الثلاثاء 21 مايو 2024

حيرت العلماء..99 عاماً على إكتشاف مقبرة الفرعون الصغير "توت عنخ آمون"

مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون

ثقافة4-11-2021 | 16:02

عبدالله مسعد

في مثل هذا اليوم الرابع من نوفمبر من عام 1922 كانت أعظم الأثرية في العصر الحديث، ففي مثل اليوم تم اكتشاف مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون، أو الملك الشاب الذي هو بمثابة لغز حير علماء المصريات.

ومقبرة الملك توت عنخ آمون تنقسم إلى مدخل بسلالم من 16 درجة، يتبعها دهليز مائل، تتفرع منه حجرتان للتابوت والكنوز، كما تتفرع من الحجرة الأمامية حجرة إضافية صغيرة لجهة الغرب، وتتسم حجرة التابوت بجدران مزينة بنقوش من كتاب الموتى المقدس لدى المصريين القدماء.


 وضمت المقبرة أكثر من 5 آلاف قطعة أغلبها من الذهب الخالص، إضافة إلى ثلاثة توابيت تضم إحداهم مومياء الملك المحنطة، والمبهر في المقبرة أن محتوياتها تعطي صورة حقيقية ومتكاملة لحياة المصري القديم وطريقة العيش الفرعونية، حيث احتوت على أشكال متنوعة من الطعام وآلات الموسيقى والترفيه والملابس والأثاث.

ويُعد الفرعون الذهبي توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة؛ لأسباب لا تتعلق بانجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما لأسباب من أهمها اكتشاف مقبرته وكنوزه التي لا نظير لها كاملة دون أي تلفوكذلك أثاثها الرائع، إضافة إلى اللغز الذي أحاط بظروف وفاته في سن مبكرة جداً وزواج وزيره من أرملته وتنصيب نفسه فرعوناً.


ومات "توت عنخ آمون" بعد أن حكم مصر حوالي تسع سنوات، بعد اخيه من أبيه "سمنخ-كارع"، خلفا لأبيه الملك أخناتون، ودُفن بعدها في قبر صغير أُعد من أجله على عُجالة في وادي الملوك، وحوت المقبرة جهازا جنائزياً ذهبيًا رائعًا، محفوظ الآن بالمتحف المصري، ومن المقرر نقله إلى المتحف المصري الكبير، وقد أعلنت وزارة السياحة والآثار في بيان سابق عن انتهاء "مركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير" من ترميم كل القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، والتي تم نقلها للعرض في المتحف المصري الكبير المرتقب افتتاحه، ليبلغ عدد القطع الخاصة بالملك توت عنخ آمون والتي ستعرض في جناح خاص يحمل اسمه 5200 قطعة، بينها قطع جرى ترميمها بشكل عالي الدقة.

وقد اكتشف هذه المقبرة الإنجليزي هوارد كارتر بتمويل من اللورد كارنرفون في نوفمبر سنة 1922م، وذلك عن طريق فتي يعمل حينها ضمن البعثة المدربة يدعى حسن عبدالرسول، حيث كانت مهمة الفتي عبدالرسول تكمن في حمل المياه من نهر النيل إلى موقع العمل، لتخفيف وطأة الحر عن العمال، ولدى وصوله إلى موقع وادي الملوك والملكات شعر أن جِرار الماء ستسقط من على حماره، فقرر أن يعيد ربطها، وحين وضع إحداها على الأرض لاحظ أنها ترتطم أسفل التراب بشيء صلب، فدفعه الفضول إلى أن يحفر بفأس صغيرة كان بحوزته ليجد درجة سلم فرعونية، فترك الماء عند ذلك المكان وجرى مسرعاً إلى الأثري البريطاني كارتر، ليقول له: سيد كارتر لقد وجدت درجة سلم لمقبرة فرعونية، وذلك حسب ما ذكره النوبي حسين عبدالرسول، خلال لقائه عبر سكايب مع الإعلامي عمرو عبدالحميد ببرنامج "رأي عام" المذاع على فضائية "TeN" أمس الأربعاء.

وأوضح أن هوارد كارتر اصطحب الطفل مسرعاً، وبدأ الحفر في مكان درجة السلم الأولى، حيث وجد 16 درجة سلم جديدة، ثم أدخل رأسه في نافذة المقبرة ومعه مصباح من الغاز، ودخل إلى المقبرة التي حوت قرابة 5 آلاف قطعة ذهبية خالصة، وبرفقته والدي الطفل حسين عبدالرسول.

وقد بدأ الملك حكمه باسم "توت عنخ آتون" واستمر في  حكم مصر من مدينة "آخت آتون" (تل العمارنة) مدة ثلاث سنوات، انتقل بعدها إلى طيبة وغير اسمه إلى "توت عنخ آمون"، أي "صورة آمون الحية" بدلا من "صورة آتون الحية"، واهتم "توت عنخ آمون" بإظهار رعايته لآمون، وأمر بإصلاح ما أهمل من معابد، كما بني بعض الإضافات المعمارية باسمه في معبدي الأقصر والكرنك، وعن عناية الملك بشئون الإمبراطورية فقد كانت محدودة لقلة سنوات حكمه، وفيما يخص آسيا فقد كانت الأمور مضطربة وتهدد نفوذ سلطان مصر وفرعونها الشاب، مما دفع الملك إلى إرسال حملة عسكرية إلى فلسطين بقيادة القائد "حور إم حب"، ويعتقد أن فترة حكمه تراوحت من 8 إلى 10 سنوات، وتظهر المومياء الخاص به انه كان شاباً دون العشرين من العمر، وقد تم الاستنتاج مؤخراً باستعمال وسائل حديثة انه كان على الأرجح في التاسعة عشر من عمره عند وفاته.

وشكل هذا الأمر لغزاً ظل محيرا للعلماء إلى أن أعلن عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس في عام 2010 أنه "من خلال تحليل الحمض النووي لمومياء توت عنخ آمون، أظهرت النتائج أن سبب الوفاة يرجع لإصابته بالملاريا، ومن المرجح أن المضاعفات الحادة للمرض أدت إلى وفاته، كما كشف تحليل الحمض النووي والمسح بالأشعة المقطعية أن الملك إخناتون هو والد الملك توت عنخ آمون".


''سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك''، وجدت هذه الجملة منقوشة على مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون، كما عثروا على تمثال في المقبرة يُقال إنه تمثال مسحور مكتوب عليه ''إنني أنا حامي حما قبر توت عنخ أمون وأطرد لصوص القبر بلهب الصحراء''، مما جعل الحديث ينشأ حول ما يسمى بلعنة الفراعنة، تلا ذلك عدة أحداث وهي إصابة اللورد "كارنافون" بحمى شديدة وعجز الأطباء عن تفسير هذه الحمى وتوفى في منتصف الليل بفندق "الكونتينتال" بالقاهرة، كما ماتت أيضاً كلبته، وكانت معظم حالات الوفاة بسسب الحمى الغامضة التى لم يستطيع الأطباء تفسريها، فتوفى سكرتير "كارتر" دون معرفة السبب، وأثناء تشييع الجنازة مات الحصان الذي كان يحمل تابوت "توت عنخ آمون"، وأصيب بعض الذين كان لهم علاقة بفتح المقبرة بالجنون وبعضهم إنتحر دون أسباب فأثار هذا الأمر جدلاً عالمياً كبيراً.