادة الحملة الشعبية لمدة أربع سنوات، ألغى على أثرها وزير البيئة الغاني وقام بالتصدي لإلغاء بناء محطة توليد الطاقة من الفحم بقدرة 700ميجاوات وميناء شحن مجاور لإستيراد الفحم، وظل واقفآ أمام هذه الصناعة مانعآ دخولها غانا ، ومن ثم أخذ بزمام مستقبل الطاقة إلي موارد أخري مستبعدآ استخدام الفحم، وبناء علي ذلك حصل علي جائزة جولدمان للبيئة لعام 2020، وتعد هذه الجائزة تكريمآ علي أنجاز النشطاء علي مستوي الشعوب في جميع أنحاء العالم، وبناء علي ذلك أصبح مصدر إلهام جيل كامل.
وأيضا عانت غانا في العديد من السنوات من نقص في موارد الطاقة لفترة طويلة، وكثيراً ما تتعرض المستشفيات لحالات انقطاع التيار الكهربائي، وفي عام 2015 فقط شهدت غانا 159 يوماً من انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
وفي عام 2013، قامت الحكومة بعرض أقتراح في غانا وهو بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 700 ميغاواط، وميناء مجاوراً، وكان الاقتراح ممولاً بقيمة 1.5 مليار دولار من صندوق التنمية الصيني الأفريقي.
ويعتبر الفحم أحد أكثر أشكال توليد الطاقة تلويثاً للبيئة وهو مورد غير مستدام في العالم، على الرغم من أنه لا يغذي سوى 27% من طاقة العالم، و38% من توليد الكهرباء.
أكد إيزيكيل أنه اختار أن يكون ناشطاً مناخياً في المقام الأول للمساعدة في المساهمة في مكافحة التغير المناخي لكي يتحول المستقبل بشكل دائم إلى البيئة المستدامة.
وقام إيزيكيل بتأسيس منصة شبابية تدعى شبكة الشباب الاستراتيجية للتنمية، وهي منظمة تعتمد على الشباب من أجل التغيير البيئي والاجتماعي في غانا، كما يستلم منصب المنسق الوطني لمنظمة تهدف للحد من الكربون.
واوضح إيزيكيل أنه يسعى من خلال منظمته للمساعدة في تكوين قوة قوية من الناشطين الشباب الذين يؤثرون بفاعليه على الإجراءات المناخية في غان من المستوى المحلي الوطني، وأيضاً لتسخير قدرات ومهارات وطاقات الشباب وتوجيهها بشكل جيد كجهات فاعلة ذات صلة في مكافحة تغير المناخ.
وقال إيزيكيل أن إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة لتقدمها بطلب رسمي لاستضافة كوب 28 خبر مرحب به في أفريقيا، والناشطون في مجال المناخ يؤيدون ذلك بناء على سجل الإمارات الحافل في مجال العمل المناخي.
كما أشاد إيزيكيل بإعلان الإمارات عن مبادرة تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 والتي تهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 70% من قطاع الطاقة، وقال أن هذه الخطوة ستحفز بعض الدول الأفريقية في أن تحذو حذو الإمارات وبالتالي يجب تقتدي العديد من الدول الأخرى بالنموذج الإماراتي المناخي الذي يتماشى مع جهود التحول في مجال الطاقة.
و أكد إيزيكيل أن الإمارات تسعى باستمرار لتنويع مصادر الدخل الاقتصادي والاستثمار في مجال الاقتصاد الأخضر، والذي يعد الحل الأمثل للحد من معدل البطالة.
و قال أعتقد أن الوظائف الخضراء هي الطريق الذي يجب اتباعه خاصة إذا كنا بحاجة إلى التعامل مع معدل بطالة الشباب الجماعي.
وقال إيزيكيل، عن قصة النجاح التي كتبها والتي أصبحت ملهمة للعديد من الشباب أنه كان يتبنى وجهة نظر دفعته للوقوف أمام بناء محطة الفحم التي أعلنت الحكومة عن خطط بنائها في 2015، على أن تبدأ العمل في يناير2016.
و أكد أن الحكومة كانت ترى حينها أن توليد الطاقة الفحم أمر منخفض الكلفة، بالإضافة إلى أنه سيوفر فرص عمل للشباب، وأوضح أنه كان يرى الأمر من زاوية مختلفة، حيث يتبنى فكرة الحاجة إلى اختيار مصادر الطاقة المتجددة كبديل أفضل من غيرها.
وأشار أنه قام بزيارة المجتمعات التي تقتن بالقرب من المكان المقرر فيه بناء المصنع، أخبرهم بالآثار السلبية لمحطات الفحم بناء على بحوث دولية عميقة، وبعد ذلك بناءً على الدعم الذي حظي به من أفراد المجتمع والمنظمات البيئية غير الحكومية، قام بحملات موسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وحملات توعوية تهدف إلى ضرورة استخدام الطاقة المتجددة.
وصرح إيزيكيل، أن أكثر من 600 مليون شخص في أفريقيا يفتقرون إلى مصدر موثوق للكهرباء، ولا تزال مشكلة نقص الطاقة حقيقة يومية يعيشها المجتمع الأفريقي، وأشار إلى أن من أهم التحديات الرئيسية تتمثل في الموارد المالية اللازمة ونقل التكنولوجيا لتمكين أفريقيا من الاستفادة من جهود التحول في مجال الطاقة.
وقال أن من وجهة نظره يرى إيزيكيل أن أفريقيا وخصوصآ غانا يجب أن يعتمد خطة استراتيجية للاستثمار بموارد الطاقة النظيفة المتمثلة في الشمس والرياح والتي ستوفر طاقة كثيرة في حال تم إشراك شركاء التنمية للحصول على الدعم فيما يتعلق بالتمويل والتكنولوجيا.
وأكد أن قارة أفريقيا باتت تواجه العديد من الأزمات والظواهر المناخية والمتمثلة بالفيضانات والجفاف وهطول الأمطار غير المنتظمة وتفشي الأمراض وموجات الحر.
و أشار إيزيكيل أن الوعود التي قدمها قادة العالم من قمة غلاسكو المناخية، وتعهدهم بحشد التمويل وتوفير 100 مليار دولار سنوياً حتى عام 2025 وذلك لصالح تمويل البلدان النامية، هو ليس بالأمر الجديد، ويرى من وجهة نظره أن العالم سمع مثل هذه الالتزامات كثيراً في الماضي، مقابل القليل من الإجراءات التي يجب القيام بها مقارنة بأزمات المناخ التي تواجه العالم، وأضاف أن قادة العالم يجب أن يوظفوا نفس الحماس المستخدم في معالجة تداعيات أزمة كوفيد-19 في مكافحة أزمة المناخ.
وتحدث أيضا عن معاناة أفريقيا، أكد إيزيكيل أن البلدان الأفريقية هي الأكثر معاناة من عواقب تغير المناخ بسبب ارتفاع مستويات الفقر وانخفاض آلية المواجهة وخاصة فيما يخص الأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الريفية و الفقيرة.