تسبب جفاف أحد البحيرات في شمالي مالي إلى محاولة ابتكار السكان المحليين لطرق جديدة لكسب الرزق، ويعود ذلك إلى التغير المناخي.
وبحسب ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء منذ أن جفت بحيرة فاجويبين في شمال مالي، اضطرت المجتمعات على شواطئها الجافة إلى الدفاع عن منازلهم من زحف الكثبان الرملية مع إيجاد طرق جديدة لكسب قوت يومهم من التربة المتدهورة.
ودأبت الفيضانات السنوية من نهر النيجر على تغذية البحيرة، التي كانت في يوم من الأيام واحدة من أكبر البحيرات في غرب إفريقيا. لكنها بدأت تختفي بعد موجات الجفاف الكارثية في السبعينيات، مما أجبر أكثر من 200000 شخص على التخلي عن سبل عيشهم التقليدية.
وذكر المزارع الذي تحول إلى راعٍ عبد الكريم أغ الحسن لوكالة «رويترز»: «كل هذه المنطقة كانت مغطاة بالمياه» مُشيرًا إلى أفق الصحراء في شريط فيديو نشرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
والآن يضطر هو وغيره من سكان القرى الواقعة على ضفاف البحيرة إلى الغرب من تمبكتو إلى السير لمسافات طويلة للعثور على الماء لمواشيهم وبناء حواجز من العصي في محاولة لإبعاد الكثبان الرملية.
من المقرر أن يتعرض تقلص عدد سكان بحيرة فاجويبين لمزيد من الضغط من تغير المناخ، ومن المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة لأكثر من 3 درجات مئوية في غرب إفريقيا بحلول عام 2100 وحتى 4.7 درجة مئوية في شمال مالي، وفقًا لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة.
غير أن الجهود المبذولة لتعزيز المرونة من خلال استعادة الأراضي الرطبة في فاجويبين ودور المنطقة باعتبارها سلة خبز منطقة تمبكتو قد خرجت عن مسارها بسبب موجات الصراع، وآخرها تمرد إسلامي استمر لسنوات، وفقًا لدراسة أجريت عام 2016 في المجلة الأفريقية للعلوم المائية.
وفي قرية بينتاغونغو، دفنت الكثبان الرملية المرتفعة ساحة مدرسة وكسرت أساسات المباني الفارغة.
وقال رئيس البلدية حما أباكرين «هذه مدرسة لنحو 400 طالب، فهذا جيل كامل ضائع، جيل محكوم عليه بالفرار أو التجنيد».